أصيب عشرات الأشخاص في مخيم الريان ببلدة حربنوش شمالي إدلب، بحالات تسمم غذائي بعد تناول وجبات طعام ربما تكون فاسدة.
وقال أحد الأطباء العاملين في مستشفى "الرحمن" الواقع في البلدة لـ"روزنة" إنه وصل اليوم الإثنين، 54 شخصاً بين نساء وأطفال وشيوخ من مخيم الريان، يعانون من تسمم غذائي بعد تناولهم مساء البارحة وجبات أرز مع قطع من الدجاج.
وأردف "لا نستطيع أن نجزم أن الطعام فاسد، لكن الوجبة مع درجات الحرارة العالية، وظروف المخيم تسبب بتسمم العشرات".
وأضاف الطبيب أن الأعراض بدأت تظهر على البعض مساء، والباقي ليلاً وصباحاً، وهي إقياء وإسهال وغثيان، ودوار، حيث تم إسعاف الجميع رغم أن المستشفى مخصص للأطفال والتوليد، لافتاً إلى أنه يتم التواصل مع مستشفيات أخرى لمتابعة قسم من الحالات.
سبب فساد الطعام
ويعرف فساد الأغذية من خلال تغير في المظهر أو النكهة أو الرائحة، بسبب نمو الجراثيم الذي يؤدي إلى تدهورها وفسادها وتحللها، كما تعرف الحالة بأنها "التعفن" الذي يصيب المواد الغذائية فتصبح غير صالحة للأكل.
اقرأ أيضاً: مضاعفات خطيرة تسببها ضربة الشمس… كيفية تجنبها وعلاجها
ويفسد الغذاء نتيجة لنمو الكائنات الدقيقة والتي تأتي عن طريق تلوث سطح الغذاء في معظم الأحيان، وبخاصة في حالة الغذاء المطهو، كما يفسد أيضاً الطعام بفعل الأنزيمات داخل الخلايا، وهي جزء من عمليات الحياة الطبيعية والتى يتحقق من خلالها العمليات الحيوية مثل التنفس، فعندما تنمو الكائنات الدقيقة التي تضم البكتيريا والفطريات والخمائر، فإنها تطلق أنزيماتها في السائل المحيط بها، ما يؤدي إلى فساد الغذاء.
وسائل لحفظ الطعام
ويسبب تناول الأغذية الفاسدة التسمم الغذائي، وللوقاية من "التسمم الغذائي" هناك عدد من الطرق التي تحفظ الطعام والغذاء من التلف والعفن، مثل التبريد الذي يزيد من العمر الافتراضي لبعض الأطعمة والمشروبات. حيث يحفظ الطعام طازجاً على درجة حرارة 4 مئوية، ما يوقف نمو ونشاط معظم الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب فساد الأغذية.
كذلك يحافظ التجميد على الطعام لفترة أطول، حيث يبطئ من نمو الكائنات الحية الدقيقة، وبما أن معظم الأغذية تحتوي على نسبة مرتفعة من الماء فإنها تتجمد على درجات حرارة تتراوح ما بين صفر و-18 درجة مئوية، وتعتبر الخضروات من أهم الأغذية التي يتم حفظها بالتجميد.
ويعتبر تعليب الطعام من الوسائل التي تحفظ غذائنا لفترة طويلة سواء أكان التعليب منزلياً أم تجارياً لحفظه من التلف والعفن، حيث يتم وضع الأغذية في أوعية محكمة القفل سواء أكانت من زجاج أو صفيح، ولا بد أولاً من تجفيفها فالرطوبة تفسد الطعام.
يستخدم أيضاً التجفيف لحفظ الأغذية، وتهدف العملية إلى إزالة الماء من الطعام، مما يمنع نمو البكتيريا، وعادة ما يتم التخلص من مياه المواد الغذائية عن طريق التجفيف بالهواء أو بالشمس.
إذ تحتاج البكتيريا والخمائر والفطريات إلى الماء الموجودة في الطعام لتنمو، وحينما تجفف بشكل جيد يمنع ذلك نموها، ومن أمثلة تجفيف الفاكهة، البرقوق والزبيب والتين والتمور.
قد يهمك: لتقوية العظام وتنظيم الأمعاء...إليك مزيداً من فوائد البرقوق أو...
ويعتبر التدخين من إحدى طرق حفظ الطعام، حيث تتم معالجة بعض أنواع اللحوم والأسماك عن طريق التدخين، إذ يحتوي الدخان الناتج عن حرق الأخشاب على بعض المواد الكيميائية التي تقلل من سرعة نمو الكائنات الحية الدقيقة.
التمليح أو التخليل، إذ يحفظ الملح الأطعمة عن طريق تقليل نسبة الماء فيها، ويوجد طريقتان لتمليح الطعام وهما: المعالجة الجافة عن طريق رش الأطعمة بكمية كافية من الملح، ثم ندعها إلى أن نتخلص نهائياً من نسبة الماء الموجودة في الأطعمة مثل اللحوم، ثانياً المعالجة الرطبة عن طريق خلط الملح بالماء، وحفظ الأطعمة في هذا المحلول الملحي. وعادة ما تستعمل في عملية التعليب.
التحلية أو التسكير، وهي عملية وضع الأطعمة في محلول ذو نسبة عالية من السكر لمنع تكاثر البكتيريا عن طريق اختزال كمية الماء وتقليلها في الأطعمة، وتستخدم لحفظ الفواكه عن طريق عمل المربيات.
الحليب يمكن حفظه بدون براد من خلال غليه وإضافة ملعقة صغيرة من العسل إليه، وتكرر عملية الغلي مرتين في اليوم صباحاً ومساء، وتستمر هذه العملية لمدة 3 أيام.
أما الخضروات الجزرية مثل الجزر البصل والفجل والشمندر، يمكن حفظها لوقت أطول من خلال تقطيع جذورها حيث أن ذلك يطيل عمرها، فالجذور تسحب الرطوبة من الخضروات ما يؤدي إلى جفافها بسرعة وفقدها لطعمها، ويجب الحرص على عدم غسلها إلا عند تناولها كي لا تسبب الرطوبة في إتلافها.
التوابل يمكن حفظها جافة لفترة طويلة، من خلال وضع حبات من الأرز بينها حتى تمتص الرطوبة، ويجب تغطية المرطبانات بإحكام لمنع تسرب الرطوبة إليها.
وتتكرر حالات التسمم الغذائي بشكل خاص في فصل الصيف، ولا سيما في مخيمات السوريين، بسبب رداءة الظروف المعيشية، حيث يعيش الأهالي في خيم لا تقي حر الصيف، فضلاً عن انعدام الخدمات المعيشية الأساسية مثل الكهرباء التي تعتبر ضرورة لحفظ الطعام بشكل أساسي.