نورس يكن|
ساد صمت في أروقة الصراع بين بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف خلال الأيام الماضية بعد شهر انشغلت فيه الأوساط السورية بمقاطع الفيديو، التي كان يوجهها مخلوف إلى الأسد.
هذا الصمت تحدث عنه رجل الأعمال السوري المعارض فراس طلاس، في لقاء لمحطة "فرانس 24"، إذ فسَّر بتكليف روسي لحل الأزمة وذلك عبر العمل على توزيع الثروة يذهب جزء منها إلى موسكو والآخر إلى عائلة الأسد وجزء لآل مخلوف شرط مغادرتهم البلاد.
كسر الصمت
مع الاعتقاد أن الأسد وزوجته أسماء الأخرس، قد انتصرا على رامي مخلوف، وأن محاولة "سيدة الياسمين" قلب النفوذ الاقتصادي في "قصر تشرين" قد نجحت، بدا أن الأمور لم تنته بعد، ورامي مخلوف ليس عبارة عن "سيريتل" فقط.
مساء أمس الأحد، كسرت وزارة الاقتصاد في حكومة النظام السوري، الصمت في صراع الأسد مخلوف بعد ركود لأيام، إذ أصدرت الوزارة قراراً يقضي بفسخ عقود تشغيل الأسواق الحرة، التي كان يملك رامي مخلوف حق استثمارها.
وقالت الوزارة في قرارها، الذي حمل رقم 526 إن الفسخ يشمل جميع العقود وملاحقها ما يجرد مخلوف من سيطرة استمرت لسنوات على المنافذ البرية والبحرية والجوية.
واللافت أن الوزارة اتهمت المستثمر، وهو مخلوف بالتورط في أعمال التهريب، ونقل البضائع والأموال وعليه قررت فسخ التعاقد.
ويشمل القرار جميع المعابر البرية وهي جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، ونصيب الحدودي مع الأردن، وباب الهوى الحدودي مع تركيا، كذلك ميناء اللاذقية ومطارات دمشق وحلب واللاذقية.
"راماك" تستثمر الأسواق الحرة في سوريا
قرار الوزارة لم يُشر إلى هوية مستثمر هذه الأسواق الحرة، حيث اكتفى بذكر كلمة "المستثمر" دون الايضاح إذا ما كان هذا المستثمر هو شخص أم شركة.
وكانت الأسواق الحرة في سوريا مستثمرة من قبل مجموعة "راماك" الاقتصادية التي يملكها رامي مخلوف، وكان قد أسسها على أنقاض شركة "غوتا"، التي كانت بالشراكة بينه وبين مفلح الزعبي، نجل رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي.
وحصلت "راماك" على امتياز إدارة السوق الحرة في المنافذ السورية عام 1997 بشكل رسمي إلا أنها كانت تعمل بغطاء من باسل الأسد منذ العام 1990 بحسب صحيفة لوموند الفرنسية.
في مقال للصحيفة الفرنسية، نشر يوم 26 أيار 2011 اطلعت عليه "روزنة" قالت إن عائدات الأسواق الحرة في سوريا بلغت 800 مليون دولار في السنة الواحدة بحسب أرقام العام 2007، وهذه المبالغ لا يستحق عليها أي ضرائب للخزينة الحكومية.
اقرأ أيضاً: عائلة رامي مخلوف تسيطر على قطاع الطيران المدني… ما الذي تغّير الآن؟
وأشارت الصحيفة إلى أن ملكية "راماك" انتقلت في عام 2011 إلى مجموعة "الخرافي" الكويتية والتي وصفتها الصحيفة بـ"الصديقة" لرامي مخلوف، وذلك لتجنيب الشركة الوقوع تحت العقوبات الأوروبية والأمريكية.
والسوق الحرة، هي عبارة عن متاجر للبيع بالتجزئة تتوزع في المطارات والمنافذ البرية والبحرية للدولة، وفي بعض الأحيان يكون هناك متاجر داخل المدن الكبرى، وهي أماكن معفية من الضرائب والرسوم.
وأسفر الصراع بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف عن تداعيات خطيرة على الاقتصاد السوري، إذ لامست الليرة السورية حاجز 3000 ليرة للدولار الواحد خلال المعركة السابقة، التي انتهت بنزع ملكية رامي مخلوف لشركة الاتصالات السورية سيريتل.
وحجز النظام السوري على جميع الأموال المنقولة وغير المنقولة لرامي مخلوف وعائلته المؤلفة من زوجته وأبنائه، مع بقاء مكان إقامة رامي ومصيره مجهولين حتى الساعة.
ويرتبط اسم رامي مخلوف، بملكية أصول وأسهم بمليارات الليرات السورية تحت مظلة مجموعات راماك، ودمشق الشام، وشام القابضة، إضافة لشراكته في العديد من المشاريع والاستثمارات، التي لا تتوافر أي أرقام دقيقة حول قيمتها.