تمويل "داعش" لم يكسر شوكة التنظيم في سوريا؟

تمويل "داعش" لم يكسر شوكة التنظيم في سوريا؟
سياسي | 15 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

بعد قرابة العامين من إعلان النصر الأميركي على تنظيم "داعش" الإرهابي في الشمال الشرقي من سوريا، إلا أن آثار هذا التنظيم وبصمات عناصره الإرهابية لم تغب بعد في سوريا. 


وذكرت صفحات محلية على "فيسبوك"، إن تنظيم "داعش" شن هجوماً على أحد مواقع قوات النظام قرب مدينة الميادين هو الثالث يوم أمس الجمعة.

وأضافت أن عناصر التنظيم استهدفوا بصاروخ موجه نقطة عسكرية لقوات النظام في محيط قلعة الرحبة ببادية الميادين، أسفر عن إعطاب دبابة ومقتل وجرح عدد من عناصر النظام، مشيرة إلى أن النظام استقدم تعزيزات عسكرية إلى مكان الهجوم وانسحب عناصر التنظيم نحو البادية.

هذا ويحافظ التنظيم مؤخراً على نشاطه في البادية السورية (أرياف حمص ودير الزور الشرقية)، الذي يستهدف من خلالها قوات النظام السوري والفصائل التابعة للنفوذ الإيراني، وبدرجة أقل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مناطق من شمال شرق سوريا. 

قد يهمك: "داعش" يفتح بوابة إعادة الإعمار في شمال شرق سوريا! 

ولعل التساؤل الأبرز في ظل حالة الهجوم المتقطع الذي يتبعه التنظيم، والذي يعلن من خلاله عن استمرار تواجده بخلاف الإعلان الأميركي في وقت سابق، لعل التساؤل يكمن في مصادر التمويل التي ما زالت تمنح "داعش" الحياة وتغذي نشاطه الإرهابي. 

وزارة العدل الأميركية، أجابت عن هذا التساؤل، و أكدت ما أوردته "روزنة" في وقت سابق، بأن التجارة بالعملات الرقمية هي أهم مصادر تمويل "داعش" إلى جانب مادة الذهب، وهو ما أشار إليه مسؤولون في الوزارة الأميركية، بأن واشنطن استولت على ملايين الدولارات من العملات الرقمية، التي اعتمدت عليها جماعات متشددة، بما في ذلك "تنظيم القاعدة"، وتنظيم "داعش"، لتمويل مخططاتها.

وقال مسؤولو الوزارة إن هذه العملات كانت ستستخدم لمخططات عديدة، منها بيع معدات سلامة شخصية زائفة، للوقاية من فيروس "كورونا المستجد"، و ذكر رئيس دائرة الأمن القومي بوزارة العدل، جون ديمرز، أن الوزارة صاردت نحو مليوني دولار.

ووصف المسؤولون الأميركيون العملية بأنها "أكبر عملية لمصادرة العملة الإلكترونية، تتعلق بالإرهاب على الإطلاق"، وهي جزء من عملية أكبر لوزارة العدل، تهدف لتعطيل تمويل المنظمات المتطرفة، بما في ذلك الجماعات المصنفة على أنها إرهابية.

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، كان اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن تنظيم داعش لديه مصادر تمويل عدة، ومن بينها العملة الرقمية "البيتكوين" والذهب الخام، قد تمكنه من استعادة قوته خلال الفترة المقبلة. 
 

قد يهمك: ما أسباب استهداف الولايات المتحدة لـ "حراس الدين" بعد "داعش"؟


 وكشف فاروق، عن عدد من العوامل التي تساعد في بقاء تنظيم داعش، رغم الضربات المتلاحقة التي تعرضها لها من قبل قوات التحالف الدولي، وسقوط مشروع "دولته" وخسارته الفادحة للجغرافية السياسية المتمركز فيها داخل سوريا والعراق.

وأشار إلى أن الدعم المالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل؛ حيث يعتمد "داعش" على مصادر تمويل متعددة تمكنه من الاستمرار في المواجهة، وإعادة ترتيب هيكله التنظيمي، حتى لو سقط مشروع دولته على أرض الواقع، وفق تقديره. 

وأوضح بأن داعش يجيد الاتجار بالعملة الرقمية "البيتكوين"، كما أن التنظيم كان استحوذ على كميات كبيرة من الذهب الخام التي استولى عليها من المناجم السورية والعراقية، فضلاً عن تمكنه من الاحتفاظ بكميات من الأموال التي حصل عليها نتيجة الاتجار في المواد النفطية، وقام بتحويل عائدها لبعض دول أوروبا، عبر وسطاء، وذلك بعيدا عن التجميد والمصادرة.

ومطلع العام الجاري أفاد تقرير لمجلس الأمن الدولي، بأن التنظيم الإرهابي وبعد خسارة أراضيه، بدأ في ترتيب نفسه في كل من سوريا والعراق، حيث نفذ هجمات على نحو متزايد، وخطط لإخراج مقاتلي التنظيم من المعتقلات، من خلال استغلاله ضعف الظروف الأمنية في كلا البلدين.

كما أوضح التقرير بأن أحد أسباب مرونة تنظيم داعش هي مصادر تمويله الكافية، مضيفاً بأنه وفقا لأحد التقييمات الأكثر تحفظاً من قبل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فإن تنظيم داعش لا يزال لديه 100 مليون دولار في خزينته.

اقرأ أيضاً: داعش إلى الواجهة من جديد... هل يستطيع إعادة بناء نفسه؟

بينما أشار تقرير لـ "مجموعة الأزمات الدولية" في وقت سابق، إلى زيادة عمليات تنظيم "داعش" منتهزا الفرصة في ظل انشغال العالم وتوقف جميع أنشطته، ومنها الأمنية والعسكرية، إثر مواجهة جائحة "كورونا المستجد"، ولفتت المجموعة، إلى وجوب استعداد العالم لهجمات جديدة للتنظيم، الذي يمكن أن تستغل الفوضى التي يسببها الفيروس، منتهزا الفرصة لا متأثرا بها.

وإذا كانت حرب السنوات الأربع على "داعش" قد أدت إلى خسارته معظم قيادات الصف الأول والثاني، فإن أعداد من تبقى من مقاتليه أو خلاياه المتخفية بين السكان سواء في العراق أو في سوريا لا يزال غير معروف أيضا بشكل مؤكد، و يشير تقرير لوزارة الدفاع الأميركية إلى وجود ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل يتبعون التنظيم في العراق وسوريا فقط، من بينهم نحو 3 آلاف مقاتل أجنبي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق