إلى جانب الحزن الذي قض مضاجع المشجعين السوريين لفريق برشلونة الإسباني بكرة القدم منذ مساء يوم أمس الجمعة بعد هزيمة فريقهم "الكارثية" أمام بايرن ميونخ بثمانية لهدفين، سادت موجة واسعة من السخرية في صفحات متابعي كرة القدم السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكن تلك السخرية حكراً فقط على مشجعي ريال مدريد المناوئين التاريخيين للفريق الكاتالوني (برشلونة)، بل أنها لم تستثني أياً من المتابعين لبطولات كرة القدم العالمية.
"ابكي بترتاح" هي الجملة الساخرة التي تداولها آلاف المعلقين في إحدى الصفحات الرياضية المحلية السورية، تعليقاً على الهزيمة التاريخية لزملاء ليونيل ميسي (الحاضر الغائب في مباراة الأمس)، والذي ظهر في صورة انتشرت بشكل كبير، بدى فيها منهاراً في غرفة تبديل الملابس بعد الهزيمة النكراء في منافسات ربع نهائي بطولة دوري أوروبا.
كما تناقلت عديد الصفحات السورية ما كتبته الجماهير الكتالونية الغاضبة في الطريق المؤدي إلى النادي، فكانت الجملة الأقسى لرفقاء ميسي وسواريز "إدارة ولاعبين العار للنادي منذ 121 سنة".
وكان راديو "روزنة" طرح استبياناً لمتابعي الرياضة من جمهوره قبل يوم من الخسارة الكارثية، سأل فيه عن توقعات الجمهور للنتيجة، حيث خالفت التوقعات ما آلت إليه النتيجة نهاية الأمر، فصوّت 556 شخص، توقع 56 بالمئة منهم فوز برشلونة، بينما توقع 44 بالمئة فوز بايرن ميونخ، ولعل حتى هذه النسبة لم يكن الكثير منها يتوقع فوز فريقهم بهذه النتيجة التاريخية.
لا يمكن حصر أسباب الخسارة المدوية والتي ستسجل على رأس قائمة الهزائم التاريخية، غير أن الإدارة الضعيفة برئاسة جوزيب بارتوميو قد تكون أحد أهم تلك الأسباب التي أدت إلى كارثة حقيقية في برشلونة، فالأخير يعتبر من أسوأ الرؤساء الذين تولوا إدارة شؤون نادي برشلونة، سواء من ناحية تخصيص الموارد المالية بحجم نادي كبير عالميا، فضلا عن الاختيارات الضعيفة وغير المدروسة في كرة القدم، أسوءها كان يتعلق بالمدرب كيكي سيتين؛ الفقير فنينا وتكيتيكا، إضافة إلى تشكيلة متهالكة عمريا و فنيا، حيث تغص قائمة الفريق الأول باللاعبين المتقدمين في السن أو معدومي الخبرة والمهارات الفردية.
تفنن السوريون في السخرية التي كالوها للفريق الكتالوني، فالصدمة التي ضربت مشجعي الفريق كانت حلقة سيئة في سلسلة من الصدمات التي تسبب بها رئيس النادي والمدربين المتواضعين الذين اختارهم لتدريب الفريق الأول، فالخروج المذل لبرشلونة يوم أمس من الدور الربع نهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لم يكن النسخة الكارثية الأولى للفريق الإسباني، حيث سبق وأن خرج العام الفائت أيضا بشكل مسيء لتاريخ الفريق، عندما فاز عليه فريق ليفربول الإنكليزي في الدور نصف النهائي بعد "ريمونتادا" صاعقة تعرض لها برشلونة حينما خسر بمجموع المبارتين بـ 4 أهداف لثلاثة، إثر تعرضه لهزيمة نكراء في مباراة الإياب و بأربعة أهداف نظيفة.
فيما كان أيضاً قد خرج بريمونتادا أخرى "غير متوقعة" من فريق روما الإيطالي عام 2018، بعد أن انهزم بثلاثية نظيفة "لاتنسى" في مباراة الإياب بمعقل الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية.
المصائب هذا الموسم لم تكن فرادى على مشجعي برشلونة، فالصدمة الأولى كان سيتين قد صعقهم فيها عندما أضاع منهم لقب الدوري الاسباني هذا الموسم ومنحه باستهتاره وسوء أداء ونتائج الفريق تحت قيادته للغريم التقليدي ريال مدريد، حيث كان التوقف الإجباري بفعل أزمة فيروس "كورونا المستجد" كنقطة التحول للكتالونيين الذي نزفوا نقاطا كثيرة في ملاعب خلت من المشجعين وكذلك غاب عنها الأداء الفني والتكتيكي المحترف من قبل برشلونة.
مدافع برشلونة، جيرارد بيكيه، دعا يوم أمس، إلى إجراء تغييرات جذرية و بينوية في النادي الكتالوني، ليس على مستوى المدرب أو اللاعبين فحسب، وإنما ألمح إلى ضرورة أن تشمل تلك التغييرات أيضا الجهاز الإداري للنادي. وذلك بعد الخسارة المذلة والتاريخية أمام بايرن ميونيخ الألماني بثمانية أهداف لهدفين في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وقال: "لقد وصلنا إلى القاع "، وإنها ليست المرة الاولى أو الثانية أو الثالثة لتعثر برشلونة. وأضاف بيكيه، البالغ من العمر 33 عاما، والذي فاز بـ 20 لقبا كبيرا على مدار 12 عاما مع النادي، أنه سيكون "أول من يغادر" إذا رغب النادي في ذلك، وأنه يجب ضخ دماء جديدة وشابة في برشلونة لكي يعود إلى أمجاده السابقة.
ويُجري برشلونة انتخابات رئاسية في صيف عام 2021، للبحث عن خليفة للرئيس الحالي جوزيب بارتوميو.
هذا وقد تضاربت الأنباء حول هوية المدرب القادم لبرشلونة بعد قرب صدور قرار إقالة سيتين، حيث انحصرت التوقعات بين عدة أسماء وهي، الفرنسي تيري هنري، الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، الهولندي إيريك تين هاغ.
في الأثناء دعا بارتوميو، رئيس برشلونة، إلى اجتماع عاجل في النادي الكتالوني، الإثنين المقبل، ووفقًا لراديو "كتالونيا"، فإن بارتوميو دعا لاجتماع استثنائي، يوم الاثنين، وسيشهد اتخاذ قرارات مصيرية.
وأشار إلى أن أهم القرارات، ستكون إقالة كيكي سيتين من مقعد المدير الفني، بالإضافة لمناقشة اسم المدرب الجديد، وأوضح أنه ليس مستبعدا في الاجتماع المرتقب، أن تتم الدعوة من خلاله لانتخابات مبكرة في النادي الكتالوني.
