سلافة لباببدي- اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين "هيئة تحرير الشام" من جهة وعناصر غرفة عمليات "فاثبتوا" في إدلب، خلفت جرحى مدنيين .
الاشتباكات التي بدأت يوم أمس إثر اعتقال "هيئة تحرير الشام "للقياديين في غرفة "فاثبتوا "، بالمقابل قامت عناصر تابعة لفصيل " فاثبتوا" بمهاجمة مناطق خاضعة لسيطرة الهيئة بالقرب من سجن إدلب المركزي و تطورت المواجهات ليكون حصيلتها، إصابة ثلاثة مدنيين بينهم امرأة في مخيم "وادي خالد" غرب مدينة إدلب.
ونصبت كل من "هيئة تحرير الشام"، وغرفة عمليات "فاثبتوا"، عدداً من الحواجز في ريف إدلب، بعد نشوب حالة من التوتر بين الطرفين على خلفية اعتقال الهيئة للقيادي المنشق عنها "أبو مالك التلي"، والقيادي في جبهة أنصار الدين "أبو صلاح الأوزبكي".
للاستماع إلى مقابلة حسن أبو هنية
وحسب مراسلنا في الشمال السوري ،اشتباكات عنيفة جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين "هيئة تحرير الشام" وعناصر غرفة عمليات "فاثبتوا" من جهة أخرى على الأطراف الغربية لمدينة إدلب ومنطقة "عرب سعيد" وقرية "مرتين" ومحيط منطقة "السجن المركزي".
تلك الاشتباكات جاءت إثر اعتقال القيادي السابق في الهيئة "أبو مالك التلي" ومن ثم اعتقال ابو صلاح الأوزبكي، تحت ذريعة " شق الصف واثارة البلبلة" الذي ينفيه أنصار التلي والأوزبكي، ويرجعون سبب الاعتقال لمنع القياديين من تشكيل أي فصيل عسكري جديد لا يعمل ضمن صفوف الهيئة .
الخبير في الشؤون الجهادية حسن أبو هنية قال لنا عبر الهاتف : "من المستبعد أن تتطور هذه المعارك بشكل كبير ، وأشار أبو هنية إنه بعد الاتفاق التركي -الروسي شهدت الهيئة مجموعة من الانشقاقات بدأت مع ابو العبد اشداء و أبو مالك التلي، فيما بعد شكل المنشقون مجموعة من فصائل متعددة اندمجت بغرفة واحدة هي "فاثبتوا".
وقال خبير الشؤون الجهادية موضحا أن هذه الصراعات ليست بجديدة وكان واضح أنه بعد انشقاق "حراس الدين" عن الهيئة وتشكيل فصيل المرتبط بشكل كبير بتنظيم القاعدة ، كل هذه الامور شكلت تمهيدا لتغيير سلوك هيئة تحرير الشام وسياستها، وبدأت تغير من نهجها ولم يستبعد خبير الحركات المتطرفة أن تتعدى الأمور من الاعتقال إلى عمليات القتل والاغتيال .
وأشار حسن أبو هنية أن المنطقة شهدت صدامات متفرقة ، بالمقابل لا يعتقد ان تتصاعد لتصل لمعارك طاحنة ، وسحب ابو هنية أن الفصيلين لا يسعيان كليهما لمواجهة شاملة .وأوضح تسعى لتقديم نفسها بأنها فصيل معتدل ،ان كان أمام الروس والأتراك والمجتمع الدولي ، وهذا كان واضحا في حوارات الجولاني مع مجموعة الازمات الاخيرة .
قد يهمك ايضاً: درعا: جسم عسكري جديد… هل يُنهي النفوذ الإيراني في الجنوب؟
ورأي أبو هنية أن المنطقة ستشهد محاولة من كل فصيل أن يسيطر ويتبع ذلك بروز الخلافات الإيديولوجية حول قضايا ذات بعد عقائدي، وأضاف خبير الشؤون الجهادية ستحاول "هيئة تحرير الشام " أن تهيمن على المشهد في الشمال السوري، وتواجه كل من انشق عنها في الاونة الاخيرة. كي لا تفقد قوتها و زخمها وستسفيد من المعطيات الدولية، ان كان من الرسائل الدولية خصوصا من تركيا وروسيا،و استثنائها من أي عملية مستقبلية، لهذا قد تذهب باتجاهات تصل لتصفية هذه الحركات، لتبرهن على اعتدالها أو بعث رسائل انها حركة تميل للمحلية والاعتدال ، وأنها ليست حركة ارهابية ،او تحمل اجندة عالمية، أو عابرة للحدود لهذا سوف تسعى "الهيئة " الى تحجيم هذه الانشقاقات ، خصوصا لمن كانوا داخل كوادرها، والتي كانت جزء منها.