تبدو خطوة الإنجاب في الظروف العادية صعبةً وتحتاج إلى دراسة وتفكير، وأضيف إلى ذلك ما يعيشه العالم مع ما فرضه فايروس "كورونا" من إجراءات وتغيّرات اقتصادية واجتماعية في العالم. وتزداد المأساة بالنسبة إلى السوريين الذين يعيشون في التشرّد والنزوح والحرب وتبعاتها، نور مشهدي في حلقة (إنت قدها) تُناقش موضوع الإنجاب وهل بات محفوفاً بالمخاطر ويحتاج إلى حسابات دقيقة؟.
الاختصاصي في التوليد والجراحة النسائية الدكتور عمر مصطفى يؤكد أنّ العقم يمكن التنبّه إليه بعد مرور نحو سنة على الزواج، ووجود جماع نحو مرتين في الأسبوع بين الزوجين ومن دون استخدام أي وسيلة لمنع الحمل ومن دون سفر الزوج، هنا على المريضة أن تتوجه إلى الطبيب لتطلب المساعدة.
ويُتابع مصطفى: "هناك حالات كثيرة لفتيات يتزوّجن قبل بلوغ سن الـ18، أي قبل اكتمال النمو التناسلي، وبالتالي لا يحصل حمل، فيذهبن عند قابلات أو أطباء، ويتلقون علاجات غير نافعة، لا بل قد تؤذيهنّ"، مُشيراً إلى أنّ السن المثالية للإنجاب عند المرأة هي بين الـ20 والـ30. أما الرجل فهو يستطيع الإنجاب في أي عمر، ولكن يفضّل أن يُنجب في سن الشباب.
اقرأ أيضاً: أهم النصائح للعناية بالمرأة والرضيع بعد الإنجاب في زمن كورونا
ويؤكد مصطفى أنّ 25 في المئة من حالات العقم، هي عقم غير مفسَّر، مُنوّهاً بأنّ نجاح عملية طفل الأنبوب في أفضل المراكز المختصة لا يتخطّى الـ40 في المئة، يقول مصطفى: "لا يجوز أن تخضع أي امرأة لهذا الأمر من دون فحصوص وصور إشعاعية".
ويؤكد مصطفى على أنّه من المهم جداً بناء ثقة بين السيدة وطبيبها، ومن المهم أيضاً وجود الشريكين معاً في العيادة وتعاونهما من أجل العلاج، ومن الضروري أيضاً كما يؤكد مساعدة المرأة وتأمين بيئة نفسية مريحة لها.
ويختم مصطفى بأنّ هناك علاجات كثيرة تُعطى للنساء لتحفيز الإنجاب، لكنّ نتائجها تكون كارثية وغير مفيدة وليست في مكانها، وفي حال كان الشريكان لا يُريدان الإنجاب في فترة معيّنة، فهناك وسائل وقاية كثيرة، منها الحبوب أو الواقي الذكري، أو حتى تركيب اللولب.
اقرأ أيضاً: من المسؤول عن الأعمال المنزلية؟
وعن الإنجاب في مخيمات الشمال السوري قالت الاختصاصية النفسية سهيلة وفائي، إنّ الأمر نابع من وعي الأسرة عن دوافع إنجاب الأطفال، والتفكير بالخطوة الثانية، فيما إذا كانوا خططوا للخروج من المخيم، والاستقرار في منزل، وعمل رب الأسرة، وقدرته على تأدية واجباته تجاه أطفاله.
ولفتت وفائي، إلى أنه لا يمكن وصف قرار الإنجاب في تلك الأماكن بالخطأ أو الصواب، لأن البعض يربط وجوده في هذه الحياة بالإنجاب، ولكن يمكن العمل على توعية الأهال بواجباتهم تجاه أطفالهم.
وأجرى برنامج إنت قدها استطلاعاً، سأل الناس من خلاله عن "قرار الإنجاب هل يجب التخطيط له؟"، حيث أجاب 78% منهم بوجوب التخطيط للإنجاب، فيما تركه 22%
للصدفة.