أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، عن إطلاق تحالف "جبهة السلام والحرية" وهو تحالف سياسي يجمع "المجلس الوطني الكردي" و "المنظمة الآشورية الديمقراطية"، و "المجلس العربي للجزيرة والفرات" و "تيار الغد السوري".
وفي اجتماع أقيم في مدينة القامشلي أقصى شمال شرق البلاد ضم قيادات محلية، ومشاركين افتراضيين عبر منصة "زووم" أطلق المشاركون ورقة سياسية نصت على أن "سوريا دولة مستقلة ذات سيادة والسيادة فيها للشعب".
وقالت الورقة بوجوب الإقرار الدستوري أن سوريا متعددة الثقافات والأديان والقوميات، والالتزام بشرعة حقوق الإنسان، والاعتراف بحقوق الشعب الكردي وهويته القومية.
وأشارت الجبهة إلى ضرورة تطبيق نظام "لا مركزي " في البلاد يضمن وحدة الأراضي السورية، وأن يكون نظام ديمقراطياً تعددياً، ويضمن تكافؤ الفرص السياسية والثقافية والاقتصادية، وقالت أنها سوف تعمل على إنجاح العملية السياسية والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، والعمل على تعزيز السلم الأهلي وخاصة في الجزيرة السورية.
الصحفي السوري سامر الأحمد والذي كان حاضراً في الاجتماع، قال في حديث لـ "روزنة" إن الجبهة تمتلك العناصر التي تجعلها مقبولة من جميع الأطراف الدولية والإقليمية.
قد يهمك: الحوار الكردي… تقسيم ومحاصصة أم إرساء للاستقرار في الشرق السوري؟
وأوضح الأحمد أن كل طرف من أطراف الجبهة يملك علاقة ودية مع طرف من الأطراف الإقليمية بما في ذلك تركيا، وجميعهم مقبولين لدى فرنسا والولايات المتحدة الطرفان الرئيسيان في التحالف الدولي.
ولفت الأحمد إلى أن الجبهة تلقت دعماً من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني، والذي يسعى من خلال هذه الخطوة لدعم موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في الجولة القادم من الحوار الكردي - الكردي.
إعلان الجبهة استقبل بردود أفعال متباينة، حيث استطلعت "روزنة" آراء مجموعة من الاشخاص في مدينة القامشلي، والذين اختلفوا بين ضرورة تشكيل تحالف من هذا النوع، وبين عدم فائدة ظهور أي جسم سياسي جديد وأفضلية دعم "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد).
يمكن الاستماع إلى الاستطلاع كاملاً:
من جانبه، لم يصدر مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" حتى الآن أي تعليق رسمي، حول إعلان جبهة السلام والحرية؛ التي تعتزم أن تفتتح مكاتب القامشلي وباقي المدن.
رئيس "رابطة المستقلين الكرد" عبدالعزيز تمو، هاجم التحالف الجديد متهماً المتحالفين بالتقرب من النظام السوري والعودة إلى حضن الوطن.
وقال تمو في مقال له: "إن الإعلان عن جبهة السلام والحرية بالقامشلي وتحت حماية وحراسة المربع الأمني للنظام السوري، له مدلولات كثيرة وكبيرة جدا".
قد يهمك: شرق الفرات: هل يتوقف وصول النفط لدمشق بعد عقوبات "قيصر"؟
موضحا: " من يقرأ مسيرة هذه المنظمات التي أعلنت تشكيل جبهة السلام والحرية يجد أن العودة إلى حضن الوطن، والبقاء في هيئة المفاوضات ومؤسسات المعارضة بارعين في معرفة من أين تؤكل الكتف".
وتشهد المنطقة نشاطاً سياسياً في الفترة الأخيرة، بعضه مثير للقلق على مستقبل البلاد، ركز على التنوع العرقي والديني والثروات التي تمتلكها الجزيرة السورية، فقبل إطلاق جبهة السلام والحرية كانت مجموعة من المثقفين من أبناء المنطقة قد أطلقت دعوة لاستقلال منطقة الجزيرة وحوض الفرات، تحت مسمى "حركة استقلال الجزيرة".
الكلمات المفتاحية