لا تزال قضية خلافات رامي مخلوف مع حكومة النظام السوري، تحظى باهتمام عربي ودولي، حيث خرج الرئيس السابق لـ"الهيئة العليا للمفاوضات" رياض حجاب، بتصريحات كشف خلالها عن تفاصيل حول شركة "سيريتل"، والخلافات في أسرة الأسد الحاكمة.
وذكر رياض حجاب، في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" أمس الأربعاء، تفاصيل متعلّقة برفضه تحويل عقود شركتي "سيريتل" و "أم تي إن" إلى عقود إيجار عندما كان رئيساً للوزراء لكون الدولة ستخسر أموالاً طائلة، فيما بشار الأسد كان وراء العملية.
وقال حجاب إنه "عندما اقترب موعد تحويل ملكية شركتي (سيرياتيل) و(إم تي إن) للدولة فاجأني (بشار الأسد) بطلب تحويل عقودهما (BOT) إلى عقود إيجار مقابل 35 مليار ليرة سورية، لأنه كان يرغب بإبقائهما تحت سيطرة آل مخلوف الذين يمثلون واجهة لمصالحه الشخصية".
رامي هو مجرد واجهة لمجموعة من المتأثرين بالإجراءات الأخيرة، أبرزهم خال بشار الأسد محمد مخلوف وابنه الآخر حافظ، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق اللواء عدنان مخلوف، وعدد من رجالات القصر الذين استحوذوا على الأجهزة الأمنية والعسكرية وعلى مفاصل الاقتصاد السوري لفترة طويلة.
— د.رياض حجاب (@MediaPmoffice) May 20, 2020
وتابع "شكلت لجنتان إحداهما برئاسة وزير المالية، والثانية برئاسة وزير الاتصالات، حيث قدم وزير المالية تقريراً أكد فيه أن الدولة ستخسر حوالي 5 مليارات دولار إذا تم تحويل الشركتين إلى عقود إيجار، فلم أنفذ العملية، بل نفذتها حكومة وائل الحلقي فيما بعد".
وأكد حجاب أن بشار الأسد، هو من أطلق يد عائلة مخلوف في سوريا لتتحكم بمفاصل سوريا، معتبراً أن مظاهر فساد تلك العائلة تنامت عام 2005، لكن بشار الأسد مع ذلك سلّم الملفات المالية السرية له، لرامي مخلوف ووالده، وخصّص لهم جزء من عقود النفط "التي كانت تذهب لحساباته الشخصية، ولحساب زوجته أسماء الأخرس التي كانت تتكسب من أموال الدولة وتدعم شخصيات فاسدة سلمتها إدارة شام القابضة".
بالإضافة إلى الخلاف القائم بين #أسماء_الأخرس ورامي مخلوف؛ هنالك صراع آخر في الكواليس بين أسماء وبين #ماهر_الأسد وزوجته منال جدعان، كما يدور في الخفاء صراع بين رجال الأعمال المحسوبين على آل الأسد، وآل مخلوف، وآل #شاليش، ما يفسر إجراءات الاعتقال والحجر ومنع السفر. pic.twitter.com/XaCEsg9GIH
— د.رياض حجاب (@MediaPmoffice) May 20, 2020
لكن مقابل قرب مخلوف من الأسد بصورة كبيرة، كان هناك امتعاض من آل مخلوف، وسطوتهم على الاقتصاد بأمر من الأسد، كما قال حجاب نقلاً عن مقربين من القصر الجمهوري.
اقرأ أيضاً: عين أسماء الأسد على أهم ممتلكات رامي مخلوف
ورغم تأثر رامي مخلوف بالإجراءات الأخيرة المفروضة عليه من قبل نظام السوري إلا أنه، بحسب حجاب، مجرد واجهة لمجموعة من المتأثرين بالإجراءات الأخيرة، أبرزهم خال بشار الأسد، محمد مخلوف وابنه الآخر حافظ، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق اللواء عدنان مخلوف، وعدد من رجالات القصر، الذين استحوذوا على الأجهزة الأمنية والعسكرية وعلى مفاصل الاقتصاد السوري لفترة طويلة.
وتابع "حتى على صعيد الصراعات الداخلية فإن صراع رامي مخلوف وأسماء الأخرس زوجة بشار الأسد، ليس هو الصراع الوحيد، إذ ثمة صراع آخر بين أسماء الأخرس وماهر الأسد وزوجته منال جدعان، وصراع يدور في الخفاء بين رجال الأعمال المحسوبين على آل الأسد، وآل مخلوف، وآل شاليش، ما يفسر إجراءات الاعتقال والحجر ومنع السفر.
ويحيط الغموض قضية رامي مخلوف وسر الانقلاب عليه بعد سنوات من الوفاق، لكن أحد أبرز التفسيرات ظهرت مع بداية أزمة (الأسد – مخلوف) عام 2019 وتقول أن سبب الانقلاب حاجة النظام لأموال طائلة استدانها من روسيا وعند طلب النظام من مخلوف لم يلبّه، وهو ما جعل الأسد ينقلب على مخلوف ورجال أعمال سوريين آخرين.
قد يهمك: هل ينهار الاقتصاد بعد تهديدات رامي مخلوف… ما هي خسائر النظام؟
فيما تقول تفسيرات أخرى أن سطوة أسماء الأخرس باتت تصبح هي الأكبر، مع حاجتها إلى ضمان مستقبل عائلتها وسط سيطرة آل مخلوف على مفاصل الدولة الاقتصادية لسنوات طويلة.
ولم يسبق لرامي مخلوف أن استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن "مشاكله الشخصية" فيما يعد ظهوره على الإعلام نادراً، آخره في عام 2011 مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وقال فيها "من المستحيل، ولا أحد يستطيع أن يضمن ما يمكن أن يحصل، إذا لا سمح الله، حصل شيء للنظام.