تعاون روسي أميركي لإتمام الانسحاب الإيراني من سوريا؟

تعاون روسي أميركي لإتمام الانسحاب الإيراني من سوريا؟
تحليل سياسي | 19 مايو 2020
مالك الحافظ - روزنة|| تشير التقارير المتواترة مؤخراً حول بدء طهران سحب بعض عناصر نفوذها من سوريا، بأن تحركاً جديّاً خارج الحدود السورية باتت إيران مقتنعة به خلال الفترة الحالية، وذلك في ظل قرب تطبيق قانون "قيصر" الأميركي والذي سيضرب نفوذ حلفاء دمشق وفي مقدمتهم إيران إذا ما لم ترضخ لتنفيذ الرؤية الأميركية؛ والقاضية بإبعاد نفوذها بشكل نهائي عن سوريا، وقطع الطريق الأهم على مخططات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة. 

بين إنسحاب و إعادة تموضع وتسليم بعض المقرات في الشرق السوري إلى عناصر سورية مسلحة باتت تتبع لروسيا، تمحورت معلومات التقارير الأخيرة حول إيران والتي أكدها مؤخراً وزير الدفاع الإسرائيلي -المنتهية ولايته- نفتالي بينت، والذي قال يوم أمس أن إيران بدأت تقلل نطاق عملها بسوريا وإخلاء بعض القواعد، في الوقت الذي دعا فيه إلى مواصلة الضغط على إيران، وقال إنها بدأت سحب قواتها من سوريا.

وأوضح بينيت في كلمة له يوم أمس، أن "إيران بدأت تقلل بشكل كبير من نطاق عمل قواتها في سوريا، بل إنها أيضا بدأت في إخلاء عدد من القواعد"، داعياً خليفته بيني غانتس إلى مواصلة الضغط على إيران وإلا تبدلت الأمور، بحسب وصفه.

اقرأ أيضاً: واشنطن تتحضر "لتأديب" إيران شرقي سوريا… ما دور روسيا؟

تبقى التساؤلات بدون إجابة مؤكدة حول ما إذا ستتجه إيران سريعاً للخروج من سوريا، فالضغوط الاقتصادية المباشرة على إيران من ناحية، والضغوط السياسية في مناطق نفوذها من ناحية ثانية، قد أثقلت كاهلها، فضلاً عن الأزمات الجديدة المتلاحقة سواء الاقتصادية المتعلقة بـ "كورونا"، او ازدياد الضربات الإسرائيلية المتوسع مداها في مناطق مختلفة من سوريا، و اقتراب تطبيق قانون "قيصر" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيضيق الخناق كثيراً على إيران بحكم أنها حليفة الأسد والمؤثر السلبي الرئيسي على الاستقرار في سوريا. 

 إلى جانب كل ما سبق يبدو أن تعاوناً روسياً أميركياً وإن لم يكن ظاهرياً؛ بات قيد التنفيذ لاستهداف النفوذ الإيراني في سوريا، فموسكو التي لم تعد تحتمل تكاليف خسارة أكثر في سوريا بسبب الاستعصاء الحاصل بفعل تشبث إيران بنفوذها، باتت تغض الطرف عن القصف الإسرائيلي بشكل مستمر، في الوقت الذي بدأت فيه أيضاً بـ "قصقصة أجنحة" إيران العسكرية والاقتصادية داخل سوريا، رغبة منها بإحداث مرحلة جديدة في سوريا، يمكن من خلالها استكمال تنفيذ اجنداتها في سوريا، وضمان استمرار وجود بشار الأسد.

في المقابل فإن واشنطن التي عادت مؤخراً بشكل أثقل في الملف السوري، تريد تنفيذ أهم بنود استراتيجيتها والمتمثل بالقضاء على النفوذ الإيراني بسوريا، و يبدو أن ذلك بات قريباً بعد تفاهمات ثلاثية تشاركت فيها مع الروس إلى جانب إسرائيل. 

إيران ستنسحب؟

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، حسن راضي، فنّد الأسباب التي تدعو إيران للانسحاب من سوريا، مشيراً إلى أن أولها يتعلق بالضغوط الاقتصادية المتراكمة على إيران، والتي لم تعد تستطيع في الوقت الحالي أن تقوم بتأمين كل قواعدها في سوريا اقتصادياً؛ في ظل أزمة "كورونا".

وتابع بالقول "السبب الثاني أن هناك قصف إسرائيلي مستمر، وذلك أظهر ضعف إيران وعدم قدرتها على الرد ما يدفعها لاختيار الانسحاب، كذلك تعاظم الدور الأميركي والضغوط المتصلة بذلك والتي تمارسها واشنطن على طهران".

فيما لفت راضي إلى وجود توافق أميركي روسي إسرائيلي على إخراج إيران، وهو الذي يتسق أيضاً مع المصلحة الروسية، وذلك في مسعى روسي لكسب تنافسها مع طهران؛ بخاصة بعد انتهاء العمليات العسكرية في سوريا. 

قد يهمك: نشاطات إيرانية قرب الجولان… ماذا عن "حزب الله" الجديد؟

وختم حديثه بالإشارة إلى أن "إيران بدأت تعيد النظر في تواجدها بسوريا وتقلل بشكل كبير من قواتها… في ظل كل هذه الأوضاع فإنه لا بد من سحب ايران لقواتها، و هذا الانسحاب لا يعتبر تراجعا لإيران عن مشروعها التوسعي أو تنازلها عن سوريا؛ بل هو إجراء تكتيكي من أجل تقليل خسائرها في سوريا". 

من ناحيته اعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية والمدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات؛ هاني سليمان، خلال حديث لـ "روزنة" بأن أي ضربة إسرائيلية قد تساهم في زيادة معاناة النظام الإيراني، و التي ستكون في إطار التنسيق ما بين الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي لمحاولة تطويق النفوذ الإيراني في سوريا. 

وتابع بقوله أن "العلاقة ما بين إيران واسرائيل لن تصل إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة، غير أنها لن تخلو من المناوشات وحالة الشد و الجذب من آن لآخر". 

ورأى سليمان أن إيران لن يكون من مصلحتها فتح جبهة من المواجهات خلال الفترة الحالية، وذلك يعود لحسابات معقدة ومختلفة بالنسبة للنظام الإيراني وفق تقديره، وتابع "العلاقة معقدة بين الطرفين وفيها جانب كبير من الردع يحفظ التوازن في هذه العلاقة".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق