حملة تصعيد أميركية "قريبة" ضد إيران… ما تأثيرها على سوريا؟

مصدر الصورة: aljazeera
مصدر الصورة: aljazeera

سياسي | 01 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

على وقع التوترات الأخيرة بين طهران والجناح المناوئ لها في المنطقة بقيادة "إسرائيل"، بعد المناوشات المحدودة على الحدود اللبنانية، ترتفع نسبة احتمالية أن يرتفع مستوى المواجهة بين الطرفين إلى صدام بري على الأرض السورية. 


محلل الاستخبارات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، آفي ميلامد، أكد يوم أمس إنه "لا يوجد على الإطلاق أي شيء يستطيع حزب الله اللبناني (ذراع إيران في المنطقة) فعله - سواء كانت عمليات علنية أو سرية للتضليل أو الحرب النفسية أو أي شيء آخر - لوقف الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية العسكرية الإيرانية.

وأضاف في تقرير أميركي بأن "إسرائيل" عازمة على إحباط التهديد الإيراني في سوريا بأي ثمن، بما في ذلك حرب ضخمة مع "حزب الله"، مشيراً إلى أن الحزب لا يستطيع إملاء قواعد لعبة جديدة على "إسرائيل"؛ والأمل في تجنب الحرب مع "إسرائيل" يمكن أن يكون خطأ فادحا من قبل "حزب الله".

فيما كشف تقرير للمعهد الأطلسي الأمريكي، أن "إسرائيل" لن تسمح لإيران بنصب منظومتها الخاصّة للدفاع الجوي، وأن "تل أبيب" ستزيد من هجماتها في سوريا خلال الفترة المقبلة لاستهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانيّة التي ستسلّم إلى النظام السوري قريباً.

ويشير تقرير المعهد إلى أن موسكو -حتى الآن- هي المزوّد الأساسي لمنظومات الدفاع الجوي في سوريا، والقوات الروسية هي الوحيدة القادرة على تفعيل منظومات الدفاع الجويّ في القواعد العسكريّة، ومحاولات النظام السوري لاعتراض الصواريخ الإسرائيليّة أو الهجوم على الطائرات الإسرائيليّة "فشلت في معظمها".


قد يهمك: هل ضعُفَ النفوذ الإيراني في سوريا بسبب "كورونا" وسليماني؟ 


ورجح التقرير أن تكون صواريخ "إس-300" التي أعطتها موسكو للنظام السوري بقيت تحت التحكّم الروسي ولا تزال غير مفعّلة، واعتبر أن المزايا الإيجابية لاحتكار موسكو الدفاع الجوي في سوريا، تساهم في ضبط النفس الإسرائيلي في سوريا، رغم التنسيق العسكري بين "إسرائيل" وروسيا خشية من وقوع أخطاء تقود إلى أن تسلّم الأخيرة أسلحة أكثر تطورا للنظام السوري.

وكان "الجيش الإسرائيلي"، أعلن في 23 من تموز الفائت، إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود الشمالية، وقالت "القناة 13" الإسرائيلية، إن "جيش الدفاع الإسرائيلي قرر تعزيز الحدود مع لبنان"، بعد مقتل عنصر من "حزب الله" اللبناني.

قبل أن يتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "حزب الله" بمحاولة التسلل عبر الحدود، معتبرا أنه "يلعب بالنار"،

تصعيد مفهوم؟

الباحث في "وحدة الدراسات الإيرانية" بـ "مركز الإمارات للسياسات"، د. محمد الزغول، قال تعليقاً على آخر تطورات التصعيد بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، بعد هجمات محدودوة شنها الذراع اللبناني لإيران (حزب الله) على الحدود الإسرائيلية الأسبوع الفائت، معتبرا أنها تأتي في سياق تصعيد متبادل متواصل منذ أسابيع بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران ووكلائها الإقليميين من جهة أخرى. 

وأضاف خلال حديثه لـ "روزنة": "لقد ادّعت مصادر إسرائيلية أنها أحبطت عدداً من المخططات الإيرانية لمهاجمة السفارات الإسرائيلية في أوروبا وأماكن أخرى من العالم، ولا تتوافر معلومات أخرى بهذا الخصوص ولكن ثمة بعض التكهنات بأن ذلك قد يكون مُرتبطاً بالقرار الأخير الذي اتخذته ألمانيا بحظر حزب الله كمجموعة إرهابية، بينما جاء الادعاء الإسرائيلي في الوقت الذي يُقال فيه إن إسرائيل كانت وراء الهجوم على منشأة نطنز الايرانية لتخصيب اليورانيوم، حيث زعمت مصادر استخباراتية إسرائيلية وغربية أن الهجوم أرجع إلى الوراء خطط إيران للتخصيب النووي إلى ما يقرب من عامين".

وتابع موضحاً "يرى الإيرانيون بأن توقيت آخر المزاعم الإسرائيلية بربط طهران بالإرهاب له هدفين: أولاً، منح إسرائيل بعض التغّطية من الإدانة الدولية لأن الإسرائيليين مع الأمريكيين ينفّذون هجمات داخل إيران. ثانياً، من خلال الزعم بأن إيران كانت تنوي استهداف السفارات الإسرائيلية في "أوروبا"، يريد الإسرائيليون الضغط على حزب الله اللبناني حيث يُعتقد أن ذراع العمليات الخارجية للحزب كان يعد لهذه العمليات على الأراضي الألمانية… ويمثّل اتفاق الدفاع الجوي الأخير بين إيران وسوريا، واتفاقات التعاون الأمني والعسكري التي وقّعت في دمشق في مجالات والدعم الفني والتدريب للقوات السورية من قبل الإيرانيين رسالة سياسية من جانب إيران مفادها أنه ليس لديها نية للتراجع عن هذا الاستثمار الجيوسياسي (دعم الأسد في سوريا)".


اقرأ أيضاً: حلف دولي لمواجهة النفوذ الإيراني بسوريا... متى و كيف؟


من ناحيته اعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية، وجدان عبد الرحمن، أن أي تصعيد حالي بين الطرفين سيكون محاولة لإعادة الهيبة للنفوذ الإيراني في المنطقة، وكذلك الحال سيكون بالنسبة لإسرائيل التي يقع رئيس وزرائها تحت ضغوط داخلية؛ والذي يحاول الاستفادة من أي تصعيد. 

وتابع خلال حديثه لـ "روزنة": "الأمر لن يتطور إلى أكثر من ذلك، ولن يصل إلى الحدود السورية، لأن روسيا لن تسمح بأي تصعيد داخل الأراضي السورية… الروس والإيرانيون أصبحت مصالحهم متضاربة لذلك تحاول روسيا تقليص الدور الإيراني في سوريا لذلك نجد باستمرار التعاون بين الروس و الإسرائيليين لضرب المواقع الإيرانية، وكذلك يتم استخدام الفيلق الخامس للضغط في الجنوب السوري على مواقع الإيرانيين ومحاولة طردهم".  

و زاد بالقول "هذا يدل أن التواجد الإيراني غير مرحب به دوليا، وأعتقد أن التواجد الإيراني سيكون محدودا لأن هناك تعاون يتعمق ضد هذا التواجد".

تنسيق أميركي-"إسرائيلي" متزايد!

تشير الأرقام المرتفعة لـ "الحوادث" المفاجئة في إيران، وحملات الضغط على "حزب الله" اللبناني، والفصائل المدعومة من إيران في العراق، إلى أن هناك حملة أمريكية-إسرائيلية مشتركة ومنسقة يجري العمل عليها ضد إيران. 

كما تشير حملة الاستهداف الأميركية-الإسرائيلية إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإسرائيليين، خلصوا إلى أن طهران لن تغير أي من سياساتها، ما دام ترامب في البيت الأبيض، وهو ما دفع البيت الأبض وتل أبيب إلى إطلاق هذه الحملة لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وفق الزغول. 

أول تلك الأهداف يتمثل في "عرقلة البرنامجين النووي والصاروخي في إيران أكبر قدر ممكن قبل رحيل ترامب، وكذلك إرغام الإيرانيين على طرد المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية تمهيدا لنقل ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وإرغام طهران على الرد، وهو أمر قد يتصاعد بسهولة إلى صراع عسكري أوسع". 

وتابع أنه من غير المرجح أن يقوم الإيرانيون أو وكلائهم الإقليميين برد واسع، وإنما ستلجأ طهران إلى إطلاق التهديدات الجوفاء فقط، و"تكتفي بلعق جراحها، وهو ما اعتادت طهران فعله منذ 10 سنوات".


قد يهمك: نصيحة إسرائيلية لبشار الأسد بسبب النفوذ الإيراني… ما أهدافها؟


وختم بالإشارة إلى أنه و فيما يتعلق بـ "إسرائيل"، فإنها "ستواصل ضرب المصالح الإيرانية في سوريا، واستهداف امدادات حزب الله في لبنان، على الأقل طالما ظل الرئيس ترامب في البيت الأبيض. لكن من الواضح أن الإسرائيليين لم يحقّقوا بعد الهدف الذي يسعون اليه لغاية الآن، وهو رفع كلفة الوجود الإيراني في سوريا وجعل الإيرانيين يُعيدون التفكير في الكلف التي هم على استعداد لتحمّلها نتيجة وجودهم في هذا البلد".

هذا وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على روسيا لإخراج إيران وتنظيمات تابعة لها من جنوب سوريا، تنفيذاً لاتفاق سابق بين واشنطن وموسكو عقد في 2018 وقضى بـإبعاد "المقاتلين غير السوريين" من حدود الأردن وخط فك الاشتباك مع "إسرائيل" في الجولان السوري.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية وفق صحيفة "الشرق الأوسط" إن العقوبات الأميركية على النظام السوري، التي شملت إصدار قائمة جديدة بموجب "قانون قيصر"، بين الأدوات التي تملكها واشنطن للضغط على موسكو بهدف الحصول على تنازلات تخص التزام الجانب السوري تنفيذ القرار الدولي 2254 وإجراء إصلاح دستوري برعاية الأمم المتحدة وإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا.

فيما قيّم معهد "واشنطن للدراسات" في تقرير الجهود والمساعي اﻹيرانية لنشر نظام دفاع جوي فعال في سوريا لحماية قواعدها بعد عجز نظام اﻷسد وامتناع روسيا عن ذلك.

وقال التقرير إن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري اتفق مع النظام السوري على توسيع التعاون العسكري الثنائي بشكل كبير، ولا سيما في مجال الدفاع الجوي بما يتيح مواجهة التهديدات الجوية ضد إيران وحلفائها إضافة إلى جهود مماثلة في العراق ولبنان.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق