لا إمكانية لعملها… ما أسباب ترخيص شركات الطيران الخاصة في سوريا؟ 

لا إمكانية لعملها… ما أسباب ترخيص شركات الطيران الخاصة في سوريا؟ 
اقتصادي | 02 سبتمبر 2020 | مالك الحافظ

من جديد تعود حكومة النظام السوري لترخيص شركات طيران خاصة جديدة، رغم تعليق رحلات الطيران من دمشق لأغلب مطارات العالم منذ سنوات وعدم تفعيل أياً من الشركات لعملها في سوريا، وذلك بالتزامن مع دخول عقوبات "قانون قيصر" حيز التنفيذ.


ومنحت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق، اليوم الأربعاء، ترخيصا لشركة "سماء الشام للطيران"، لتكون تاسع شركة طيران خاصة في سوريا يتم منحها الترخيص، بعد أن منحت الوزارة الترخيص الثامن لشركة "بيتر ايرلاين" منتصف حزيران الماضي. 

ويمتلك شركة "سماء الشام" كل من جوان عكاش يوسف بنسبة 90 بالمئة من الأسهم، وتعود ملكية الـ10 بالمئة المتبقية إلى أيهم عكاش يوسف، وكلاهما شريك مؤسس في "شركة الإخلاص للحوالات المالية".

ووفق تقارير اقتصادية فإنه يحق للشركة تنفيذ جميع الأعمال والخدمات المتعلقة بالنقل الجوي للركاب والبضائع وامتلاك وشراء وإيجار واستثمار الطائرات، وتنظيم الرحلات الجوية وخدماتها والخدمات الأرضية، وأخذ الوكالات عن شركات الطيران، وفتح فروع داخل وخارج سوريا.

اللافت في ملف ترخيص شركات الطيران الخاصة السورية أن أي منها لم تعمل حتى الآن، ما عدا شركة "أجنحة الشام" التي تأسست عام 2007. 

ويثير عدم تفعيل عمل شركات الطيران الكثير من التكهنات، قد يتمثل أبرزها في مدى إمكانية أن يستغلها النظام في الالتفاف على العقوبات الغربية وأهمها قانون "قيصر"، بخاصة وأن عقوبات "قيصر" تفرض في الفقرة "102" منها على كل من يزود حكومة النظام "ببيع أو تزويد طائرات أو قطع غيار للطائرات استخدمت لأغراض عسكرية في سوريا، لصالح الحكومة السورية أو لأي شخصية أجنبية تعمل في مجال تسيطر عليه الحكومة السورية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو تسيطر عليه القوات الأجنبية المرتبطة بالحكومة السورية". وكذلك تُفرض العقوبات بموجب "قيصر" على كل جهة أو شخصية "قامت على علم ودراية منها بتزويد بضائع أو خدمات مهمة تتصل بعمليات الطائرات التي تستخدم لأغراض عسكرية في سوريا أو لصالح الحكومة السورية". 

الباحث الاقتصادي، يونس الكريم، خلال حديثه لـ "روزنة" أن ترخيص العديد من شركات الطيران الخاصة جاء في وقت كانت تسعى فيه مجموعة من رجال الأعمال المقربين للنظام عند الدخول في مرحلة إعادة الإعمار، أن يتم إعادة بيع هذه الشركات لاحقاً إلى مستثمرين عرب وأجانب، فضلاً عن سعي النظام للإيحاء بأن هناك تغير بالسياسة الاقتصادية العامة وخروجها من يد رامي مخلوف وتياره المتحكم بالاقتصاد السوري منذ 20 عام.

وتابع "لم يتم تشغيل قطاع الطيران المدني بشكل مناسب بسبب العقوبات الأوروبية و الأمريكية على هذا القطاع… الهدف الرئيسي من ترخيص الشركات و بمعزل عن الالتفاف على العقوبات كان ينبني على أمل أن تقوم روسيا بإعادة توفيق العلاقات مع الأوروبيين، وأن تلعب مكاتب العلاقات العامة لأسماء الأسد دوراً في الضغط على البيت الأبيض بتخفيف العقوبات و إطلاق مرحلة إعادة الإعمار". 

وأضاف بالقول "الشركات ستبقى معطلة حتى يتم حل مشكلة العقوبات، و إنطلاق مرحلة إعادة الإعمار". 

من هي شركات الطيران الحالية؟

تعود ملكية شركة "أجنحة الشام للطيران" إلى "مجموعة شموط" التجارية التي أسسها رجل الأعمال المقرب من النظام محمد عصام محمد أنور شموط.

وتفيد مصادر لـ "روزنة" أن شركة "شموط" كانت تشكل غطاء لكل من رجل الأعمال المقرب من النظام رامي مخلوف، وكذلك لرئيس النظام السوري (بشار الأسد)، الذي تعود له ملكية الشركة، وفق المصادر.

الشركة تأسست عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ومنذ عام 2014 باتت الشركة هي الناقل الثاني ثم أصبحت الأول في سوريا، وباتت بديلاً عن "الشركة السورية للطيران" التي فرضت عليها عقوبات أميركية وأوروبية.

في حين تأتي شركة "فلاي داماس" (تأسست عام 2015) بدرجة أقل من "أجنحة الشام" في عملية تشغيل حركة الطيران المدني في سوريا، والتي اقتصرت رحلاتها على نطاق ضيق جداً، شملت دول الكويت والعراق والسودان بشكل رئيسي.

"فلاي داماس" 

بالإضافة إلى شركة "أجنحة الشام"، كانت "فلاي داماس" تُشغّل بعض الرحلات إلى خارج سوريا، بعد أن حصلت على الترخيص النهائي من "المؤسسة العامة للطيران المدني السوري" في 19 شباط 2015، وأصبحت تحمل شهادة مشغل جوي سوري منذ ذلك الوقت. مديرها العام منذ عام 2017 هو عمار القادري.

"فلاي أمان" 

تأسست عام 2018، تعود ملكية 90 بالمئة من أسهمها إلى نائب رئيس مجلس إدارة "أمان القابضة" خلدون الزّعبي، فيما النسبة المتبقية لرئيس مجلس إدارة "أمان دمشق المساهمة" التابعة لـ "أمان القابضة" محمد بشار عاصي، وتملك 3 طائرات. ومن الجدير ذكره أن رئيس مجلس إدارة "أمان القابضة" هو سامر فوز رجل الأعمال السوري الذي بات أحد أذرعة النظام الاقتصادية خلال الفترة الأخيرة.

"ايست أند ويست"

تأسست عام 2018، رئيس مجلس إدارتها هو ناصر قيدبان، كان مسشتاراً في وزارة النقل السورية ومديراً تجارياً في "السورية للطيران". 

"الوطنية" 

تأسست عام 2018، حينما أعلن رجل الأعمال السوري المغترب مازن الترزي، مطلع ذلك العام عن تأسيس الشركة، برأسمال وصل إلى 70 مليون دولار، يمتلك فيها الترزي 85% من أسهم الشركة، فيما توزعت باقي الأسهم على ولديه علي و خالد.

"نايا" 

تأسست عام 2019، ويديرها فراس البني، برأسمال وصل إلى 500 مليون ليرة سورية، موزع على ألف حصة، قيمة كل حصة 500 ألف ليرة، ويتقاسم هذه الحصص ثلاثة أشقّاء، هم ( فراس محي الدين البني، وبدر، ورزان البني).

"الأجنحة الذهبية" 

تأسست في شهر أيار الماضي من العام الجاري (2020)، وتعود ملكيتها لثلاثة مستثمرين سوريين هم: أيهم محمود سليم ويمتلك 33 بالمئة من أسهم الشركة ويشغل منصب مدير الشركة، وسلامة داوود الحاج علي ويمتلك ما نسبته 33 بالمئة من الأسهم، إضافة إلى علي صالح الحاج علي الذي يمتلك الحصص المتبقية البالغة نسبتها 34 بالمئة من أسهم الشركة.

"بيتر ايرلاين"

هي آخر الشركات التي تم ترخيصها، والتي أعلن عنها يوم أمس الأربعاء، وتعود ملكيتها لمستثمرين سوريين  اثنين هما، مارك خليل عبيد ويملك 95 بالمئة من أسهم الشركة ويشغل منصب مدير الشركة، وكنده ربيع حلال وتملك ما نسبته 5 بالمئة من الأسهم المتبقية.

وكانت وزارة النقل في حكومة النظام، قد أعلنت في عام 2018 عن البدء بإجراءات الموافقة على ترخيص شركات طيران خاصة في سوريا، مشترطة ألا يقل رأسمال الشركة عن 500 مليون ليرة سورية دون ثمن الطائرات حتى تمنحها الترخيص.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق