مع ارتفاع حالات الانتحار مؤخراً في سوريا لأسباب متعددة أبرزها تدهور الوضع الاقتصادي والضغوطات الاجتماعية بعد أكثر من 9 سنوات من الحرب السورية، تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، خبراً عن انتحار فتاة عشرينية في العاصمة دمشق.
وذكرت صفحة "ركن الدين" في دمشق على "فيسبوك" في منشور نقلاً عن إحدى قاطنات المنطقة، أنه حوالي السابعة من صباح اليوم، وقت ذهاب الطلاب إلى المدارس، رمت فتاة عشرينية نفسها من منزلها في آخر طابق بأحد الأبنية جانب محل "أبو سمرة" شرقي ركن الدين، بعد جدال مع أخيها، وكانت كلماتها الأخيرة له: "ما أعاد أتحملكم".
اقرأ أيضاً: خلال 8 شهور... أكثر من مئة حالة انتحار في سوريا
وأضافت السيدة أنّ الحادثة وقعت أمام عينها وأمام ابنها الصغير في الصف الرابع، حيث رأت الفتاة قبل موتها، فيما لم تذكر المصادر الرسمية التابعة للنظام أي شيء بخصوص الحادثة.
أم أحمد، سيدة سورية مقيمة في ركن الدين، قالت لـ"روزنة": إن حادثة الانتحار من الشرفة "البلكون" وقعت في المنطقة جانب محل للفول يدعى صاحبه "أبو إسماعيل"، وهو ما رأته عائلتها أثناء زيارتها لها صباحاً حيث كانت الشرطة تطوق المنطقة، لكن دون العلم بتفاصيل الحادثة.
وأكد حادثة الانتحار عدد من أهالي المنطقة، وسط انتشار لقوى الأمن، على حد قولهم، فيما شكك البعض بالرواية لعدم رؤيتهم للحادثة، في ظل عدم وجود تعليق من قبل الجهات الرسمية الحكومية على موضوع الانتحار.
وذكرت غفران حتاتيت ناشطة على "فيسبوك" أنّ الفتاة انتحرت وسط انتشار أمني في المنطقة، كما أكد الحادثة أحمد الموصلي، ناشط على التواصل الاجتماعي، فيما ذكرت رنا راجي أن جارتها سمعت "أصوات الصياح" حينما كانت تشرب القهوة صباحاً من على شرفة المنزل.
وكانت "الهيئة العامة للطب الشرعي" في سوريا وثّقت 116 حالة انتحار منذ مطلع العام الحالي وحتى الـ 6 من شهر أيلول، متوقعة أن يتجاوز عدد حالات الانتحار الأعداد التي تم توثيقها العام الماضي والتي بلغت 124 حالة انتحار.
كما سجل مطلع شهر أيلول الفائت ،انتحار لطفل يبلغ من العمر 15 عاماً في حمص، حيث عُثر عليه مشنوقاً بحبل في منزله بحي باب الدريب بمدينة حمص، وكتب قبل انتحاره رسالة اعتذار على قصاصة ورقية جاء فيها: "أنا آسف يا أبي بس ما عاد أتحمل وهالشي بيريحني وبيريحكم مني وبريح أمي".
وازدادت حالات الانتحار في ظل تدهور الوضع الاقتصادي للمواطن السوري، حيث بات مع انهيار الليرة السورية بحاجة لأكثر من 4 أضعاف راتبه من أجل الاستمرار في الحياة وتلبية مطالبه الشهرية من طعام وشراب، والذي يقدر وسطياً بـ 40 ألف ليرة سورية.
قد يهمك: خطوات مهمة للتعامل مع شخص يفكر بالانتحار

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أواخر شهر حزيران الماضي من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9.3 مليون شخص إلى الغذاء الكافي، في ظل تفشي فيروس كورونا، موضحاًَ أن عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع 1.4 مليون خلال النصف الأول من العام الحالي.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أوصت ببضع طرق لمنع حالات الانتحار، وذلك من خلال وضع قوانين تمنع العامة من الوصول إلى الوسائل التي تساعد على الانتحار، موضحة أن القوانين التي نصت على منع تداول المبيدات الحشرية في سريلانكا، قلّلت حالات الانتحار فيها بنسبة 70 في المئة خلال 10 سنوات.
كما أوصت بنشر التوعية حول الانتحار في الإعلام والمدرسة بشكل جيد، وإصدار قوانين لتخفيف استهلاك الكحول، وتقديم الدعم النفسي لذوي الأزمات النفسية الحادة، والكشف المبكر عن الأمراض العقلية وعلاجها.