أهالي قرية دير ماما: ضحايا جريمة طرطوس قُتلوا بسلاح مجهول

قرية دير ماما غربي حماة
قرية دير ماما غربي حماة

سياسي | 29 سبتمبر 2020 | إيمان حمراوي

لا تزال قضية مقتل 3 فتيات ووالدهن، في محافظة طرطوس تثير جدلاً بين الأوساط السورية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما بعد تعدد الروايات، إحداها أن الوالد وقع ضحية مثل بناته وليس قاتلاً، في ظل غموض وشكوك يحيطان بالقضية.

وشهد الكثير ممن يعرفون غدير سلامة، معلم الرياضيات بأنه شاعر وأديب ولا يستطيع فعل مثل تلك الجريمة، وبخاصة المقربين منه، ومنذ بداية ارتكاب الجريمة شكك البعض بأن أسلوب كتابة المنشور على "فيسبوك" الذي جاء فيه اعتراف صريح بارتكاب الجرم، لا يرقى إلى مستوى أسلوب معلم ما يعني أنه ليس صاحب المنشور.

وقالت مصادر محلية من قرية دير ماما لـ"روزنة": إن أهالي القرية التي تنحدر منها والدة الفتيات يعتقدون بأنّ العائلة وقعت ضحية تحت سلاح أحد ما، مستبعدين أن يكون الأب هو القاتل.

وأضافت المصادر أن سلامة تلقى عدة رصاصات، طلقتان في الصدر في الثدي الأيسر، وطلقة في المنتصف، وطلقتان في الزند الأيسر.

والد الفتيات، غدير سلامة، هو مدرس رياضيات من ريف سلمية، وناشط ومتابع في معارض الإبداع والاختراع، وسبق أن نال شهادة تقدير لمشاركته في معرض الباسل للإبداع والاختراع عام 2018، وبحسب متابعيه على وسائل التواصل فهو ذو اهتمام فني وأدبي، حيث شارك في برنامج "ما بتخلص حكاياتك" على قناة دراما في أيار عام 2016 بصفته شاعراً، كما أن له مساهمات في مجال مساعدة الفقراء، ومساعدة الطلاب باحتياجاتهم المدرسية.

"شبكة" أخبار الرقة" ذكرت أن الوالد كان معلم رياضيات في مدينة الرقة، وكان "يدعو للصمود وتحرير الرقة" أثناء إقامته فيها. وكان تنظيم داعش خرج من الرقة عام 2017.

وادعى شخص أنه شقيق غدير سلامة، في منشور يحمل اسم "فراس سلامة" انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه تم القتل من قبل أشخاص معروفين، وليس شقيقه من ارتكب الجريمة، أو قام بنشر الادعاء على صفحته في "فيسبوك" بأنه قتل عائلته، ومن ثم انتحر.
 


وذكرت قناة "روسيا اليوم" نقلاً عن مصادر مطلعة أن الأب قتل بأربع رصاصات واحدة منها في ظهره، وما يشكك بفرضية انتحاره وقتل بناتهن ورجحت أن يكون أحداً ما قد استولى على هاتف غدير سلامة وكتب ذلك المنشور على صفحته، الذي انتشر تزامناً مع أخبار جريمة القتل، واعتبر دليلاً ضد الأب.

في الوقت الذي حذف فيه المنشور بعدما لاقى تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، كما حذف الحساب الشخصي لغدير سلامة من على "فيسبوك".

أبو رواد خيربك، ناشط على "فيسبوك" رجح أن تكون القصة ملفقة ولا أساس لها من الصحة، وأن غدير سلامة ربما يكون أيضاً ضحية، وأن القتلة ألصقوا التهمة به.

أم خالد عساف، رجحت أن يكون الأشخاص الذين هددوا سلامة، هم من قتلوه وبناته، وبرأيها أنه من المستحيل أن يقتل الأب بناته.
 

وكانت وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري، أصدرت بياناً، أمس الإثنين، حول الحادثة، وذكرت أن زوجة غدير سلامة وجدت على باب المنزل وهي مصابة بطلق ناري في ساقها اليسرى، وأكدت أن زوجها هو من قام بإطلاق النار من بندقية حربية عليها وعلى بناتها الثلاث (شيماء 22 عاماً، وخزامة 20 عاماً، وشادن 17 عاماً)، ومن ثم أطلق النار على نفسه.
 
 

جريمة قتل مروعة في طرطوس ..... أب يقتل بناته الثلاثة وينتحر ورد أخبار إلى فرع الأمن الجنائي بطرطوس حول وقوع إطلاق نار...

Publiée par ‎وزارة الداخلية السورية‎ sur Lundi 28 septembre 2020


وأشارت الوزارة، إلى أنه وفق التحقيقات الأولية فإن سبب الجريمة خلافات مادية مع شخصين (أحمد وبنيامين) اللذين أقدما على تهديده، حيث تم إلقاء القبض عليهما، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

ووفق صفحة "مصياف الحدث" فإن الفتيات الثلاث تم دفنهن في قرية والدتهن في دير ماما بريف مصياف غربي حماة.

وكانت رسالة انتشرت على صفحة سلامة، ذُكرت فيها أسباب الجريمة وجاء فيها:  "عندما تقرؤون هذا البوست أكون قد انتحرت و قتلت بناتي"، موضحاَ أنّ شخصاً يقطن في طرطوس، هدّده بقتله وقتل بناته وحرقهم، بسبب عمل لم يستطع إنجازه في الوقت المحدد في الـ 27 من أيلول، لم يذكره.

كما وذكر سلامة في المنشور، أن أحد الأسباب التي دفعته للانتحار هو خيانة أخيه  وصديقه له، حينما كانا متطوعين في "الفيلق الخامس" منذ 3 سنوات، حيث سرقوا أسلحة وذخيرة من الفيلق وباعوها لجهات لا يعرفها، بينها صواريخ مضادة للدروع، كما أقرّ بذلك أخيه بعد الكثير من الإنكار على حد قوله

اقرأ أيضاً: طرطوس: أستاذ رياضيات ينتحر بعد قتل بناته الثلاث… ما الأسباب!

ولا تزال القضية، التي يلفها الغموض بحاجة إلى  الكثير من الإيضاحات، حيث أحدثت ضجة كبيرة بين الأوساط السورية، إلا أنها ليست الجريمة الوحيدة التي هزّت سوريا، وإنما سبقها جرائم كثيرة، ولا سيما في الآونة الأخيرة في ظل الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد نتيجة ويلات حرب امتدت  لأكثر من 9 سنوات.

وسبق أن قتل رجل أطفاله الثلاثة، في شهر أيار الماضي، بمساعدة زوجته الثانية، بعد أن رفضت أمهم احتضان الأطفال إثر خلاف عائلي، حيث اعتقل فرع الأمن الجنائي في ريف دمشق الرجل وزوجته بعد بلاغ من مستشفى المواساة الذي وصلت إليه جثامين الأطفال ( 4 - 2 - 1 سنوات)، بحسب وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري.

وزاد معدل ارتكاب الجرائم في الآونة الأخيرة، تزامناً مع تراجع الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوزت الليرة في شهر حزيران الـ 3 آلاف مقابل الدولار الأميركي، ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطن، وازدادت السرقات والتسول، إضافة إلى الجرائم، في ظل فرض عقوبات أميركية على النظام السوري، منذ منتصف شهر حزيران.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق