مالك الحافظ - روزنة|| تعود إيران لتثير الشغب من جديد مع الولايات المتحدة في المسار السوري، حيث قامت سفينة شحن إيرانية تفرض عليها الولايات المتحدة عقوباتها، بتسليم حكومة دمشق شحنة نفطية جديدة عبر ميناء اللاذقية، وهي أحدث شحنة بحرية ترسلها إيران إلى سوريا منذ شهر نيسان الماضي.
ووفق موقع "أخبار الآن" فقد وصلت سفينة حاويات "شهر إي كورد" إلى اللاذقية، يوم الثلاثاء، بعد رحلة استغرقت 16 يومًا انطلاقاً من ميناء رجائي الإيراني، فيما غادرت سفينة الشحن الميناء السوري الأربعاء الماضي، بعد 12 ساعة من تفريغ حمولتها.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت يوم الاثنين أعلنت أنها باشرت تطبيق عقوبات جديدة على خطوط الشحن الإيرانية، بسبب مساهمة خطوط الشحن تلك في برامج الأسلحة المتطورة لطهران، وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن الخطوط الملاحية التابعة لإيران نقلت مرارا مواد تتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية والبرامج العسكرية.
ومنذ نيسان 2019، قامت ست سفن شحن إيرانية مفروض عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة، بـ 11 رحلة إلى اللاذقية.
هذا التقرير يأتي بالتزامن مع اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيز ضرباته لأهداف إيرانية في سوريا خلال جائحة فيروس "كورونا المستجد"، وقال قائد القوات الجوية في جيش الاحتلال، عميرام نوركين، أنهم عززوا تلك الضربات خلال جائحة "كورونا".
وأوضح نوركين في مؤتمر عبر تقنية الفيديو مع قادة صناعة الطيران الإسرائيلية وبثته قناة "اسرائيل الثانية عشرة": "عملت القوات الجوية في نطاقات أوسع خلال وقت (فيروس) كورونا، مقارنة بما قبل كورونا"، وأضاف أن إيران كانت الهدف لتلك الضربات التي كانت تهدف لردع القدرات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
تصعيد إيراني؟
الكاتب المتخصص في الشؤون الإيرانية، أسامة الهتيمي، اعتبر خلال تصريحات خاصة لـ "روزنة" أن الحديث حول خروج كامل للقوات الإيرانية أو حتى الموالية لإيران من سوريا لا يعبر عن قراءة دقيقة لحقيقة المواقف الإيرانية في التعاطي مع العديد من الملفات في المنطقة، وفق وصفه.
وأضاف بأن "التعاطي الإيراني مع ملفات المنطقة ينطلق في الغالب من مواقف أيدلوجية لا تتقيد بحدود المكاسب والخسائر التي تتخذ منها معظم الدول معاييرا لتحديد تحركاتها وسياساتها الخارجية، وعليه فإن الرهان على ما تتعرض له إيران في الداخل السوري، أو حتى تلك العقوبات الاقتصادية الأمريكية أن بعضها إنما استهدف الحد من النشاطات الإيرانية في دول المنطقة ربما يدفع إيران إلى التراجع عن مواصلة مشروع مد نفوذها هو رهان خاسر".
وأردف بالقول "على الرغم من أن إيران تتعرض لخسائر فادحة جراء ذلك، فإنها في الوقت ذاته على يقين كامل بأن تلك التحركات فضلا عن أنها أحد أهم مصادر قوتها والورقة الرابحة في أية عملية تفاوضية مع أطرف مناوئة؛ تعبر أيضا عن البعد الأهم في أطروحات الثورة الخمينية، ومن ثم فإن التفريط فيه يعني انهيار هذه الثورة بأكملها وإسقاط النظام القائم عليها".
ورأى الهتيمي بأنه وخلال المرحلة الحالية لن يكون من الوارد استبعاد أو إقصاء الدور الإيراني في سوريا، ذلك لأن إيران ستظل أحد أهم الفاعلين لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها حرص رئيس النظام السوري على بقاء هذا الدور، "أولا ردا لجميل إيران التي حالت دون سقوطه بتدخلها العسكري، وثانيا لحفظ المصالح الإيرانية الاقتصادية والاستثمارية، ومنها التحصل على ما أنفقته إيران ودعمت به النظام طيلة السنوات الفائتة، وثالثا أن التواجد الإيراني يحدث توازنا مع القوات الروسية في سوريا؛ ولا يمنح روسيا حق الانفراد بقرار يتعلق بمصير الأسد".
فيما أشار إلى أنه ورغم "المشاغبات التي تندلع بين الحين والآخر" بين الروس والإيرانيين في سوريا، فإن روسيا أحرص ما تكون على بقاء القوات الإيرانية أو الموالية لطهران فهي التي تتحرك على الأرض فعلا، وهو ما يقلل إلى حد كبير تعرض الجانب الروسي لخسائر ميدانية يمكن أن تؤثر فعلا على استمرار بقائه، بحسب تعبيره.
و ختم بالقول "إن الموقف الصهيوني والأمريكي الذي يبدو ظاهرا أنه يعمل على انسحاب إيران من سوريا؛ فيما أنه يدرك جيدا أن بقاء القوات الإيرانية أو الموالية لها، ضمانة لبقاء نظام الأسد حتى لو لم يكن على رأسه الأسد ذاته، وهو ما يعني من ناحية بقاء حالة التوتر بين الطرفين عند حد لا يمكن للطرف السوري أن يتجاوزه ومن ناحية أخرى استمرار حالة الاستنزاف بين الأطراف السورية ما يصب في نهاية الأمر في صالح الكيان الصهيوني".
اقرأ أيضاً: واشنطن تتحضر "لتأديب" إيران شرقي سوريا… ما دور روسيا؟
وفي تطور كان يشي بأن مرحلة روسية جديدة طرأت على الملف السوري وبالتحديد فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني هناك؛ وسط تزاحم للتطورات والأحداث التي تُعدّها موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية مطلع الشهر الجاري، تقارير أشارت إلى بروز مؤشرات توتر جديد مع دمشق بسبب تغاضي الأخيرة عن عودة قوات تابعة لإيران إلى مناطق حيوية كان قد تم الاتفاق سابقا بين موسكو ودمشق على تقييد وصول هذه القوات إليها.
ووفقاً للمعطيات؛ فإن موسكو كانت طلبت من الجانب السوري وضع قيود على الوجود الإيراني في هذه المنطقة، خصوصاً بعد تعرض مطار دمشق لضربات جوية عدة من جانب إسرائيل، حيث أوحت المؤشرات أن موسكو تكون قد انتقلت لمواجهة بمستوى أعلى مع النفوذ الإيراني بعد تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمبعوث خاص له في دمشق، الكسندر يفيموف.
و حول ذلك رأى الكاتب و المحلل السياسي، درويش خليفة، بأن المشهد الذي كانت تسيطر عليه روسيا قد انقلب بعد 5 سنوات من القتال الروسي لدعم وحماية النظام السوري.
وأردف خلال حديثه لـ "روزنة": "باتت موسكو تميل لتسوية و انهاء الصراع ولكن بالمقابل دائماً ما يتعارض طرحها مع تواجد النفوذ الإيراني، وهذا ما يعيق وصول المنح والمساعدات المالية المتعلقة بإعادة الإعمار والتي تنتظرها موسكو، ولكنها لن تأتي في حال بقيت عناصر ذلك النفوذ على الأراضي السورية".
كما نوه بأن الروس لا يرون مستقبل لاستثماراتهم وما استطاعوا تحصيله من حكومة دمشق ليسدوا فاتورة الحرب التي كلفتهم الكثير خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أنهم لن يستطيعوا تحقيق مكاسبهم في ظل التواجد الإيراني.
وكانت مصادر محلية في دير الزور، قالت يوم أمس إن قيادة النفوذ الإيراني في الشرق السوري أعادت فتح باب التطوع ضمن صفوفها لأبناء ديرالزور بعد إغلاق دام أشهر، حيث جاء التوجه الإيراني بعد قيام القوات الروسية بدير الزور خلال الفترة الماضية، باستقطاب المتطوعين وتجنيدهم ما أدى لانشقاق عدد من عناصر النفوذ الإيراني والتحاقهم بالقوات الروسية، فضلاً عن تأخير الرواتب استمر لـ 3 أشهر من قبل طهران.
عناصر النفوذ الإيراني على رادار واشنطن!
هذا ويبقى الغموض مصير التحركات والانسحابات الإيرانية التي تحدثت عنها تقارير صحفية منتصف الشهر الفائت، مؤكدة بدء طهران سحب بعض عناصر نفوذها من سوريا، لافتة إلى أن تحركاً جديّاً خارج الحدود السورية باتت إيران مقتنعة به خلال الفترة الحالية، وذلك في ظل قرب تطبيق قانون "قيصر" الأميركي والذي سيضرب نفوذ حلفاء دمشق وفي مقدمتهم إيران إذا ما لم ترضخ لتنفيذ الرؤية الأميركية؛ والقاضية بإبعاد نفوذها بشكل نهائي عن سوريا، وقطع الطريق الأهم على مخططات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
تبقى التساؤلات بدون إجابة مؤكدة حول ما إذا ستتجه إيران سريعاً للخروج من سوريا، فالضغوط الاقتصادية المباشرة على إيران من ناحية، والضغوط السياسية في مناطق نفوذها من ناحية ثانية، قد أثقلت كاهلها، فضلاً عن الأزمات الجديدة المتلاحقة سواء الاقتصادية المتعلقة بـ "كورونا"، او ازدياد الضربات الإسرائيلية المتوسع مداها في مناطق مختلفة من سوريا، و اقتراب تطبيق قانون "قيصر" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيضيق الخناق كثيراً على إيران بحكم أنها حليفة الأسد والمؤثر السلبي الرئيسي على الاستقرار في سوريا.
قد يهمك: نشاطات إيرانية قرب الجولان… ماذا عن "حزب الله" الجديد؟
إلى جانب كل ما سبق يبدو أن تعاوناً روسياً أميركياً وإن لم يكن ظاهرياً؛ بات قيد التنفيذ لاستهداف النفوذ الإيراني في سوريا، فموسكو التي لم تعد تحتمل تكاليف خسارة أكثر في سوريا بسبب الاستعصاء الحاصل بفعل تشبث إيران بنفوذها، باتت تغض الطرف عن القصف الإسرائيلي بشكل مستمر، في الوقت الذي بدأت فيه أيضاً بـ "قصقصة أجنحة" إيران العسكرية والاقتصادية داخل سوريا، رغبة منها بإحداث مرحلة جديدة في سوريا، يمكن من خلالها استكمال تنفيذ اجنداتها في سوريا، وضمان استمرار وجود بشار الأسد.
في المقابل فإن واشنطن التي عادت مؤخراً بشكل أثقل في الملف السوري، تريد تنفيذ أهم بنود استراتيجيتها والمتمثل بالقضاء على النفوذ الإيراني بسوريا، و يبدو أن ذلك بات قريباً بعد تفاهمات ثلاثية تشاركت فيها مع الروس إلى جانب إسرائيل.
وفي هذا السياق قال المبعوث الأميركي لإيران، براين هوك، يوم أمس الخميس، إن هدف واشنطن في سوريا، هو إخراج النفوذ الإيراني منها، مؤكدا أن "(عناصر) طهران أعادت تموضعها بالأراضي السورية وانتقلت إلى الشمال"، وأضاف هوك أن اهتمام روسيا والنظام السوري تراجع تجاه تعزيز إيران لسياستها الخارجية في سوريا وعلاقتها مع "حزب الله" اللبناني التابع للنفوذ الإيراني.
وأكد المبعوث الأميركي أن واشنطن والدول المانحة لن تدفع "فلسا واحدا" في إعادة الإعمار حتى تخرج عناصر النفوذ الإيراني من سوريا بشكل كامل.
ووفق موقع "أخبار الآن" فقد وصلت سفينة حاويات "شهر إي كورد" إلى اللاذقية، يوم الثلاثاء، بعد رحلة استغرقت 16 يومًا انطلاقاً من ميناء رجائي الإيراني، فيما غادرت سفينة الشحن الميناء السوري الأربعاء الماضي، بعد 12 ساعة من تفريغ حمولتها.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت يوم الاثنين أعلنت أنها باشرت تطبيق عقوبات جديدة على خطوط الشحن الإيرانية، بسبب مساهمة خطوط الشحن تلك في برامج الأسلحة المتطورة لطهران، وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن الخطوط الملاحية التابعة لإيران نقلت مرارا مواد تتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية والبرامج العسكرية.
ومنذ نيسان 2019، قامت ست سفن شحن إيرانية مفروض عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة، بـ 11 رحلة إلى اللاذقية.
هذا التقرير يأتي بالتزامن مع اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيز ضرباته لأهداف إيرانية في سوريا خلال جائحة فيروس "كورونا المستجد"، وقال قائد القوات الجوية في جيش الاحتلال، عميرام نوركين، أنهم عززوا تلك الضربات خلال جائحة "كورونا".
وأوضح نوركين في مؤتمر عبر تقنية الفيديو مع قادة صناعة الطيران الإسرائيلية وبثته قناة "اسرائيل الثانية عشرة": "عملت القوات الجوية في نطاقات أوسع خلال وقت (فيروس) كورونا، مقارنة بما قبل كورونا"، وأضاف أن إيران كانت الهدف لتلك الضربات التي كانت تهدف لردع القدرات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
تصعيد إيراني؟
الكاتب المتخصص في الشؤون الإيرانية، أسامة الهتيمي، اعتبر خلال تصريحات خاصة لـ "روزنة" أن الحديث حول خروج كامل للقوات الإيرانية أو حتى الموالية لإيران من سوريا لا يعبر عن قراءة دقيقة لحقيقة المواقف الإيرانية في التعاطي مع العديد من الملفات في المنطقة، وفق وصفه.
وأضاف بأن "التعاطي الإيراني مع ملفات المنطقة ينطلق في الغالب من مواقف أيدلوجية لا تتقيد بحدود المكاسب والخسائر التي تتخذ منها معظم الدول معاييرا لتحديد تحركاتها وسياساتها الخارجية، وعليه فإن الرهان على ما تتعرض له إيران في الداخل السوري، أو حتى تلك العقوبات الاقتصادية الأمريكية أن بعضها إنما استهدف الحد من النشاطات الإيرانية في دول المنطقة ربما يدفع إيران إلى التراجع عن مواصلة مشروع مد نفوذها هو رهان خاسر".
وأردف بالقول "على الرغم من أن إيران تتعرض لخسائر فادحة جراء ذلك، فإنها في الوقت ذاته على يقين كامل بأن تلك التحركات فضلا عن أنها أحد أهم مصادر قوتها والورقة الرابحة في أية عملية تفاوضية مع أطرف مناوئة؛ تعبر أيضا عن البعد الأهم في أطروحات الثورة الخمينية، ومن ثم فإن التفريط فيه يعني انهيار هذه الثورة بأكملها وإسقاط النظام القائم عليها".
ورأى الهتيمي بأنه وخلال المرحلة الحالية لن يكون من الوارد استبعاد أو إقصاء الدور الإيراني في سوريا، ذلك لأن إيران ستظل أحد أهم الفاعلين لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها حرص رئيس النظام السوري على بقاء هذا الدور، "أولا ردا لجميل إيران التي حالت دون سقوطه بتدخلها العسكري، وثانيا لحفظ المصالح الإيرانية الاقتصادية والاستثمارية، ومنها التحصل على ما أنفقته إيران ودعمت به النظام طيلة السنوات الفائتة، وثالثا أن التواجد الإيراني يحدث توازنا مع القوات الروسية في سوريا؛ ولا يمنح روسيا حق الانفراد بقرار يتعلق بمصير الأسد".
فيما أشار إلى أنه ورغم "المشاغبات التي تندلع بين الحين والآخر" بين الروس والإيرانيين في سوريا، فإن روسيا أحرص ما تكون على بقاء القوات الإيرانية أو الموالية لطهران فهي التي تتحرك على الأرض فعلا، وهو ما يقلل إلى حد كبير تعرض الجانب الروسي لخسائر ميدانية يمكن أن تؤثر فعلا على استمرار بقائه، بحسب تعبيره.
و ختم بالقول "إن الموقف الصهيوني والأمريكي الذي يبدو ظاهرا أنه يعمل على انسحاب إيران من سوريا؛ فيما أنه يدرك جيدا أن بقاء القوات الإيرانية أو الموالية لها، ضمانة لبقاء نظام الأسد حتى لو لم يكن على رأسه الأسد ذاته، وهو ما يعني من ناحية بقاء حالة التوتر بين الطرفين عند حد لا يمكن للطرف السوري أن يتجاوزه ومن ناحية أخرى استمرار حالة الاستنزاف بين الأطراف السورية ما يصب في نهاية الأمر في صالح الكيان الصهيوني".
اقرأ أيضاً: واشنطن تتحضر "لتأديب" إيران شرقي سوريا… ما دور روسيا؟
وفي تطور كان يشي بأن مرحلة روسية جديدة طرأت على الملف السوري وبالتحديد فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني هناك؛ وسط تزاحم للتطورات والأحداث التي تُعدّها موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية مطلع الشهر الجاري، تقارير أشارت إلى بروز مؤشرات توتر جديد مع دمشق بسبب تغاضي الأخيرة عن عودة قوات تابعة لإيران إلى مناطق حيوية كان قد تم الاتفاق سابقا بين موسكو ودمشق على تقييد وصول هذه القوات إليها.
ووفقاً للمعطيات؛ فإن موسكو كانت طلبت من الجانب السوري وضع قيود على الوجود الإيراني في هذه المنطقة، خصوصاً بعد تعرض مطار دمشق لضربات جوية عدة من جانب إسرائيل، حيث أوحت المؤشرات أن موسكو تكون قد انتقلت لمواجهة بمستوى أعلى مع النفوذ الإيراني بعد تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمبعوث خاص له في دمشق، الكسندر يفيموف.
و حول ذلك رأى الكاتب و المحلل السياسي، درويش خليفة، بأن المشهد الذي كانت تسيطر عليه روسيا قد انقلب بعد 5 سنوات من القتال الروسي لدعم وحماية النظام السوري.
وأردف خلال حديثه لـ "روزنة": "باتت موسكو تميل لتسوية و انهاء الصراع ولكن بالمقابل دائماً ما يتعارض طرحها مع تواجد النفوذ الإيراني، وهذا ما يعيق وصول المنح والمساعدات المالية المتعلقة بإعادة الإعمار والتي تنتظرها موسكو، ولكنها لن تأتي في حال بقيت عناصر ذلك النفوذ على الأراضي السورية".
كما نوه بأن الروس لا يرون مستقبل لاستثماراتهم وما استطاعوا تحصيله من حكومة دمشق ليسدوا فاتورة الحرب التي كلفتهم الكثير خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أنهم لن يستطيعوا تحقيق مكاسبهم في ظل التواجد الإيراني.
وكانت مصادر محلية في دير الزور، قالت يوم أمس إن قيادة النفوذ الإيراني في الشرق السوري أعادت فتح باب التطوع ضمن صفوفها لأبناء ديرالزور بعد إغلاق دام أشهر، حيث جاء التوجه الإيراني بعد قيام القوات الروسية بدير الزور خلال الفترة الماضية، باستقطاب المتطوعين وتجنيدهم ما أدى لانشقاق عدد من عناصر النفوذ الإيراني والتحاقهم بالقوات الروسية، فضلاً عن تأخير الرواتب استمر لـ 3 أشهر من قبل طهران.
عناصر النفوذ الإيراني على رادار واشنطن!
هذا ويبقى الغموض مصير التحركات والانسحابات الإيرانية التي تحدثت عنها تقارير صحفية منتصف الشهر الفائت، مؤكدة بدء طهران سحب بعض عناصر نفوذها من سوريا، لافتة إلى أن تحركاً جديّاً خارج الحدود السورية باتت إيران مقتنعة به خلال الفترة الحالية، وذلك في ظل قرب تطبيق قانون "قيصر" الأميركي والذي سيضرب نفوذ حلفاء دمشق وفي مقدمتهم إيران إذا ما لم ترضخ لتنفيذ الرؤية الأميركية؛ والقاضية بإبعاد نفوذها بشكل نهائي عن سوريا، وقطع الطريق الأهم على مخططات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
تبقى التساؤلات بدون إجابة مؤكدة حول ما إذا ستتجه إيران سريعاً للخروج من سوريا، فالضغوط الاقتصادية المباشرة على إيران من ناحية، والضغوط السياسية في مناطق نفوذها من ناحية ثانية، قد أثقلت كاهلها، فضلاً عن الأزمات الجديدة المتلاحقة سواء الاقتصادية المتعلقة بـ "كورونا"، او ازدياد الضربات الإسرائيلية المتوسع مداها في مناطق مختلفة من سوريا، و اقتراب تطبيق قانون "قيصر" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيضيق الخناق كثيراً على إيران بحكم أنها حليفة الأسد والمؤثر السلبي الرئيسي على الاستقرار في سوريا.
قد يهمك: نشاطات إيرانية قرب الجولان… ماذا عن "حزب الله" الجديد؟
إلى جانب كل ما سبق يبدو أن تعاوناً روسياً أميركياً وإن لم يكن ظاهرياً؛ بات قيد التنفيذ لاستهداف النفوذ الإيراني في سوريا، فموسكو التي لم تعد تحتمل تكاليف خسارة أكثر في سوريا بسبب الاستعصاء الحاصل بفعل تشبث إيران بنفوذها، باتت تغض الطرف عن القصف الإسرائيلي بشكل مستمر، في الوقت الذي بدأت فيه أيضاً بـ "قصقصة أجنحة" إيران العسكرية والاقتصادية داخل سوريا، رغبة منها بإحداث مرحلة جديدة في سوريا، يمكن من خلالها استكمال تنفيذ اجنداتها في سوريا، وضمان استمرار وجود بشار الأسد.
في المقابل فإن واشنطن التي عادت مؤخراً بشكل أثقل في الملف السوري، تريد تنفيذ أهم بنود استراتيجيتها والمتمثل بالقضاء على النفوذ الإيراني بسوريا، و يبدو أن ذلك بات قريباً بعد تفاهمات ثلاثية تشاركت فيها مع الروس إلى جانب إسرائيل.
وفي هذا السياق قال المبعوث الأميركي لإيران، براين هوك، يوم أمس الخميس، إن هدف واشنطن في سوريا، هو إخراج النفوذ الإيراني منها، مؤكدا أن "(عناصر) طهران أعادت تموضعها بالأراضي السورية وانتقلت إلى الشمال"، وأضاف هوك أن اهتمام روسيا والنظام السوري تراجع تجاه تعزيز إيران لسياستها الخارجية في سوريا وعلاقتها مع "حزب الله" اللبناني التابع للنفوذ الإيراني.
وأكد المبعوث الأميركي أن واشنطن والدول المانحة لن تدفع "فلسا واحدا" في إعادة الإعمار حتى تخرج عناصر النفوذ الإيراني من سوريا بشكل كامل.
الكلمات المفتاحية