غرفة عمليات مركزية للقوات التركية في سوريا… ما هي الأسباب؟

غرفة عمليات مركزية للقوات التركية في سوريا… ما هي الأسباب؟
سياسي | 08 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، أن وزارة الدفاع التركية أنشأت غرفة عمليات مركزية لتنسيق العمل العسكري في سوريا، تحت مسمى "درع السلام" حيث تخضع لهذه الغرفة مناطق "درع الفرات"، "غصن الزيتون"، "نبع السلام" وجميع عملياتهم العسكرية. 


وبحسب الصحيفة فإن هذه الخطوة تهدف إلى إدارة وضبط العمل العسكري في المناطق التي تسيطر عليها ضمن إدارة عسكرية مركزية يترأسها اللواء حقان أوزتكين قائدا عاما لغرفة العمليات المركزية التي سيكون مقرها في ولاية هاتاي.

و تشي خطوة تأسيس غرفة العمليات المركزية على أنها رسالة سياسية ذات طابع عسكري صوب روسيا، وذلك في الوقت الذي تكثر فيه عوامل التسخين لحالة التصعيد العسكري المتوقعة في الشمال الغربي من سوريا، لا سيما وأن روسيا تريد فرض سيطرتها على معبر "باب الهوى" وكذلك محيط الطريق الدولي M4 (حلب-اللاذقية الدولي). 

و رغم أن الرسالة التركية قد لا تدلل على ارتفاع احتمال التصعيد في القريب العاجل إلا أنها وسيلة أرادت من خلالها أنقرة على ما يبدو رفع مستوى الجاهزية والتنسيق بين القوات التركية المنتشرة على امتداد الشمال السوري في المناطق الثلاثة المذكورة آنفاً (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام).  
 
ضرورة عسكرية

المحلل العسكري، العقيد الركن مصطفى الفرحات، قال خلال حديثه لـ "روزنة" اليوم السبت، أنه مقتضيات المصلحة العسكرية تلزم تركيز الجهود ضمن غرفة عمليات موحدة، وذلك في معرض تعليقه على خطوة أنقرة في تشكيل غرفة العمليات المركزية. 


قد يهمك: هذا مصير التعزيزات العسكرية التركية في إدلب 


وتابع بالقول "دون مركزية قيادة، فإن العمل سيكون مبعثر وغير ناجح، ويخضع للتجاذبات التكتيكية في أرض المعركة… التنسيق من خلال غرفة عمليات واحدة فإن العمل ينتمي لقيادة عمل عسكري منظم". 

وأضاف حول معاني تأسيس الغرفة بالإشارة إلى أن "الشأن العسكري لا ينفصل عن السياسي، و العلاقة الروسية التركية دائما ما كانت تخضع لتجاذبات وبشكل خاص في الملف السوري، لكن لولا وجود الجانب التركي في الشمال السوري لاستطاع بوتين (الرئيس الروسي) إخضاع المناطق كقوة عسكرية تستخدم سياسة الأرض المحروقة". 

واعتبر الفرحات أن الأمور لا يمكن أن تصل بين الطرفين "للقطيعة"، لأن ما يربطهما أكبر مما يفرقهما، وفق رأيه. 

و زاد بالقول "تبقى أية رسائل حالية ضمن المستوى التكتيكي فقط، وليس العملياتي والاستراتيجي…  حتى الآن نستطيع القول أن الطرفين متمسكين بالتفاهمات وبالخطوط المتشابكة، والخطوط الحمراء لا يتم تجاوزها إلا على صعيد تكتيكي و مناطقي". 

وختم حديثه معتبرا أن "الروس غير قادرين على دخول المناطق الخاضعة لنفوذ الجيش الوطني المدعوم من تركيا… عديد القوات التركية تم تقديره بزهاء 30 ألف مقاتل و حتى أنهم مزودين بوسائط دفاع جوي… العلاقات بين الروس والأتراك محكومة ضمن استراتيجيات لا يتم تجاوزها إلا على صعيد تكتيكي، و تبادل رسائل القوة للتأكيد على السيطرة في مناطق النفوذ".

ترتيب أوراق

الباحث في الشؤون التركية والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن التحركات التركية على الساحة السورية مؤخرا، وخصوصا انشاء الجيش التركي غرفة عمليات مركزية لتنسيق العمل العسكري في سوريا، هدفها الأساسي إعادة ترتيب أوراقها العسكرية في إدلب شمالي سوريا من جديد، و كذلك تحسبا لأي تصعيد أو عملية عسكرية قد تحدث في أي لحظة بالمنطقة، من قبل النظام السوري وداعميه روسيا وإيران.

وتابع حديثه "اللافت أيضا أن هذه التحركات تزامنت مع تصاعد حدة التوتر على العديد من المحاور في إدلب، بعد الأنباء عن عملية عسكرية قادمة في إدلب خلال الأسابيع المقبلة، حيث لاحظنا دفع أنقرة  بتعزيزات عسكرية كبيرة شملت دبابات وناقلات جنود وأسلحة أخرى إلى مناطق تمركزها في شمال غربي البلاد... بتصوري الهدف منها تعزيز وجودها على الأرض في ظل توقعات بانتهاء الهدوء في إدلب والحديث عن عودة المعارك والتصعيد العسكري من قبل روسيا و النظام، وهو ما دلت عليه الحشود العسكرية للنظام خلال الأيام الماضية على جبهات القتال، وتواصل خرقها وقف إطلاق النار وقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة مع محاولات تقدم متكررة نحو مناطق واقعة جنوب إدلب، إلى جانب التصعيد الروسي في الأسابيع الماضية".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق