مبادرات اجتماعية سورية لمواجهة أزمة فقدان الدواء

مبادرات اجتماعية سورية لمواجهة أزمة فقدان الدواء
أخبار | 09 يونيو 2020

إيمان حمراوي || بعد أكثر من أسبوعين على فقدان أصناف دوائية أساسية من رفوف الصيدليات في مناطق النظام السوري، لجأ المواطنون إلى اعتماد نظام "تكاتف اجتماعي" من خلال التبرّع بين بعضهم بأنواع الدواء الفائض عن الحاجة وغير المستخدم، ما قد يعيد للأذهان حملات ومبادرات تطوعية سابقة مثل "دواكم"، و"بنك الدواء الخيري" في مدينة حلب.

 
ويعاني كثير من السوريين من فقدان الأدوية، لا سيما المصابون بأمراض مزمنة، بسبب امتناع الصيدليات عن بيعها إن وجدت، في ظل امتناع شركات الأدوية عن التوزيع، في الوقت الذي أكد فيه نقيب صيادلة دمشق أن هنالك فقدان في أصناف دوائية أساسية، على عكس وزير الصحة نزار يازجي الذي نفى فقدان أي صنف من أصناف الدواء.
 
إثر ذلك لجأ السوريون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة "فيسبوك" إما للسؤال عن نوع الدواء الذي يحتاجون إليه، أو للتبرع بما عندهم من أنواع دواء ليسوا بحاجتها، عبر صفحاتهم الشخصية أو عبر مجموعات أو صفحات عامة، الأمر الذي لاقى تفاعلاً واسعاً بين مختلف المناطق السورية.
 
و تم إنشاء مجموعة على "فيسبوك" تحت اسم "حبة دوا" ضمت آلاف المتابعين والمشتركين من مختلف المحافظات، كنوع من التكاتف الاجتماعي بعيداً عن تصريحات الحكومة واحتكار الشركات التي امتنعت عن التوزيع بهدف رفع الأسعار.
 
ونشرت غاليا، ناشطة على "فيسبوك" صورة لمجموعة أدوية، علقت عليها بأنها لمن يحتاجها مجاناً ، لكن حصراً بوصفة طبية، كذلك نشرت بسمة صورة لأدوية قالت إنها نماذج طبية تبرع فيها أحد الصيادلة، ومن يحتاج منها يمكنه التواصل معها في دمشق.
 

 
 
 
تلك المبادرات تعيد للأذهان حملة تطوعية شهدتها مدينة حلب وريفها تحت اسم "دواكم" منتصف عام 2019  للتبرع بالأدوية الفائضة عن الاستخدام، وأطلقتها "الغرفة الفتية الدولية" لمساعدة محتاجي الدواء، وذلك عبر نشر نقاط للحملة في كافة مناطق المدينة.
 
اقرأ أيضاً: نقص الأدوية يهدّد حياة السوريين… من المسؤول عن فقدانها؟
 
الحملة استفاد منها أكثر من 3 آلاف مريض، حيث عمل المتبرعون على شراء أدوية جديدة على نفقتهم كأدوية علاج أمراض القلب والكلى والسكري وغيرها، وحظيت الحملة برعاية محافظ حلب، حسين دياب، وشركة "بركات" الدوائية، ونقابة الصيادلة و "بنك الدواء الخيري".
 
كما أنشأ صيادلة مدينة حلب عام 2012 مبادرة "بنك الدواء الخيري" بإشراف فرع نقابة الصيادلة في حلب، بهدف توفير الأدوية بشكل دوري للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وفق وصفات طبية مجاناً، إضافة إلى التغطية الدوائية للعديد من مراكز الإيواء. وتستمد المبادرة الدواء من شركات الأدوية والصيدليات والعينات المجانية وأموال التبرعات.
 
الدكتور جمال سواس يقول لـ"روزنة" عن مبادرة "بنك الدواء الخيري" إن المبادرة جيدة ويجب أن تعمم من جديد، سواء في مناطق النظام أو المناطق الخارجة عن سيطرته، ويكون مسؤول عنها إما المجالس المحلية أو جهة طبية.
 
واقترح على المنظمات العاملة في المجال الطبي أن تخصص أحداً لاستقبال تبرعات الأشخاص، لتوزيع الدواء على المحتاجين، ومن الممكن أيضاً أن تستقبل من الأشخاص أدوية لا يحتاجونها مقابل إعطائهم بديلاً هم بحاجة إليه.
 
تقول نسرين، سيدة سورية لـ"روزنة": "سألت أكثر من 10 صيدليات عن إمكانية تأمين هذا الدواء (دواء خاص بمرضى الضغط) لكنني لم أجد ضالتي فهذا الدواء مفقود منذ قرابة الأسبوع والمستودعات امتنعت عن توزيعه منذ أيام".
 
يؤكد أبو أحمد، لـ"روزنة" ما قالته نسرين، وهو متقاعد، يبلغ من العمر 68 سنة " يمتنع الصيادلة عن بيعي دواء مرض السكري. هذه رابع صيدلية أقصدها ولا أجد دوائي، لا أستطيع أن أقطع الدواء يوماً واحداً".

قد يهمك: هبوط الليرة السورية المتسارع يزيد حالات السرقة والتسول
 
 ويعلّق الصيدلاني أمجد على ما يجري بقوله لـ"روزنة": إن "ذلك خارج عن إرادته وأن موزعي المستودعات يمتنعون عن توزيع أغلب أنواع الأدوية، وما يوزعونه حالياً هو عينات من عدة مسكنات فقط، أي أن الطلب أكبر بكثير مما يتم توزيعه لنا، مؤكداً أن أصحاب الصيدليات هم في وجه المدفع".
 
نقيب الأطباء في دمشق علياء الأسد قالت لموقع "الاقتصادي" في وقت سابق إن "هنالك فقدان للعديد من الأصناف الدوائية الأساسية من السوق نتيجة توقف المعامل عن الإنتاج في محاولة للضغط على وزارة الصحة لرفع سعر الدواء".
 
وأوضحت الأسد أن "انخفاض سعر الدواء هو السبب الرئيسي لتوقّف المعامل عن الإنتاج لوجود كثير من أصناف الأدوية بأسعار غير واقعية"، مؤكدة أن "نقص الأدوية وصل إلى مستودع النقابة الرئيسي".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق