مواجهة النفوذ الإيراني... قاسم مشترك بين ترامب وبايدن 

عناصر عسكرية إيرانية - المصدر: getty
عناصر عسكرية إيرانية - المصدر: getty

سياسي | 05 نوفمبر 2020 | مالك الحافظ

رغم عدم التفات المرشحين الرئاسيين الأميركيين جو بايدن و دونالد ترامب إلى الملف السوري كورقة رئيسية في ملفات السياسة الخارجية، إلا أن ما يجمع الاثنين حسب غالبية المحللين هو مواصلة العمل على مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة. 


وإذا كان الإتفاق على مواجهة توسع نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائما، فإن آليات هذه المواجهة تختلف بين ترامب وبايدن. فقد تميز الرئيس المنتهية ولايته بتنشديد الخناق على النظام الإيراني بشكل غير مسبوق بعد إنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع مع طهران، ومن الطبيعي في حال بقاء ترامب في البيت الابيض أن تتواصل هذه السياسية. في حين يتوقع المراقبون أن تكون سياسة بايدن الديموقراطي أكثر ليونة مع إيران، من دون الجزم بأنه سيعود الى انتهاج سياسة الرئيس باراك أوباما عراب الإتفاق النووي مع إيران.
 
قد يهمك: كيف ينظر المرشحان للرئاسة الأميركية ترامب وبايدن إلى الملف السوري؟



وإذا كان ترامب المتحمس لسحب القوات الأميركية من كافة أنحاء العالم قد قرر، ولو على مضض، الإبقاء على بضع مئات من الجنود الأميركيين في سوريا تحت ضغط البنتاغون، فمن المستبعد جدا أن يقوم بايدن في حال فوزه بسحبها، على الأقل على المديين القصير والمتوسط.

تبقى التكهنات حول ما ستكون عليه العلاقة بين بايدن، في حال فوزه، وموسكو بشأن الوضع في سوريا. فالرئيس ترامب لم يتردد بالانسحاب سياسيا من المفاوضات الجارية بشأن سوريا، وسلمها الى الثلاثي الروسي التركي الإيراني. فهل سيحرك بايدن هذا الملف ويضغط باتجاه العودة إلى مسار جنيف بدلا من المضي قدما في مسار الآستانة حيث لموسكو النفوذ الأول؟

أما بالنسبة الى العقوبات القائمة على النظام السوري بموجب قانون قيصر، فهي لن تتغير في حال غادر ترامب البيت الأبيض لأن هذه العقوبات مفروضة بموجب قانون تم التصويت عليه ومن الصعب جدا التراجع عنه، لأنه حظي بدعم الحزبين لدى التصويت عليه.

ثبات في السياسة الخارجية؟ 

المحلل المتخصص في الشؤون الأميركية، د.فايز الباشا، أشار خلال حديث لـ "روزنة" أن "السياسة الخارجية الأميركية قليلاً ما كانت تتغير بشكل جذري مع تغير الإدارات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ورأى أنه أنه في حال نجاح ترامب، فسيسلك "النهج نفسه الذي سار عليه خلال السنوات الماضية والمتمثل بمحاولة البحث عن مهرب للمشاكل دون وجود نية له للخروج من المنطقة". 

في حين اعتبر أن إدارة بايدن قد تنهج استراتيجية "القيادة من الخلف، أو حتى عدم القيادة من الأصل، وترك دول المنطقة وفي مقدمتها سوريا تواجه مصيرها، بعدما فقدت أهميتها الاستراتيجية لدى واشنطن وذلك بتراجع اهتمام الشركات الأميركية بنفط المنطقة"، وفق تعبيره.

فيما اعتبر الباحث السياسي، صدام الجاسر، أن سياسة أي إدارة أميركية قادمة لن تتغير تجاه إيران بسوريا، وذلك في ظل عدم وجود أي قرار بتغيير النظام السوري. 

قد يهمك: رسالة أميركية إلى روسيا من شرق الفرات… ما مضمونها؟ 



ورأى في حديثه لـ "روزنة" أن "وجود إيران مرتبط بوجود النظام السوري وستبقى الأمور على ماهي عليه بين ضغوط وتحذيرات وغارات تنفذها إسرائيل والقوات الأميركية على بعض النقاط الإيرانية، وهدفها فقط تذكير إيران بأنها تحت المراقبة الدائمة"، وفق تعبيره. 

وتوقع الجاسر "تطورا ملحوظا بخصوص العلاقة الأميركية الروسية بسوريا، في حال وصول بايدن الى البيت الأبيض" مشيرا إلى أن الأخير لن يكون مكبلا بالإتهامات التي لاحقت ترامب بخصوص خضوعه لضغوط روسية، بما يتعلق بملف التدخل في الانتخابات الأميركية السابقة. 

وتابع "بايدن سيكون أكثر تشددا تجاه روسيا وسيحاول فرض معادلة جديدة معها، ويتجه نحو محاولة وضع حد للطموحات الروسية في مناطق عديدة من العالم".

قانون قيصر باق 

و أما فيما يتعلق بالعلاقة مع النظام السوري و"قانون قيصر"، أشار إلى أن هذا القانون يلزم أي إدارة أميركية بتطبيقه.

ولفت إلى أن هذا القانون "لن يتأثر بتغير الإدارات خصوصا أنه مرتبط بقانون ميزانية الدفاع الأميركية، بمعنى أن إيقافه سيكون ايقافاً لميزانية الدفاع الأميركية"، مضيفا "هذا أمر مستحيل إلا في حال أعلنت الإدارة الأميركية أن النظام السوري أصبح نظاماً شرعياً ولايمارس العنف وأن الانتقال السياسي تم تحقيقه". 

وختم بالقول "هذا أمر بعيد المنال في المدى المنظور والمتوسط؛ لذلك فإن قانون قيصر هو قانون غير مرتبط بهوية الإدارة و لايمكن إيقافه إلا بقانون جديد، وهذا الأمر يحتاج لسنوات لتحقيقه". 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق