قال الفنان السوري أيمن زيدان أن سوريا باتت تضيق عليه، بعدما كُسر وضاعت أحلامه فيها، مؤكداً أن ضياع أحلام أبناء جيله يوجب عليه الدفاع عن أحلام أحفاده، في تصريح يندرج في سياق تصريحاته التي تلمح إلى إمكانية مغادرة سوريا بعد فقدانه الأمل من تأثير وجوده فيها.
وكتب زيدان يوم أمس على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "آه ياوطني كم تضيق" وأضاف متسائلاً: "لا أدري لماذا تشيخ النسور في أوطاننا باكراً، بينما يعلو نعيق الغربان ليخدش فسحة أرواحنا؟".
آه ياوطني. كم تضيق ...
Publiée par Ayman Zedan sur Jeudi 23 juillet 2020
كلام زيدان عن المعاناة يأتي بالتزامن مع تصريحات نشرها موقع "الفن" تحدث خلالها عن أحلامه قائلاً: "بأنه جد، وعندما خسر أحلامه حمّلها لحفيده، بحيث تحول الحلم إلى معنى الاستمرارية" وأردف: بأنه "ورغم ما مر به من مرارة بقي وفياً للدفاع عن حلم حفيده" لافتاً إلى أنهم كجيل كسروا وضاعت أحلامهم، لكن لا يعني ذلك ألا يدافعوا عن أحلام أحفادهم.
وانتهى زيدان مؤخراً من تصوير دور البطولة في فيلم "رحلة يوسف"، وهو من فكرته وسيناريو وإخراج وسام كنعان، الذي يرصد رحلة جد يحمل حفيده بحثاً عن أمل مفقود بحياة أفضل، وأكد زيدان أن لديه رغبة برسم لوحة سورية صادقة مسكونة بالوجع والألم. فهل يعني ذلك أن زيدان فعلاً ضاق ذرعاً بالوطن؟
وكان زيدان لفت في الـ 25 من الشهر الفائت، في منشور له، إلى أن النزوح عن الوطن هو الحل الوحيد للخلاص مما يعانيه من ضياع أحلامه قائلاً: "ماعاد أمامك سوى أن تنزح من فسحة الوطن التي كانت يوماً أرحب من الدنيا إلى ماتبقى من زوايا الحنين لزمن لن يعود، ترقب أشلاء حلم يرثي أيامه الغابرة، يوم كانت حماستك تشق عباب الدنيا لتعانق القمر، ويوم كان الدرب مرصوفاً بظلال من فضة".
ماعاد أمامك سوى ان تنزح من فسحة الوطن التي كانت يوماً ارحب من الدنيا ..الى ماتبقى من زوايا الحنين لزمن لن يعود..ترقب...
Publiée par Ayman Zedan sur Mercredi 24 juin 2020
غير أن الممثل السوري نفى لاحقاً نيته مغادرة سوريا، تعليقاً على تقرير إعلامي قال إنه يفكر بالنزوح، بقوله: إنه لم ولن يفكر يوماُ في مغادرة وطنه، لكن يوجعه ما يكابده ويعانيه، مطالباً الجمهور والإعلام بالتوقف عن تأويل كلامه،
واشتكى زيدان مطلع العام الماضي من تردي الأوضاع الخدمية في سوريا بسبب انقطاع مادة الغاز والكهرباء، قائلاً: " انتصرنا، لكن لامعنى للنصر إن لم تعد لنا أوطاننا التي نعرفها، تباً للصقيع والعتمة".
قد يهمك: غسان مسعود: المواطن لا يستطيع أكل اللحمة و الفواكه أصبحت حلم
ويعاني الاقتصاد السوري من تدهور كبير بعد انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، حيث وصلت الشهر الفائت إلى 3 آلاف ليرة، ما انعكس سلباً على حياة السوريين، بتدني المستوى المعيشي بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوبي، تزامناً مع بدء تنفيذ عقوبات قانون قيصر الأميركي منتصف حزيران الفائت.
وكان الممثل السوري غسان مسعود انتقد خلال مقابلة إذاعية مطلع الشهر الحالي، تدهور الأزمة الاقتصادية التي تخيم على عموم سوريا، مهاجماً المسؤولين لدى حكومة النظام السوري، ومحملاً إياهم المسؤولية عمَّا آلت إليه الأمور.
وقال مسعود خلال مقابلة نشرتها إذاعة "فرح إف إم"، إن السوريين يعانون اليوم بطريقة لا يمكن لأحد أن يزاود عليهم بأي شعار مهما كان، متسائلاً كيف نطلب شعارات ومواقف من مواطن مطلوب منه أن يصرف شهرياً 400 ألف ليرة سورية، بينما راتبه 40 ألف؟.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن التراجع الاقتصادي وإجراءات العزل العام في إطار مكافحة فيروس كورونا، دفعت أسعار الغذاء للارتفاع بنسبة تفوق 200 في المئة في أقل من عام.
ووفق الأمم المتحدة، إن أكثر من 11 مليون شخص بحاجة للمساعدة داخل سوريا، و6.6 مليون آخرين في الدول المجاورة.
الكلمات المفتاحية