دق ناقوس الخطر في الشمال السوري بعد ارتفاع الإصابات بكورونا

في تصاعد خطير لمنحى انتشار جائحة كورونا، سجلت في مناطق الشمال الغربي من سوريا 472 إصابة يوم أمس الإثنين، وباتت هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة تضم أعلى مجموع إصابات مقارنة بالمناطق الأخرى من البلاد.

واعتبر الطبيب محمد السالم، العامل في "وحدة تنسيق الدعم" المسؤولة عن متابعة هذه الحالة الوبائية أن "منطقة الشمال الغربي مقبلة على وضع خطير جداً نتيجة الضغط المتزايد على المشافي القادرة على استقبال المصابين بهذا الفيروس".

وتابع السالم في حديثه لـ "روزنة" أنه تم إجراء 1140 مسحا مخبريا أمس الاثنين، ليصل إجمالي المسحات إلى 28 ألفا و 288، مبيناً أن التخوف ليس من النقص في عدد المسحات المتوفر منها حاليا نحو 12 ألف مسحة، ومرشحة لأن تزيد خلال الأيام القريبة المقبلة إلى 70 ألف مسحة، بل من عدم تمكن المشافي من استقبال المزيد من المرضى بالفيروس.

وأوضح السالم أن هناك تسعة مستشفيات تخدم القطاع الصحي في الشمال الغربي، فيها 142 سريرا متاحين ضمن وحدة العناية الحثيثة، و 155 سريرا مجهزين بمعدات التنفس الخاصة.

وأضاف "نحن مقبلون على فترة خطرة لأنه ليس هناك أي إجراء حقيقي لضبط العدوى... ليس هناك أي جهد لناحية الحجر وفرض العزل على المخالطين، ولبس الكمامة و فرض إجراءات التباعد الاجتماعي". 
 

قد يهمك: مئات إصابات كورونا في الشمال خلال يوم واحد

وبلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا يوم أمس 472 إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي في شمال غربي سوريا الى 6535 إصافة مقابل 2625 حالة شفاء، ما يعني وجود قرابة الـ 4 آلاف حالة نشطة، وهو "الرقم غير المسبوق والخطر" بحسب وصف محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" لـ "روزنة". 

وأضاف أيضاً في السياق ذاته "هناك غياب للإجراءات الوقائية بشكل كامل، إن كان على مستوى السكان في المدن أو في المخيمات، و كذلك في الكوادر الطبية"، متوقعا تواصل ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام المقبلة.  

وختم حديثه بالقول "الخطورة تكمن في ضخامة مراكز انتشار الوباء، حيث نسجلها في مدينة إدلب ومدينة الباب (شرقي حلب)، وكذلك في القطاع الطبي الذي وصلت فيه الإصابات إلى حوالي ألف إصابة، إلى جانب الإصابات في المخيمات التي بلغت حوالي 450 إصابة". 

وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أعلنت يوم أمس عن وصول عدد الحالات النشطة من مصابي "كورونا" إلى 3487، بإجمالي حالات مسجلة 5843،  فيما بلغ عدد الحالات النشطة في مناطق شمال شرق سوريا وفق هيئة الصحة التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الكردية إلى 4100 إصابة.

 وظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا شمال غربي سوريا في التاسع من شهر تموز الماضي، بينما أعلنت حكومة النظام عن أولى الحالات المسجلة بمناطق سيطرتها في الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي.