تركيا تعلن نيتها توسيع عملياتها العسكرية بسوريا في أي لحظة

القوات التركية في سوريا - الأناضول
القوات التركية في سوريا - الأناضول

سياسي | 05 أكتوبر 2020 | إيمان حمراوي

كشفت الرئاسة التركية عن نية أنقرة توسيع عملياتها العسكرية في سوريا بأي لحظة ضد ما أسمتها "المنظمات الإرهابية"، حال تعرّض مصالحها للاستهداف هناك، في سبيل ضمان أمن حدودها.


وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، خلال تصريحات لـ"قناة 7" التركية، أمس الأحد، أن الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا تتضمنان عبارة: "تركيا تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والتدخل ضد أي كيان إرهابي"، وفق وكالة "الأناضول".

ولفت قالن إلى أنّ هذا البند يمنح تركيا حق الدفاع عن نفسها، والتدخل في حال تعرضت أراضيها أو وجودها في ذلك البلد (من حيث الموظفين المدنيين أو عمال الإغاثة، أو الجنود أو غيرهم)  لهجوم من قبل المنظمات الإرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، أو "وحدات حماية الشعب" الكردية، أو "قوات سوريا الديمقراطية".

وأكد أن أنقرة ستتدخل عندما يكون هناك هجوم أو خطر ضد مصالحها في المنطقة، من أجل ضمان أمن حدودها و"أمن الشعب السوري"، وقد يتوسع نطاق العمليات في أي لحظة.

اقرأ أيضاً: قتلى وجرحى بانفجار مفخّخة في مدينة الباب شرقي حلب
 
جاءت تصريحات قالن تعليقاً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا "ستطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها".


وأردف قالن أن أردوغان لا يمارس السياسة بالخداع والتهديد والابتزاز، و"الاستراتيجية التي يفكر بها يتم تطبيقها"، معتبراً أن هذا تحذير لتلك المنظمات وتحذير للدول التي تدعمها.

واتّهم قالن القوات الكردية بتنفيذ "هجمات مستمرة في عفرين ومنبج ومحيطها ورأس العين وتل أبيض بما يتجاوز الحدود المرسومة ولو كانت صغيرة"، وقال إن تركيا تبلغ روسيا والولايات المتحدة وإيران بشكل متكرر، محذرة أن تلك التحركات في حال استمرارها لن تبقى دون رد.

وتابع أنه في حال انسحب الإرهابيون إلى خارج المنطقة المتفق عليها فإنه لا مشكلة لدى تركيا، لكن في حال استمرار الوضع الراهن فإنها سوف تتدخل "لتطهير المناطق في أي لحظة".

وكان أردوغان صرّح السبت الماضي، بأن تركيا لن تقبل بأي خطوة من شأنها التسبب في مأساة إنسانية جديدة في إدلب، وأن "وجود أنقرة الفاعل سيتواصل  ميدانياً حتى يتحقق الاستقرار على حدودها الجنوبية مع سوريا".

قد يهمك: عشرات الضحايا جراء سلسلة انفجارات شمالي سوريا

وتندرج محافظة إدلب ضمن اتفاقية خفض التصعيد الذي توصلت له الدول الراعية لمؤتمر أستانة عام 2017، واتفاق المنطقة المنزوعة السلاح الموقع بين موسكو وأنقرة في أيلول عام 2018. 

وفي آب عام 2019، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء  مركز عمليات مشتركة لإدارة وتنسيق إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، بهدف ضمان عودة السوريين إلى بلادهم، وفق وكالة "الأناضول".

وجاءت تلك التصريحات تزامناً مع انفجارات مجهولة مستمرة منذ شهور، آخرها كان ليلة السبت - الأحد الماضية، التي قتل فيها وأصيب 8 أشخاص  جراء انفجار سيارة مفخخة عند حاجز لقوات الشرطة على أحد مداخل مدينة الباب شرقي حلب.

وفي منتصف شهر أيلول الفائت قتل 11 مدنياً وأصيب 31 آخرين، جراء انفجار ضخم بسيارة مفخخة في مدينة عفرين قرب كراج الانطلاق، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة شملت المحال التجارية، واتهمت وزارة الدفاع التركية "وحدات حماية الشعب" الكردية بتنفيذ الانفجار.

وشهدت أرياف حلب وإدلب، خلال السنوات الأخيرة، انفجارات بعبوات ناسفة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، إضافة إلى قياديين وعناصر في فصائل مقاتلة، ولا يزال المسؤولون عن التفجيرات مجهولون، في حين تتهم تركيا القوات الكردية في الوقوف وراء تلك التفجيرات في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام".

وسبق أن سيطرت القوات التركية و"الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة على مدينة تل أبيض وبلدة سلوك على الحدود مع تركيا في الـ 13 من شهر تشرين الأول العام الماضي، ضمن العملية العسكرية "نبع السلام" في شمال شرقي سوريا، وسبقها عمليات أخرى مثل "غصن الزيتون" و"درع الفرات" في الشمال السوري.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق