سوريون: "عايشين من قلة الموت" الفطور لبنة والغداء بطاطا مسلوقة

الفقر في سوريا
الفقر في سوريا

اقتصادي | 03 نوفمبر 2020 | إيمان حمراوي

"عايشين من قلة الموت، انحرمنا من كتير أكلات بحياتنا وصارت حلم بالنسبة إلنا، فطورنا بعد ما كان على مد النظر والعين تشبع منه، صار عبارة عن لبنة وزعتر، ودوبه يكفينا"، هكذا تصف أم سليمان، المقيمة في دمشق، لـ"روزنة" تفاصيل حياتها اليومية مع عائلتها في ظل تردي الأوضاع المعيشية واستمرار ارتفاع الأسعار.


تضيف أم سليمان، 52 عاماً، "حتى زيت الزيتون انحرمنا منه، واستبدلناه بالزيت النباتي، الذي يبلغ سعر الليتر منه 4 آلاف ليرة، وفي حال ما انوجد كمان منستغني عنه، ومنكتفي باللبنة، أما الغداء فبحسب المتوفر بالسوق، لكن بشكل عام عبارة عن حشائش وخضروات متل السلق والسبانخ، طبعاً اللحمة والفروج حلم".

كما تشكو أم سليمان لـ"روزنة" الضائقة المعيشية، خاصة أن زوجها موظف متقاعد لدى الدولة، وراتبه الشهري لا يتجاوز 50 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي يحتاجون فيه بالحد الأدنى إلى 200 ألف ليرة لتلبية الحاجات المعيشية.

وفي السياق نفسه تشير حنان الأحمد، المقيمة في ريف دمشق، إلى أنّ "نسبة كبيرة من السوريين تحولت إلى الزيتون والزعتر بالنسبة الى وجبة الإفطار، في حين أن البيض بتنا نتذوقه مرة بالشهر بعدما تجاوز سعره الخمسة آلاف ليرة"، مضيفة "لقد استغنينا عن الأكلات التي تحتوي على بيض مثل العجة، وحتى الكاتو أقوم بصنعه بلا بيض".

اقرأ أيضاً: أزمة خبز حادة بدمشق هكذا تتعامل حكومة النظام معها



ووصل ثمن صحن البيض وزن 1800 غرام إلى 5300 ليرة، وفي بعض المناطق 5500 ليرة، بعدما كان 4500 ليرة قبل نحو أسبوع، ما دفع الكثيرين للعزوف عن شرائه، فيما دعا البعض الآخر الى مقاطعته بسبب ارتفاع سعره.

تضيف الأحمد لـ"روزنة"، "معظم العائلات السورية اكتفت بالرز والبرغل والعدس في طعامها، مستغنية عن اللحمة والسمن والدجاج والكثير من المواد الغذائية الأخرى، كما اختصر الكثير من السوريين وجبة العشاء إلا في ما ندر، ليصبح الطعام مقتصرا على إفطار وغداء متأخر".

وعن أرخص المواد الغذائية، تقول هبة السالم، 36 عاماً، المقيمة في ريف حماة، لـ"روزنة": "أرخص شيء هو البطاطا المسلوقة، والتي يبلغ سعر الكيلوغرام منها ألفي ليرة، حتى البطاطا المقلية لم يعد بمقدور السوريين طهيها، فليتر الزيت النباتي يبلغ ثمنه 4 آلاف ليرة". وتضيف "لدي 3 أطفال، مصروفي اليومي لا يقل عن 10 آلاف ليرة لتأمين أساسيات الحياة لا أكثر".
 

رفع سعر الخبز

وكانت حكومة النظام السوري رفعت في الـ 28 من الشهر الفائت، سعر الخبز إلى الضعف، لتصبح الربطة بمئة ليرة. وذكرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، أن سعر الكيلو غرام من مادة الخبز العربي المدعوم المعبأ بكيس نايلون أصبح 100 ليرة، بوزن 1100 غرام.

بينما حددت سعر الخبز غير المعبأ بكيس بـ  75 ليرة، وذلك عند البيع للمعتمدين والمستهلكين من منفذ البيع في المخبز. وبررت الوزارة رفع الأسعار ب"الظروف الصعبة والحصار المفروض على سوريا من قبل الولايات المتحدة، وما يسببه من صعوبات في توفير المواد الأساسية وشحنها".

قد يهمك: سوريا: محسوبيات المازوت تنذر بأزمة جديدة مع حلول الشتاء



تسعيرة جديدة للمأكولات الشعبية

الأكلات الشعبية مثل الفول والفلافل كانت طعام الفقراء يستعيضون به عن اللحوم، لكن مع تدهور الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار، قد تدخل أيضا قائمة المواد الغذائية المنسية.

مها الماجد، 30 عاماً، المقيمة في السويداء، تقول لـ"روزنة": "تردي الوضع المعيشي دفع الناس لمساعدة بعضهم البعض بالمال أو الطعام إن كانوا مقتدرين، فيما تحول البعض الآخر مكرهين إلى التسول من أجل تلبية حاجاتهم المعيشية".

وأصدرت محافظة دمشق، الأسبوع الماضي، تسعيرة جديدة لعدد من المأكولات الشعبية، وتنوي أيضاً رفع الأسعار مرة أخرى نتيجة رفع سعر المازوت الصناعي، وفق ما ذكرت صحيفة "الوطن" المحلية في الأول من الشهر الحالي.

ووفق التسعيرة الجديدة  أصبح سعر سندويشة الفلافل (4 أقراص) 350 ليرة، و(6 أقراص) 500 ليرة،وسندويشة البطاطا 500 ليرة.

فيما أصبح سعر كيلو الفول السادة ألف ليرة، والمسبحة 1800 ليرة، والحمص المسلوق 800 ليرة، وصحن الفول في المطعم 900 ليرة، والمسبحة 800 ليرة، وزبدية الفتة ألف ليرة.

وكانت محافظة دمشق أصدرت في تشرين الثاني عام 2019 نشرة أسعار حددت بموجبها سعر كيلو المسبحة بـ 700 ليرة، والحمص المسلوق بـ 400 ليرة، والفول المسلوق خالي المرق ب 450 ليرة، وأسعار سندويش الفلافل بين الـ 200 و 250 ليرة حسب الحجم ونوع الخبز المستخدم، وفق موقع "الاقتصادي".

ارتفاع أسعار الأجبان والألبان

وذكرت صحيفة "الوطن"، أمس الإثنين، أنّ نشرة أسعار جديدة خاصة بمشتقات الألبان والأجبان قيد الصدور اليوم الثلاثاء، وأنه قد يطرأ عليها تعديل بسيط.

وفي الـ 25 من الشهر الفائت، سجلت الألبان والأجبان ومشتقاتها ارتفاعاً عاماً في أسواق دمشق، حيث وصل كيلو الحليب إلى 800 ليرة بعدما كان بـ 700، بينما وصل كيلو اللبن إلى ألف ليرة بعدما كان بـ 850، أما البيضة الواحدة فبلغ سعرها بشكل وسطي 175 ليرة، وفق موقع "بزنس 2 بزنس".

كما بلغ سعر كيلو اللبنة ذات المنشأ البقري  3100 ليرة بعدما كانت 2700، و4600 ليرة للبنة الغنم بعدما كانت 3400 ليرة، أما الجبنة البلدية التي فقدتها موائد السوريين فبلغ سعرها 4500 ليرة بعدما كانت 4300 ليرة، وصحن البيض 4500 ليرة بعدما كان 4000 ليرة.

ويشهد السوريون أزمات متلاحقة منذ سنوات، مثل أزمة المحروقات والكهرباء والمياه والخبز، وتفاقم الوضع العام خلال العام الحالي بشكل واضح للعيان بعدما تدهورت قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية. وتجاوز الدولار الأميركي حاجز الـ 3 آلاف ليرة منتصف شهر حزيران الماضي، فيما يبلغ سعره اليوم نحو 2500 ليرة ، وفق موقع "الليرة اليوم، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية وجميع المواد في الأسواق بشكل متلاحق أيضاً، ما أثار سخط السوريين وغضبهم، فوقفوا عاجزين عن تأمين قوت يومهم.

وفي الـ 26 من حزيران، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليزابيث بايرز، "إنّ سوريا باتت تواجه أزمة غذائية غير مسبوقة، وإنّ 9.3 ملايين مدني يعانون من انعدام الأمن الغذائي". وفي أواخر آب حذّرت من أن 2.2 مليون سوري قد ينضمون إلى قائمة الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق