توقعات بزيادة التصعيد ضد المواقع الإيرانية في سوريا… ما هي الاحتمالات؟

توقعات بزيادة التصعيد ضد المواقع الإيرانية في سوريا… ما هي الاحتمالات؟
سياسي | 18 يوليو 2020 | مالك الحافظ

قال باحث في الشأن الإسرائيلي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ستُكثّف من استهدافها للمواقع الإيرانية داخل سوريا في الفترة المقبلة. 


ولفت أستاذ العلوم السياسية، د.طارق فهمي خلال حديث لـ "روزنة" اليوم السبت، إلى أن قائمة الأهداف ستزداد وتتسع طبقاً لقواعد الاشتباك التي رسمتها "إسرائيل" في مواجهتها لإيران. 

تعليق فهمي يأتي في الوقت الذي قال فيه يوني بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، إن الاتفاقية الأخيرة بين النظام السوري وإيران، تعتبر رسالة لكل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" وتركيا، مفادها أن طهران ستستمر في إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، و أن "قانون قيصر" الأميركي لن يمنعهم من تنفيذ خططهم، كما هي رسالة لتركيا، أن إيران تقف بجانب سوريا عندما يتعلق الأمر بالخطر التركي في شمال سوريا.

وتعتبر الاتفاقية الجديدة بين طهران ودمشق، بأنها قد تقطع الأمل الإسرائيلي بتغيير سلوك النظام السوري، والتوقف عن دفع الإدارة الأمريكية، للتعاطي مع النظام القائم شريطة إخراج إيران من سوريا، حينما وقّع وزير الدفاع في حكومة النظام السوري، علي أيوب، مع رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد باقري، اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين البلدين.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، في الـ 7 من الشهر الجاري أن "وزير الدفاع السوري ورئيس أركان الجيش الإيراني وقعا اتفاقية شاملة للتعاون العسكري"، موضحة أن "الاتفاقية تنص على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلحة ومواصلة التنسيق"، مضيفة أن "المحادثات بين المسؤولين السوري والإيراني تناولت الأوضاع في سوريا وضرورة انسحاب القوات الأجنبية التي دخلت بطريقة غير شرعية". 
 

دعاية إيرانية


بينما كان بن مناحيم، حذر من أن تكون إيران والنظام السوري يخططان لتصعيد في المنطقة في ضوء الانفجار في منشأة "نطنز" النووية، واغتيال قاسم سليماني، والهجمات السبرانية المنسوبة لإسرائيل في إيران، واستمرار هجماتها في المنطقة، ما يحمل مؤشرات على تخطيط إيران لشن هجوم على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية. وتوقع بأن الإيرانيين سيحاولون الرد على "إسرائيل" دون "بصمات أصابع" قبل انتخابات نوفمبر الأمريكية لتجنب رد قاس من ترامب، أو رد إسرائيلي قوي بدعم أمريكي".

قد يهمك: للمرة الثانية في أسبوع… قصف "مجهول" يطال النفوذ الإيراني بدير الزور

الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإيرانية، أسامة الهتيمي، رأى خلال حديثه لـ "روزنة" اليوم السبت، أن التواجد العسكري الإيراني المكثف ومتعدد الوجوه في سوريا ما يزال هو على رأس قائمة "الأمور المزعجة للغاية" بالنسبة لـ "الاحتلال الإسرائيلي"، كون أن هذا التواجد يعد في حد ذاته ورقة ضغط؛ يمكن لإيران أن تستخدمها وقتما تشاء على مستويين، أحدهما دعائي يتعلق بترويجها أنها تقود "محور الممانعة ضد الكيان الصهيوني، وأن كل ما تتعرض له من ضغوطات سواء من القوى الدولية أو الإقليمية، يأتي لموقفها الرافض للنفوذ الصهيوني في المنطقة واستمرار احتلال فلسطين، وهو ما يحقق لها زخما شعبيا وتعاطفا جماهيريا عند البعض، وثانيهما مصلحي يستهدف انتزاع بعض المكاسب في صراعها على النفوذ في دول المنطقة".

وتابع مشيراً إلى "أن التواجد الإيراني العسكري تم ومنذ العام 2013 تحت سمع وبصر بل ورضا كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، والذي كان بمثابة "قبلة الحياة" بالنسبة للنظام السوري، ومن ثم فإن بقائه أيضا يحظى برضا الطرفين الأميركي والصهيوني؛ اللذان يدركان جيدا أن التواجد الإيراني بات أحد أهم ضمانات بقاء النظام السوري في الحكم؛ مع ما وصل إليه من ضعف لا يمكنه من استعادة سوريا لما كانت عليه سياسيا واقتصاديا".

فيما أشار فهمي إلى أن "إسرائيل" ومن خلال الضربات المكثفة التي قامت بها ضد أهداف إيرانية في سوريا خلال الفترة الماضية، رسمت قواعد اشتباك مباشرة، ما يعني أنه وفي حال تجاوزتها إيران فإنه سيحين وقت التصعيد بمستويات أعلى. 


حدود قواعد الاشتباك 


وتابع خلال حديثه لـ "روزنة" بأن "قواعد الاشتباك الاسرائيلية تحظى قبول روسي و أميركي، وهناك آلية إنذار استراتيجي بين موسكو وتل أبيب رسمت خلال زيارات نتنياهو المتتالية إلى روسيا خلال الفترة الماضية، وأيضاً فالولايات المتحدة لم تعترض بطبيعة الحال على ذلك وهناك تنسيق يتم في السماء السورية خلال السنوات الماضية بصورة أو بأخرى". 

قد يهمك: بعد "قيصر"... فيتو روسي و اتفاقية إيرانية  

وأردف بالقول "الخطورة الآن أن كل القواعد الإيرانية باتت مستهدفة في عموم الأراضي السورية وهناك دفع في هذا الإطار… يوجد داخل اسرائيل رأيين حول ذلك، الرأي الأول هو لهيئة الأركان الإسرائيلية و الذي يجزم بضرورة التعامل مع أي خطر وعلى أي بقعة، حيث هناك مواجهة تتم الآن داخل إيران وهناك أيادي مباشرة من أجهزة المعلومات الإسرائيلية، وكذلك دور أميركي داخل إيران فيما يتعلق بالمفاعلات النووية والحرائق المتتالية هناك، وأما الرأي الثاني يقول بوجوب حصر الملفات التي تواجهها إسرائيل، بمعنى أن الملف النووي الايراني شيء، و التحركات الإيرانية في سوريا شيء آخر، فإذاً لا يوجد اتفاق داخل إسرائيل على كيفية التعامل مع الخطر الإيراني، لكنه بطبيعة الحال لن يتم السماح للإيرانيين بالبقاء و التمدد في سوريا". 

بينما أوضح الهتيمي بأن "القدرات العسكرية الإيرانية على مستوى النوعية واتساع رقعة التوزيع يمكن أن تسبب خسائر كبيرة بالنسبة للاحتلال الصهيوني حتى لو كانت المعركة في النهاية لصالح دولة الاحتلال؛ وهو بالنسبة للأخيرة أمر لا يمكن أن تتحمله لاعتبارات كثيرة". 

وختم مشيراً إلى "أن إيران ليس لديها الرغبة الحقيقية في الإقدام على مثل هذا التصعيد، فهي تؤثر أن تلتزم بقواعد الاشتباك بينهما والتي أصبح متعارفاً عليها لدى كل المتابعين والتي لا تخرج عن حدود تلقي الضربات المحدودة، بينما لا تتجاوز إيران في الرد عليها سقفا محددا… اعتقادي أن كلا الدولتين تنطلقان في علاقتهما البينية من مبدأ "العدو الذي لا يمكن الاستغناء عنه" فكل منهما كيان له مشروع خاص يحاول أن يتمدد على حساب دول المنطقة، ومن ثم فإن بقاء كل منهما يحول دون توحد جهود دول المنطقة في مواجهة مشاريعهما".

وكان تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية،  أشار إلى إن عزم إيران نشر منظومات دفاع جوي في سوريا والعراق لمواجهة أي ضربات إسرائيلية محتملة أمر صعب للغاية، إن لم يكن "مهمة مستحيلة" بالنسبة لطهران.

وأضاف التقرير إن تقويض قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على مهاجمة وكلاء طهران في العراق وسوريا، هو بلا شك عامل تحفيز قوي لإيران في تحسين وتطوير الدفاعات الجوية في هاتين الدولتين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق