ما سر إغلاق "فيسبوك" لحسابات ناشطي الثورة السورية؟

ما سر إغلاق "فيسبوك" لحسابات ناشطي الثورة السورية؟
أخبار | 03 يونيو 2020

أطلق ناشطون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، حملة تحت عنوان "فيسبوك يحارب الثورة السورية" احتجاجاً على إغلاق الشركة العملاقة حسابات لعدد كبير من الناشطين والصحافيين الثوريين، متهمين إياها باتباع سياسة القمع وتقييد الحريات بحجة مكافحة الإرهاب.

 
وجاء في نص الحملة التي شاركها عدد كبير من السوريين، أمس الثلاثاء، على صفحاتهم الشخصية "بينما نحاول أن ننقل إليك الحقيقة حول ما يجري في سوريا من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، يغلق فيسبوك هذه الحسابات على منصته، لإسكاتنا ودفن الحقيقة حول الثورة السورية".
 
واعتبر بعض الناشطين أن "إغلاق الحسابات هو شكل آخر من أشكال القمع، ما يكشف النقاب عن الوجه الحقيقي لفيسبوك"، قائلين إن "الأسد يقوم بقصفنا وقتلنا على الأرض، وفيسبوك يساعده من خلال إغلاق الحسابات".
 
الصحافي السوري موسى العمر، تحدّث عن تجربته عبر صفحته الشخصية قائلاً: "كنت أملك صفحة يوجد فيها مليون و400 ألف متابع منذ سنوات، حذفها فيسبوك "ظلماً وعدواناً" منذ 7 أشهر، ولم أستطع استعادتها إلى الآن رغم عشرات المحاولات، وكان رد الشركة أنه لا يحق لي الاعتراض على حذفها، وأنها لن تعود لي أبداً، رغم أنها رسمية وموثقة بالعلامة الزرقاء"، وأوضح أنه لم ينتهك خصوصية الشركة ولم ينشر أبداً على تلك الصفحة صورة أشلاء أو دماء أو قتلى.
 
دريد حاج حمود، ناشط على "فيسبوك"  قال في تسجيل مصور، "إنه في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى مزيد من الحريات نرى فيسبوك يتجه إلى تقييد الحريات، من خلال إغلاق حسابات ناشطي الثورة السورية، بحجة مكافحة أو دعم الإرهاب، نحن ننقل الصورة لكن النظام السوري هو من يدعم الإرهاب ويقيد الحريات".
 
 
من جهته أعلن "حزب البعث" الحاكم على الصفحة الرسمية في "فيسبوك" الأربعاء، أن إدارة موقع "فيسبوك" أغلقت صفحات عدة لأفرعه في دمشق واللاذقية وطرطوس، إضافة إلى أكثر من 20 صفحة حزبية شعبية.
 

مهران عيون مستشار الأمن الرقمي في فريق "سلامتك" قال لـ"روزنة" إن "موضوع الرقابة على الحسابات في فيسبوك يخضع لآليتين رئيسيتين، الأولى يدوية عن طريق تعاقد فيسبوك مع شركات وأشخاص ومنظمات لمراجعة المحتوى، والثانية آلية عن طريق الذكاء الاصطناعي في مراجعة الحسابات والمنشورات والصور ومقاطع الفيديو والمحتوى كله".
 
وفيما يتعلق بحذف حسابات السوريين على "فيسبوك" أوضح عيون، أن قسماً من الأشخاص أغلقت حساباتهم دون انتهاكهم لمعايير وشروط وسياسات فيسبوك، وقسم آخر أغلقت حساباتهم بسبب نشرهم لأشياء مخالفة لسياسات فيسبوك دون علمهم، كصور دم أو قتل أو من خلال مشاركة مقالة فيها أشخاص مصنفين على قائمة الإرهاب، مثل الجولاني، أو صور سلاح، وقسم ثالث يعلم أنه مخالف لسياسات فيسبوك لكنه يعتقد بحرية الرأي".
 
وفيما يتعلق بالنوع الأول، الذين أغلقت حساباتهم دون أي انتهاك لمعايير "فيسبوك"، أشار عيون إلى أن الشركة تعاني من مشاكل مع المحتوى العربي، إذ لا توجد لديها القدرة على السيطرة على المحتوى وبخاصة العربي بسبب كثافة التوجهات والتفاصيل على الأرض في سوريا، إضافة إلى الدول العربية الأخرى مثل اليمن وليبيا.
 
وأوضح المستشار الرقمي أن هناك مجموعة أمور تساهم في إغلاق الحساب أو حذفه، مثل إضافة الأشخاص الوهميين، أو مشاركة مقالات لأشخاص من مواقع مشبوهة، ونوعية التعليقات، ونوعية المجموعات المضاف إليها، وحتى وضع "تاغ" للشخص في أماكن يعتبرها فيسبوك مخالفة لمعاييره، كلها خوارزميات لدى "فيسبوك" يعتمد عليها في إبقائه للحساب أو حذفه، على حد قوله.
 
 ونصح الناشطين بعدم نشر أي شيء قائم على التمييز الديني أو العنصري أو اللون أو العرق أو الجنس، وعدم نشر أي صور مؤذية فيها انتهاكات، مثل صور القتل والدم والجثث.
 
وطالب عيون أيضاً الأشخاص، الذين أغلقت حساباتهم بالتواصل مع فريق "سلامتك"، وشرح المشكلة بشرط ألا يكون الحساب مخالفاً لمعايير "فيسبوك" عبر الحساب التالي:

[email protected]
 
وسبق أن أطلق سوريون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت وسم عبد الباسط الساروت مرفقاً بصورته، في حزيران عام 2019 رداً على حذف "فيسبوك" حسابات ومنتديات ومجموعات وصفحات تحتوي على عشرات آلاف المشتركين السوريين، بعدما تضامنت مع الساروت عبر منشوراتها متحدثة عن  سيرته وبطولاته.
 
اقرأ أيضأ: فيسبوك يحظر منشورات عن الساروت... والسوريون يطالبون بحرية التعبير
 
وكان الاختصاصي في أمن المعلومات، دلشاد عثمان، كتب على صفحته الرسمية في "فيسبوك" إن "الفيسبوك يتعاقد مع جهات مدنية تساعده في تحديد ماهية لغة الكراهية في كل مجتمع عن طريق بيانات تتوسع بشكل مستمر".
 
 واتّهم عثمان في ذلك المنظمات التي تعمل على تصنيف لغة الكراهية، بشكل غير مدروس، وتقوم بتزويد شركة فيسبوك بآرائها السياسية على أنها مسار تصنيف الكراهية، دون تحديد أو ذكر مثال على ذلك.
 
كما يتبع "فيسبوك" سياسة حذف وحظر الحسابات مع ناشطين فلسطينيين، وفق موقع "صدى سوشيال" الفلسطيني. الذي أوضح أنه تم تسجيل أعلى نسبة انتهاكات مارسها "فيسبوك"  بحق المحتوى الفلسطيني في شهر أيار الماضي، حيث سجل 185 انتهاكاً مقابل 93 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
 
وشملت الانتهاكات، وفق الموقع، حذف وحظر عدد كبير من الحسابات يملكها صحافيون ونشطاء فلسطينيون، وأخرى استخدمت البث المباشر، من دون أن يقدم الموقع الأزرق أي مسوّغ،  ضمن حملة ممنهجة يقودها بحق المحتوى المقدم المتعلق بحركات المقاومة ومقارعة الإحتلال الإسرائيلي.
 
وأطلق ناشطون فلسطينيون قبل أيام حملة تحت اسم "فيسبوك عنصري"، دعت إلى دخول متاجر الهواتف الذكية، وتقييم التطبيق بنجمة واحدة، مما أسهم في هبوط كبير في أسهمه في ( App Store )،  وصل الى أقل من 1.9 في فلسطين، رفضاً لسياسات الموقع القمعية ضد المحتوى الفلسطيني.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق