قال الرئيس المشترك اللجنة الدستورية السورية عن وفد المعارضة، هادي البحرة، أن أي حركة استفزازية قد يقوم بها وفد النظام السوري بهدف إعاقة العملية السياسية و تضييع الوقت، لن يلتفتوا إليها، مؤكداً استمرار وفدهم في الانخراط في أعمال اللجنة.
وخلال مؤتمر صحفي افتراضي عُقد بعد ظهر اليوم الثلاثاء على شبكة الانترنت، قال البحرة خلال إجابته على سؤال لـ "روزنة" بأن وفد المعارضة السورية "دائما يُثبّت ضمن الجلسات؛ شرعية قرار تشكيل اللجنة الدستورية، كما نُثبّت استخدام تسميات الوفود كما وردت في اتفاق تشكيل اللجنة و قواعدها الإجرائية".
حديث البحرة يأتي بعد جلسة يتيمة للجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية، بعد محاولة وفد النظام السوري باستفزاز الطرف المعارض، عندما أصر على تسمية نفسه "الوفد الوطني"، وأنه لا يمثل الحكومة السورية ولا علاقة له بها. وهو الأمر الذي أدى إلى اعتراض البحرة، الذي طلب التزام وفد النظام بالتسميات المتفق عليها عند تأسيس اللجنة الدستورية، وبالاتفاق مع الأمم المتحدة.
الرئيس المشترك للجنة الدستورية، تابع إجابته على سؤال "روزنة" بالقول أن "الجلسة الأولى يوم أمس شهدت انخراطاً في جدول أعمال اللجنة، والمواضيع التي طرحت هي في صلب جدول الأعمال وفي صلب الدستور السوري، حيث طُرح موضوع الحقوق والواجبات وموضوع الهوية الوطنية السورية وسيادة سوريا".
واعتبر البحرة أن جلسة يوم أمس كانت بمثابة "خطوة إيجابية صغيرة إلى الأمام".
للاستماع إلى التسجيل الكامل لحديث الأستاذ هادي البحرة
وكانت اجتماعات اللجنة توقفت في يومها الثاني من انطلاق جولتها الثالثة، فعلى ما يبدو بأن فيروس "كورونا المستجد" قد قال كلمته فيما يتعلق باجتماعات هذه الجولة، التي تستضيفها مدينة جنيف السويسرية. حيث ارتفع عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، بين الوفود المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف إلى أربعة أشخاص.
اقرأ أيضاً: البحرة لـ "روزنة": اللجنة الدستورية بوابة الحل
و بحسب مصادر فإن الإصابات الأربع ضمن الوفد القادم من دمشق، وهو الأمر الذي أدى إلى طلب مكتب الأمم المتحدة من جميع أعضاء اللجنة عزل أنفسهم في مكان إقامتهم، قبل خضوعهم لاختبار جديد للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
في وقت سابق كان وفد المعارضة السورية قد قال " أنه يبحث الخيارات المتاحة لمواصلة اجتماعات الجولة الثالثة من اللجنة الدستورية السورية و ذلك بعد تعليقها بسبب وجود إصابات بـ كوفيد-19 بين أعضاء الوفود.
بيان المعارضة السورية كان قد ذكر أيضاً بأن جميع الأعضاء المشاركين في الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية وضعوا في الحجر الصحي داخل غرفهم الفندقة و سيبقون لمدة تتراوح بين يومين إلى عشرة أيام وفقاً لتعليمات السلطات الصحية في جنيف.
و في حديثها لـ "روزنة" قالت د.رغداء زيدان عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن وفد المجتمع المدني حول سير اجتماعات الأمس بأن "الجلسة الأولى مرت بسلام نوعاً ما على الرغم من قيام وفد النظام باستفزاز الوفود الأخرى من خلال إصراره على تسمية وفده بالوفد الوطني، على الرغم من اعتراض وفد المعارضة برئاسة هادي البحرة و المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون بضرورة الالتزام بالتسميات المعتمدة ضمن تشكيل و هيكلية اللجنة الدستورية".
قد يهمك: كورونا يعطل الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية
و عن الخيارات المتاحة أمام المعارضة السورية والمجتمع المدني فيما لو لم يكتب النجاح لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية أضافت زيدان "نحن بانتظار قرارات السلطات الطبية السويسرية فهي التي تتولى موضوع البحث في إمكانية استئناف الجلسات أم لا، و بانتظار نتيجة التحقيقات والفحوصات حول المصابين و مخالطتهم للآخرين و مدى إمكانية عقد مثل هذه الاجتماعات و الخيارات الممكنة".
أما فيما يتعلق بموضوع استئناف أعمال الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية فلم يصدر أي قرار نهائي من قبل الأمم المتحدة حول إمكانية استئناف عمل اللجنة الدستورية أو إيقاف الجلسات، بل تقوم بدراسة الخيارات و تنتظر ما سينتج عن تحقيقات السلطات الصحية السويسرية .
يذكر أن هذه الجولة انطلقت بعد قرابة 9 أشهر من التوقف ولا يُعلم بعد أن كانت ستستمر جلسات هذه الجولة ام لا وسط مناشدات من قبل وفد المجتمع المدني و المعارضة بضرورة إطلاق سراح المعتقلين القابعين في سجون النظام السوري خصوصاً في الوقت الراهن و مع الانتشار الواسع لفيروس كورونا و سوء الخدمات الطبية و الصحية في مناطق سيطرة النظام.