قالت مصادر محلية في مدينة البوكمال (شرق محافظة دير الزور)، اليوم السبت، أن طيرانًا مجهولًا -يرجح بأنه إسرائيلي- استهدف مواقع عسكرية تابعة لعناصر النفوذ الإيراني شرقي البلاد.
وذكرت المصادر أن الاستهداف المتكرر بين الحين والآخر للنفوذ الإيراني في الشرق السوري، يأتي ضمن سلسلة القصف الذي تنفذه "إسرائيل" و لا تعترف بأغلب غاراته على المواقع العسكرية الإيرانية في مناطق مختلفة من سوريا جنوبًا وشرقًا.
واستهدف القصف الجوي بثلاث غارات مواقع النفوذ الإيراني في محيط مدينة البوكمال، دون معرفة حجم الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها النفوذ الإيراني هناك.
كذلك كان طيران مجهول استهدف في الـ 14 من الشهر الجاري، 3 مواقع عسكرية تابعة للنفوذ الإيراني جنوبي مدينة البوكمال، أسفر حينها عن وقوع العديد من القتلى والجرحى.
بينما نشرت شبكة "فرات بوست"، يوم أمس، تقريرًا عن استقدام النفوذ الإيراني تعزيزات وصلت إلى مناطق تواجده في البوكمال وريفها، حيث وصل قرابة 100 عنصر مع أسلحتهم وآلياتهم إلى المنطقة، واستقر قسم منهم في أحد المنازل الكبيرة في حي الهجانة قرب "مشفى بدر" الذي يتخذه "حزب الله" العراقي مقرًا له.
الباحث السوري، منير الفقير، رأى خلال حديث لـ "روزنة" بأن التصعيد العسكري الإسرائيلي أو الضغط الأميركي على الوجود الإيراني في سوريا لا يخرج عن إطار إدارة الوجود الإيراني وليس القضاء عليه.
اقرأ أيضاً: رسالة "تحذير" إسرائيلية للروس من خلال النظام السوري!
وتابع "القضاء على الوجود الإيراني يحتاج لجهود فوق عسكرية تصل لجميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فالتغول الإيراني في سوريا تجاوز الحدود العسكري بأبعاد عميقة… أي عمليات عسكرية مهما بلغت ذروتها تصب في خانة إدارة الوجود الإيراني العسكري".
وكان تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، مؤخرًا، أشار إن إيران سخرت سياستها لتوجيه وتسهيل والقيام بنشاطات إرهابية حول العالم، منذ عام 1979، توزعت على أكثر من 35 دولة، حيث تم تصنيف إيران كدولة راعية للإرهاب منذ كانون الثاني عام 1984، حيث دعمت طهران الإرهاب باستخدام جيشها وأجهزتها الاستخبارية المختلفة.
وتحدث الفصل الثالث من التقرير، المكون من ثمانية أجزاء، بالتفصيل عن الهجمات التي نفذتها إيران أو وكلائها في المنطقة والعالم، فضلًا عن الدور الذي لعبته طهران في نشر الإرهاب، وفي نيسان من العام الماضي صنفت الولايات المتحدة قوات "الحرس الثوري" و "فيلق القدس" التابع له كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن هذه الخطوة بحق منظمة تابعة لدولة.
هذا وتشي الإجراءات "الإسرائيلية" بأن حكومة الاحتلال تنتقل إلى مرحلة أعلى من المواجهة مع إيران، فالحكومة المُشكّلة حديثًا يمتلك أعضاءها موقفًا موحدًا يتشدد في معاداة المشروع الإيراني، وهم الذين بدأوا يتنفسون الصعداء بعد تراجع حدة أزمة "كورونا" و النجاة مما ألحقته من تأثيرات سلبية جمة على الصعيد الاقتصادي، في وقت تزيد أيضاً فيه الولايات المتحدة من تحركاتها ضد إيران.
قد يهمك: إيران ما زالت تزعج روسيا… رسائل بوتين وصلت الأسد
ولعلّ الرسالة التحذيرية التي كان وجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في شهر تموز الماضي، حول مخاطر استمرار تواجد النفوذ الإيراني في سوريا، تؤكد أن "إسرائيل" باتت عازمة -أكثر من أي وقت مضى- على إخراج الإيرانيين بكل الوسائل المتاحة.
نتنياهو حذر الأسد، من استمرار التواجد الإيراني في سوريا، محذرًا إياه من تعريض نظامه للخطر بسبب ذلك. وقال إن "إسرائيل" حازمة في منع إيران من التموضع عسكريًا في المحيط الأقرب منها (سوريا)، و اعتبر أن "الجيش الإسرائيلي" يقوم بعمليات عسكرية "قوية جدًا" ضد إيران ووكلائها في سوريا، وفي أماكن أخرى "وفق الحاجة".
الكاتب المتخصص في الشؤون الإيرانية، أسامة الهتيمي، اعتبر خلال تصريحات لـ "روزنة" أن الحديث حول خروج كامل للقوات الإيرانية أو حتى الموالية لإيران من سوريا؛ لا يعبر عن قراءة دقيقة لحقيقة المواقف الإيرانية في التعاطي مع العديد من الملفات في المنطقة، وفق وصفه.
اقرأ أيضاً: لماذا تعجز طهران و دمشق عن إيقاف القصف الإسرائيلي المتكرر؟
وأردف بالقول "على الرغم من أن إيران تتعرض لخسائر فادحة جراء ذلك، فإنها في الوقت ذاته على يقين كامل بأن تلك التحركات فضلا عن أنها أحد أهم مصادر قوتها، والورقة الرابحة في أية عملية تفاوضية مع أطرف مناوئة؛ تعبر أيضًا عن البعد الأهم في أطروحات الثورة الخمينية، ومن ثم فإن التفريط فيه يعني انهيار هذه الثورة بأكملها وإسقاط النظام القائم عليها".
ورأى الهتيمي بأنه وخلال المرحلة الحالية لن يكون من الوارد استبعاد أو إقصاء الدور الإيراني في سوريا، ذلك لأن إيران ستظل أحد أهم الفاعلين لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها حرص رئيس النظام السوري على بقاء هذا الدور، "أولا ردا لجميل إيران التي حالت دون سقوطه بتدخلها العسكري، وثانيا لحفظ المصالح الإيرانية الاقتصادية والاستثمارية، ومنها التحصل على ما أنفقته إيران ودعمت به النظام طيلة السنوات الفائتة، وثالثا أن التواجد الإيراني يحدث توازنا مع القوات الروسية في سوريا؛ ولا يمنح روسيا حق الانفراد بقرار يتعلق بمصير الأسد".
الكلمات المفتاحية