وصف سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، الوساطة التي تقدمت بها روسيا للحوار بين دمشق و الأكراد بـ "العرض المهم"، رغم تشديده على أن ما يتجاوز هذا العرض أهمية فيما لو يكون الحوار منطلقاً من كون "مسد" منظومة إطار تحالفي لقوى وأحزاب وشخصيات عربية وسريانية وتركمانية وكردية؛ على أساسها تنطلق من مشروع "الإدارة الذاتية" كحل لكامل الوطن السوري.
واعتبر ديبو خلال حديث خاص لـ "روزنة"، اليوم الثلاثاء، أن إصرار "السلطة في دمشق على العودة وفق النظام شديد المركزية بصيغة 2011 وما قبلها"، كان السبب الأساس لتعثر الحوارات، مؤكداً أن مجلس سوريا الديمقراطية لا يتحمل مسؤولية هذا التعثر.
وأضاف "الأكثر أهمية والأكثر تلبية أن ينطلق الحوار من مشروع الإدارة الذاتية الذي يحقق الحل الديمقراطي الجذري الشامل التي تحتاجه سوريا بكل سورييها، مشروع يدعو إلى تأميم السلطة أو تحقيق أعلى مستوى مشاركة السلطة لمختلف السوريين بمختلف تكويناتهم، مشروع تحل من خلاله القضية الديمقراطية في سوريا وليس فقط القضية الكردية كقضية وطنية سوريّة بامتياز".
ماذا قدّمت روسيا؟
وحول حقيقة العرض الروسي بطلب اندماج "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية - الذراع العسكري لـ "مسد") في القوات النظامية التي تدعمها روسيا؛ مقابل منح سلطة مطلقة لـ "الإدارة الذاتية" في مناطقها بشمال شرقي سوريا، لفت ديبو بأنه فيما لو كان الرؤية الروسية تتمحور حول ذلك، فإنها رؤية متوافقة مع"قسد" التي ترى أن تكون جزءاً "من مؤسسة الجيش الوطني السوري؛ لها خصوصية تصاغ عبر آليات وصيغ يتم التوافق عليها".
وتابع مفنداً الشروط الواجب ضمانها من أجل تحقيق الاندماج؛ بالتأكيد على أهمية "الاعتراف الدستوري بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كجزء من النظام الإداري العام في سوريا، (وأن تكون) لهذه الإدارة صلاحيات تحقق سلطة الشعب في مناطقها وتحقق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي، وحق التوزيع العادل للثروات، وتختلف عن صلاحيات المركز المعهودة".
قد يهمك: توافق كردي مع وقف التنفيذ… ما دور روسيا وتركيا؟
وحول مسألة إدارة المعابر في مناطق الشرق السوري، أوضح ديبو لـ "روزنة" بأن المعابر في مناطق الإدارة الذاتية التي تتشارك وتركيا كانت مغلقة؛ تم افتتاح بعضها حينما سيطرت تركيا على مناطق هناك بعد هجمتها العسكرية المسماة "نبع السلام" في رأس العين وتل أبيض وقبلها في عفرين.
وأكمل متابعاً "أما المعابر المطلة على العراق فما الداعي لإغلاقها أو سيطرة دولة أخرى عليها في ظل الأوضاع المستتبة بين العراق وسوريا... نرى بأنه من المهم عدم تسييس المعابر وعدم تسييس المساعدات الإنسانية، و من الممكن جداً هنا وضع آليات مشتركة متوافقة عليها تخفف حجم الضغوطات الاقتصادية والمعيشية على الشعب في شمال وشرقي سوريا".
وزارة الخارجية الروسية كانت أعلنت الأسبوع الفائت، أنها تواصل دعم الحوار بين "الإدارة الذاتية" الكردية ودمشق حول الترتيب المستقبلي لسوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي أنه "من منطلق أن الأكراد السوريين هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وبناءً على هذا الموقف المبدئي، تدعم موسكو الحوار الجاري بين الأكراد ودمشق حول الترتيب المستقبلي لوطنهم المشترك… يجب على السوريين أنفسهم أن يحددوا ما ستكون عليه بلادهم حتى يشعر جميع سكانها، بغض النظر عن طائفتهم وإثنيتهم ، بالهدوء والأمان".
وقد جاءت تلك التصريحات عقب لقاء القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، بالقائد العام للقوات الروسية في سوريا، في محافظة الحسكة.
ما دور واشنطن؟
وفيما يتعلق بتحديثات الموقف الأميركي حيال الحوار مع دمشق ودور الوساطة الروسية فيه، بيّن ديبو أنهم في "مسد" يميزون بين "تحالفات الضرورة و العلاقات المتوازنة". وأردف "لدينا تمثيل في مصر؛ إذْ لا يمكن لأحد النجاح من دون مصر صاحبة المكانة والدور المؤثر في المعادلة السياسية الدولية، ولا يمكن إغفال الدور الروسي العائد بقوة إلى عموم المنطقة، (و) قالها قالها الرئيس المصري الراحل السادات منذ العام 1971 بأن قواعد اللعبة بيد أمريكا بنسبة 90 بالمئة. هذا الفهم يمكن سحبه اللحظة على الوضع السوري وعموم إقليم المشرق الأوسط أيضاً".
قد يهمك: سوريا الديمقراطية تُعلّق على زيارة مملوك
وختم بالإشارة إلى أنهم في "مسد" يأملون وعلى اعتبار "(أننا) نملك مشروع حل للأزمة السورية أو لعودة سوريا من الباب الوسيع: سوريا موحدة لا مركزية ديمقراطية؛ بأن يكون لنا إضافة إلى الاستراتيجية المشتركة بين "قسد" والتحالف الدولي العربي بقيادة أمريكا ضد الإرهاب؛ علاقة متوازنة مع الجميع بخاصة مع موسكو ودول الجامعة العربية المؤمنة بالحل السياسي وفق القرارات الأممية المتعلقة بالشأن السوري... نعتز بكل علاقة متوازنة سواء كانت محلية سورية أو إقليمية أو دولية؛ لكن بألا تكون على حساب مشروعنا السوري وحل قضايا الديمقراطية السورية في مقدمتها القضية الكردية، و عليه فإننا مستعدون –مرة أخرى- لأي حوار سيادي جاد وبنّاء بين السلطة في دمشق ومسد بوساطة روسية وأيضاً من الجامعة العربية".
الكلمات المفتاحية