لا تقل معاناة السوريين اليومية في رحلة البحث عن متطلّبات الحياة الأساسية، عن معاناة المدخّنين في داخل سوريا، إذ بات تأمين السجائر بالنسبة لهم هاجساً يومياً، مع الارتفاع الجنوني لأسعارها كونها مرتبطة بشكل رئيسي بسعر الدولار، وبما أن الليرة السورية تشهد هذه الفترة انخفاضاً حاداً أمام الدولار، فإن أسعار السجائر باتت باهظة، وارتفعت بشكلٍ جنوني، الأمر الذي جعلها غير متاحة في متناول الجميع، وخصوصاً فئة محدودي الدخل.
يستهلك المدخّنون وسطياً 20 سيجارة يومياً، قد تزيد أو تنقص حسب شراهة المدخّن، وبحسب اطلاع "روزنة" فإن أسعار علب السجائر تتراوح في دمشق اليوم بين 900 و5000 لبعض الأنواع الفاخرة.
وبما أن غلاء أسعار السجائر يخلق فرصةً ثمينة للإقلاع عنها أو تقليل استهلاكها، تشرح "روزنة" في هذا التقرير أبرز تلك الطرق لتخفيف المصاريف، والأهم الحفاظ على الصحّة.
بلغ عدد المدخّنين في سوريا ما بين 4.5 إلى 5 مليون شخص بحسب دراسة يتيمة صدرت عام 2014، وبالتأكيد فإن هذا الرقم ارتفع اليوم
احذر السجائر المجهولة
على إثر الارتفاع الملحوظ لأسعار السجائر من الماركات المعروفة، ظهرت أنواع جديدة من السجائر في السوق السورية مجهولة المصدر، لم تكن معروفة سابقًا ولم يراها السوريون قبل هذه الفترة.
ومن هذه السجائر، أنواع إيرانية المصدر، وأهمّها سجائر اسمها "تير" وأخرى تُدعى "57"، فضلًا عن أنواعٍ أخرى من السجائر غير معروفة المصدر، كما يُشكّك في تركيبتها المُعلن عنها على غلاف العبوة، كونها لا تخضع لأي رقابة.
اقرأ أيضاً: احذر... هذه الأمراض تنقلها حشرات الصيف
وبدأ السوريون في العاصمة دمشق يلاحظون أصنافًا مختلفة من الأدخنة، لكن القاسم المشترك الوحيد فيها هي أنّها رخيصة الثمن مقارنةً مع الأنواع المعروفة.
وبحسب مصادر "روزنة" يتراوح ثمن العبوة من هذه السجائر ما بين 300 - 500 ليرة، وهو الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى شرائها.
غير أن استهلاك هذه السجائر يبقى عبارة عن مقامرة بصحّة المدخّن، بسبب عدم معرفة التركيبة الحقيقية لهذه السجائر، وعدم التأكّد من مطابقتها لأي معايير للاستهلاك، وهو ما يجعل عدم شرائها هو الخيار الأفضل.
لنقلع عن التدخين!
بالتأكيد فإن نطق هذه الكلمة سهلٌ جدّاً، وبخاصة لمن يدخّن ويعرف مدى صعوبة الإقلاع عن التدخين ومدى تعلّق الشخص فيه.
في البداية، فإن السجائر على الرغم من احتوائها على "النيكوتين" الذي يُدمن عليه جسم المدخّن، لكن الأشخاص يستهلكون السجائر بسبب "الاعتياد" عليها أكثر من حاجة جسدهم لها.
من أبرز طرق الإقلاع عن التدخين هو التحضير النفسي الجيد لهذه الخطوة، على أن يكون هذا التدخين مشحوناً بإرادة عدم الرجوع له.
بعد التحضير، يجب على الشخص البدء بتقليل عدد السجائر بمعدّل سيجارتين يوميًا، بشكلٍ تدريجي حتّى ينتهي منها، كما أنّه من الضروري الابتعاد عن المثيرات، كالقهوة والشاي وغيرها من المشروبات التي تدفع على التدخين.
إضافةً لذلك، هناك طريقة ناجعة للابتعاد عن التدخين، هي أنّه عندما يصل الشخص للحاجة الشديدة إليه، فإنّه بدلاً من التدخين عليه أن يقوم بتأجيل التدخين لمدّة ربع ساعة وفي هذه المدّة أن يشغل نفسه بشيء ما يجعله لا يفكّر فيه.
ومن المؤكّد أن ممارسة الرياضة خارج المنزل وإشغال الفم بمضغ بعض المأكولات والمسلّيات يساعد على تقليل حجم السجائر بشكلٍ لافت.
في حال اقتراب الشخص من الاستسلام لتدخين السيجارة، عليه أن يؤجّلها لمدّة ربع ساعة، وخلال هذه الفترة من الضروري التفكير بالمنافع الجسدية والاقتصادية وحتّى النفسية، التي ستعود عليه في حال قرّر عدم الاستسلام للرغبة بالتدخين.
تغيير عادات التدخين
بالتأكيد، فإنّه من الأفضل الإقلاع عن التدخين نهائياً، ولكن في حال عدم القدرة على ذلك والوصول إلى طريقٍ مسدود، فإنّه من المهم صحّياً واقتصادياً تغيير عادات التدخين.
على رأس هذه الطرق الإقلاع عن تدخين السجائر الجاهزة، والاستعاضة عنها بالتبغ الطبيعي ولفّه يدوياً.
اقرأ أيضاً: 7 تمارين للرقبة والكتفين تقي من الآلام والتشنجات والأمراض
وبحسب عدّة أشخاص مدخّنين، فإن تكلفة التبغ اليدوي تقل عن ربع تكلفة تدخين السجائر الجاهزة، كما أن التجارب التي مرّ بها المدخّنون تؤكّد أن الفترة التي يمضيها الشخص في تحضير التبغ والفلتر وورق اللف، ثم القيام بتحضير السيجارة ولفّها وتجهيزها، تساهم في تقليل عدد السجائر التي تُدخّن يومياً، لأن السيجارة هنا لم تعد جاهزة للاستهلاك يمجرّد وضعها بين الشفاه وتشغيلها، بل يجب بذل جهد من الشخص لتحضيرها.
وتنفع هذه الطريقة أكثر، عندما يكون الشخص متنقّلاً في الشارع، وهنا ليس بإمكانه الوقوف وإخراج المعدّات من أجل تحضير السيجارة، لذلك من البديهي أن يؤجّل الفكرة إلى وقتٍ لاحق حتّى يستقر في مكانٍ ما.
الأمر الأكثر أهمّية، أنه بمرور الوقت، ينخفض عدد السجائر التي يتم تدخينها بمجرّد الاعتماد على التبغ اليدوي من 20 إلى 7 سجائر يومياً، وهذه نتيجة مذهلة لتحضير الشخص من أجل ترك التدخين لو أراد!
الكلمات المفتاحية