هل تساهم المصالح السعودية-الروسية بدعم النظام السوري؟

هل تساهم المصالح السعودية-الروسية بدعم النظام السوري؟
سياسي | 08 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

قال موقع "نيوز ري" الروسي أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، دعم الجهود العسكرية الروسية في سوريا.


و ذكر الموقع إن اﻷمير السعودي شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل عسكرياً في الصراع السوري، وبحسب دعوى مرفوعة أمام المحاكم الأميركية من قبل المستشار السابق لوزير الداخلية السعودي سعد الجبري، ضدّ ولي العهد فقد شارك الجبري في اجتماعين رسميين مع مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان في عام 2015.

و بحسب الموقع فإنه في أحد تلك الاجتماعات في شهر تموز تقريبا، ناقش الثنائي اتصالات بن سلمان الأخيرة مع بوتين و برينان، مما أثار مخاوف من تشجيعه لروسيا على التدخل في سوريا، وذلك عندما قدم الجبري تقريراً ونقل رسالة برينان إلى ولي العهد، وأوضح أنه "رد بغضب" على الموضوع.

وأشار الموقع إلى أن عمل الجبري ضمن وزارة الداخلية السعودية سمح له بإقامة علاقات وثيقة مع ممثلي أجهزة المخابرات الأجنبية، فضلا عن الوصول إلى معلومات مهمة عن الأسرة الحاكمة.

و منذ زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا (تشرين الأول 2017)، بدأت تتكشف أكثر فأكثر طبيعة العلاقات بين الجانبين السعودي والروسي، والتي أخذت منحى تطورياً  بين الجانبين؛ وشهدت تأثيراً ملموساً في تعديل السعودية لمواقفها تجاه الملف السوري بشكل تدريجي، بما ينسجم والتفاهم مع التوجهات الروسية. 


قد يهمك: أبو ظبي تُطبّع علاقاتها مع دمشق لهذه الأسباب


وكان ولي العهد السعودي؛ الأمير محمد بن سلمان، استبعد رحيل الأسد عن السلطة، وقال في نهاية شهر آذار من عام 2018؛ خلال مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية: "بشار باق".

وأضاف "لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب؛ أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءاً من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لمدة طويلة جداً، ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها حينها بشار سيكون دُميةً لإيران".

ورغم أن السعودية لا تزال بعيدة عن فتح خط مباشر مع دمشق، غير أن دور الإمارات قد يكون كافياً خلال الفترة الحالية. ولكن هذا لا يعني أن السعودية ستبقى بعيدة عن فتح العلاقات في وقت لاحق، في ظل الضغط الروسي الذي قد يثمر بشكل كبير في الفترة المقبلة. 


قد يهمك: روسيا تدعو لتشكيل حلف عربي يدعم دمشق!


في منتصف شهر شباط الماضي زار مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وهو ما أدى بدايةً إلى خلق مسار جديد لعودة محور السعودية-الإمارات إلى دمشق، ظهرت أولى نتائجه حينما افُتتحت السفارة الليبية بدمشق، والتي تم تسليمها للحكومة الموالية للقائد الليبي العسكري خليفة حفتر، بعد إغلاق دام 8 سنوات. 

الكاتب والباحث السياسي د.عبد القادر نعناع، كان أشار خلال حديث لـ "روزنة" إلى المصالح المختلفة بين كل من الإمارات والسعودية في بعض الملفات، يأتي في أبرزها الملف السوري، حيث يشير إلى أن السعودية كانت تحاول الحفاظ على شيء من موقفها المبدئي الداعي لإحداث تغيير سياسي في سوريا، قبل أن تُغيّر تطلعاتها بعد تعقيد المشهد السوري، وتعاظم الدور التركي فيه، وعلى ضوء ذلك اعتبر نعناع  أن السعودية تتوافق جزئياً مع الإمارات في الملف السوري لناحية إبعاد تركيا قدر الإمكان فقط، بينما تختلف معها في موضوع دعم النظام على شاكلته القائمة حالياً. 

وأما بالنسبة للإمارات، فإنها وبعد أن حاولت الخروج عن النسق العربي المُتفق حوله في تجميد/قطع العلاقات مع النظام السوري، وهي التي وفّرت حد أدنى من الدعم، سعياً من أجل الحصول مبكراً على منافع في السوق السورية من جهة، وكذلك من أجل دعم النظام وروسيا في مواجهة تركيا من جهة ثانية. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق