قلق أممي من سوء أوضاع الاقتصاد السوري 

قلق أممي من سوء أوضاع الاقتصاد السوري 
اقتصادي | 07 أكتوبر 2020 | مالك الحافظ

من جديد حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الاقتصادي في سوريا، مشيرة إلى أن المواد الغذائية الأساسية أصبحت غير متوفرة إلى حد كبير، في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من 11 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة. 


وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أمس الثلاثاء، أن المنظمة الدولية تشعر بقلق متزايد من تداعيات الانكماش الاقتصادي المتواصل في سوريا، مبديًا قلقهم أيضًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. 

وتابع "المواد الغذائية الأساسية أصبحت الآن بعيدة المنال بالنسبة للعديد من العائلات، حيث وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية بعد أن زادت أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي".

و كذلك طال ارتفاع الأسعار وسائل الوقاية من فيروس "كورونا المستجد" في وقت تتزايد فيه أعداد الإصابات بالبلاد.

قد يهمك: الأمم المتحدة تضغط على النظام السوري لتحديد سعر الدولار

وأضاف المسؤول الأممي بأن "أسعار الكمامات والقفازات ارتفعت بنسبة 300 في المائة، والمطهرات بأكثر من 200 في المائة منذ شباط، في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا".

كما أوضح في سياق متصل بأن احصائيات "برنامج الغذاء العالمي"، تظهر أن 9.3 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وأردف متابعاً "بدون الدعم المستقبلي، يواجه أكثر من مليوني سوري إضافي خطر التعرض لمزيد من الجوع وانعدام الأمن الغذائي".

ترجيحات بتدهور اقتصادي أكبر!

الباحث الاقتصادي، خالد تركاوي، قال في حديث لـ "روزنة" أن استمرار الأمور على نفس المنوال فإن مناطق سيطرة النظام ستشهد مجاعة متوقعة، مشيراً إلى أنه و في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، من تعطل إنتاج و بطالة وارتفاع حاد في الأسعار فإن نسبة فقراء سوريا مع الأشهر المقبلة ستزيد عن تسعين بالمائة.

تركاوي أضاف في حديثه بأنه و مع بدء تفشي "كورونا" والتعامل غير المسؤول الذي قامت به مؤسسات النظام؛ فإن الأيام المقبلة تنذر بكارثة حقيقية في المجال الصحي وحياة السكان، وفق تعبيره. 

وأضاف بأن "النظام سخّر موارد مؤسسات الدولة التي يفترض أن تخدم الناس في مثل هذه الظروف؛ لمحاربة الشعب طيلة سنوات طويلة حتى باتت مشلولة تماماً أمام مثل هذه الأحداث".

وكانت كورين فلايشر، المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أكدت تدهور أوضاع السوريين المعيشية والاقتصادية بشكل كبير، وأن 75 بالمئة من المقيمين في سوريا يعيشون في فقر مدقع، وأضافت أن قرابة 11 مليون شخص منهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضاً: الليرة السورية متمسكة بالدولار الأميركي إثر انخفاض قيمتها

وأوضحت فلايشر المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، أن الشعب السوري لم يعد يملك أي شيء لمواجهة تهديد كورونا.

ويرى مراقبون أن استمرار إغلاق حدود دول الجوار مع سوريا، وإيقاف الخط الائتماني الإيراني الذي كان يزود دمشق بالمواد الأساسية بسبب جائحة "كورونا"، وكذلك زاد انفجار مرفأ بيروت من صعوبة تأمين المواد الأساسية لدمشق، إلى جانب العوامل الأخرى التي تزيد من مصاعب العملية الاقتصادية لدى دمشق في صعوبة تأمين المستوردات مع غياب القطع الأجنبي، فإن حالة من انعدام الأمن الغذائي قد ينتظرها السوريين خلال الأسابيع القليلة المقبلة؛ في ظل استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

وكان المحلل الاقتصادي يونس الكريم، اعتبر خلال حديث سابق لـ "روزنة" بأن الوضع الاقتصادي للنظام السوري تردى أكثر بعد جائحة "كورونا"، حيث لم تعد وسائل نقل البضائع والشحن متاحة؛ بسبب تعطيل الحياة الاقتصادية في كثير من الدول. 

وأضاف بأن الدول الحليفة عاجزة لدمشق عاجزة عن دعمها، فعلى رأس تلك الدول هي إيران التي تعاني بشكل كبير من "كورونا" وهي من الدول التي تحتل ترتيب خطير على مؤشر أكثر البؤر المتسببة في نقل العدوى، فضلاً عن أن روسيا لن تزود النظام بالمساعدة وفق رأيه.

وتحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مؤخرًا عن تداعيات قرارات النظام الأخيرة حول تخفيض مخصصات الخبز، الأمر الذي أدى لأزمة معيشية متفاقمة بمناطق سيطرة النظام ودفع السكان للجوء إلى السوق السوداء.

ونقلت الصحيفة عن موظف لدى النظام بأنه يقضي قضاء فترات المساء في العمل في ورشة لتصليح الأجهزة الإلكترونية من أجل إعالة زوجته وأطفاله الخمسة، فيما يضطر إلى الاستيقاظ كل يوم في الساعة الثالثة صباحًا والذهاب إلى المخبز.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق