ترجيحات بصراع إيراني مع الروس جنوب سوريا

مصدر الصورة: alahednews - عناصر النفوذ الإيراني في سوريا
مصدر الصورة: alahednews - عناصر النفوذ الإيراني في سوريا

سياسي | 24 أكتوبر 2020 | مالك الحافظ

توقعت صحيفة إسرائيلية بحدوث معارك في العام المقبل على حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان، مشيرة في الوقت ذاته إلى مناورات عسكرية ستبدأ قريبا بمشاركة الآلاف من جنود الاحتياط.


وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي بدأ يرصد تشققات آخذة في الاتساع في التحالف الروسي-الإيراني في سوريا وبالأخص في الجنوب منها، لافتة إلى أن الأمور لا تزال متوترة هناك رغم سيطرة النظام السوري على المنطقة في صيف العام 2018، بمساعي روسية. 

و قالت وفق تقرير اطلعت عليه "روزنة" أن هناك صراع نفوذ في الجنوب السوري بين طهران وموسكو، حيث رصد الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة حدوث تصدعات في تحالف المصالح الثلاثي بين دمشق وطهران وموسكو. واعتبرت أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لم يعد سعيدا بالطريقة التي يتم بها تدمير بطاريات الدفاع الجوي لقواته في كل مرة يحدث فيها استهداف إسرائيل للنفوذ الإيراني على الأراضي السورية.


قد يهمك: ترجيح بتزايد التصعيد في درعا بعد اغتيال أدهم الكراد


ونوهت إلى أن روسيا لم تعد تهتم منذ فترة طويلة بالقصف الإسرائيلي لمواقع إيرانية، مضيفة: "يبدو أن هذا النهج مرتبط بالمنافسة بين روسيا وإيران على مدى التأثير على النظام، والقدرة على كسب المشاريع الكبيرة لإعادة تأهيل البنية التحتية في البلاد، وذلك بعد انتهاء الحرب".

أسباب استمرار التصدع الروسي- الإيراني

الكاتب و المحلل السياسي السوري، غسان المفلح، اعتبر في حديث لـ "روزنة" أن التصدع بين النفوذين الإيراني و الروسي في سوريا سيستمر في حال استمرار الوضع السوري كما هو عليه، بمعنى إدامة الحلول العسكرية واستمرار التعامل مع الملف السوري بوصفه ملف أمني وحلوله عسكرية.

وتابع "الحل السياسي ليس بيد الطرفين فقط، بل تشارك أمريكا بالحصة الأكبر فيه، وكل طرف يخاف من مساومة مع أمريكا من قبل الطرف الآخر، لهذا سيستمر التصدع لكن ليس لدرجة مواجهات مباشرة".

و أضاف بالقول أن "ما ذكرته الصحيفة صحيح، وهذا أمر طبيعي نتيجة لأن هدف الاحتلالين المباشر هو الحفاظ على العائلة الأسدية حاكمة، ومن جهة أخرى هذه المعركة التي خاضها الطرفان من أجل هذا الهدف المباشر؛ وصلت بالنسبة لهم إلى مرحلة بات فيها كل طرف يحتاج لحصته مقابل ما حققه من هدف مباشر برأيهم".


قد يهمك: تصعيد جديد مرتقب ضد إيران في سوريا... هل ينجح؟


و رجح المفلح أن يستمر الروس في تأمين بصرى الشام وشرقي الطريق الدولي دمشق-عمّان، و التوسع غرباً وإبعاد شبح الأسد عنها جيشاً ومخابراتاً، وشرقاً باتجاه السويداء بمواجهة النفوذ الايراني و "حزب الله" اللبناني، والحد من قدرته على التوسع.

وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن ما سبق "مرهون بسؤال هل ستقبل إيران ومعها الأسد باستمرار الروس في إدارة مناطق ممنوع عليهما الدخول إليها... هذا مرهون بصفقات بين الأطراف، لكن الواضح حتى اللحظة الروس يريدون أن يجاوروا إسرائيل في سوريا".

ويبدو أن سلسلة الضغوط الروسية غير المباشرة على النفوذ الإيراني في الجنوب السوري قد أخذت في التصاعد منذ أن تعهَّدت موسكو لتل أبيب بمنع أي وجود إيراني في هذه المنطقة، وذلك وفق المعلومات التي رشَحَت عن الاجتماع الأمني الثلاثي الذي عُقد في حزيران 2019 بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، والذي تمثَّل أبرز مخرجاته في إبعاد القوات التابعة لإيران بمسافة تتراوح بين 40 و100 كيلو متر عن الحدود الإسرائيلية؛ وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، وفي المقابل تعتقد إيران أن تسخين المنطقة الجنوبية عبر عملائها هناك هو أفضل ردٍّ على ضغوط الجانب الروسي ومخططاته التي يعتبر أهمها دعم المعارضة المسلحة في درعا من خلال ضمّها إلى "الفيلق الخامس"، وتقوية نفوذها على حساب المجاميع والفصائل المحسوبة على الجانب الإيراني.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق