نورس يكن - روزنة || مع ترقب السوريين للمشهد الأخير من مسلسل "الشيخ رامي مخلوف" كما أطلقوا عليه في التواصل الاجتماعي، تزداد يومياً الأصوات المؤيدة لفكرة اقتراب التخلي عن بشار الأسد من حليفه القوي فلاديمير بوتين.
رسالة دولية
بالأمس خرج المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، ليكون صوتا جديداً من هذه الأصوات وقال "الولايات المتحدة تحاول أن تجعل روسيا تفهم، أنها لن تحصل على دعم المجتمع الدولي للمصالحة الديبلوماسية أو لإعادة الإعمار طالما استمر تحالفها مع الأسد".
وخلال مشاركته في ندوة عبر تقنية الفيديو لمعهد "هدسون" للدراسات الاستراتيجية أشاد جيفري بالتدخل الروسي بالقول: "الروس نجحوا في سوريا من الناحية العسكرية، ولكن كل المشكلة في عدم وجود مخرج سياسي بسبب الصعوبات المتعلقة ببشار الأسد".
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي:"ومهمتنا هي أن نفتح لهم الطريق إلى الأمام عبر الأمم المتحدة، لكن ذلك يتطلب أن يبتعدوا بعض الشيء عن الأسد والإيرانيين".
وأوضح جيفري:" لقد تحدثنا مع الروس خلال السنة الأخيرة، وهم غير راضين عن الأسد. لكن المشكلة في أنهم لا يرون بديلا له".
ويرى السياسي السوري بسام قوتلي أن حديث جيمس جيفري موجه للمجتمع الدولي وليس لروسيا أو النظام السوري.
وفي حديث لـ روزنة قال قوتلي:" الولايات المتحدة تريد أن تذكر بأنها لاعب رئيسي لا يمكن أن يحدث شيء إلا من خلالها".
مضيفاً أن الرسالة التي أراد يوصلها المبعوث الامريكي إلى سوريا كانت موجهة للقوى الأخرى الفاعلة في سوريا وليست لروسيا أو للنظام السوري فلا أحد يهتم حالياً بتوجيه رسالة لبشار الأسد على حد تعبيره.
تقاسم الغنائم
على الجانب الروسي نبرة الانتقاد في وسائل الاعلام الروسية مرتفعة تجاه النظام السوري، الذي يبدو أنه لم يعد الحليف المدلل للكرملين، ولا حتى الولد المطيع لكل رغبات روسيا.
ويرى المراقبون أن موسكو تجد إيجابية بالغة في توافقها مع واشنطن التي قد تطلب منها بشكل علني فيما بعد التخلي عن الأسد مقابل بناء اتفاقات استراتيجية مشتركة.
التصريحات الأمريكية والتقارير الاعلامية الروسية ربما تجعل النظام السوري مجبراً على عدم المماطلة في الاشتراك بالعملية السياسية المنتظرة بعد أزمة كورونا في ظل تأكيد المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون أنه وصل إلى اتفاقات مع جميع الأطراف لاستئناف عمل اللجنة الدستورية.
اقرأ أيضاً: "حزب الله": لن ننسحب من سوريا وهذا سبب القصف الإسرائيلي
وسط هذه الظروف يعيش النظام السوري أزمته الداخلية بين الأعباء الاقتصادية الناجمة عن انهيار العملة، والخلاف داخل العائلة مع الذراع الاقتصادي رامي مخلوف، وكذلك انعكاسات الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وهنا يتابع بسام قوتلي في حديث لـ روزنة بالقول: "النظام غير مأزوم اقتصادياً فهو لا يهتم لما يعانيه المواطن السوري، وما يحدث بين الأسد وابن خاله هو عملية تقاسم للأموال".
ولم يستبعد قوتلي رحيل الأسد قبل نهاية هذا العام: "الأمر غير مستبعد لكنه يحتاج لتوافق جميع الأطراف المعنية وليس فقط روسيا وأمريكا".
وأوضح: "من غير المعروف حتى الآن إذا ما كانت إيران ستوافق على التخلي عن بشار الأسد".
ومن وجهة نظر أخرى اعتبر الصحفي السوري عقيل حسين في تعليقه حول احتمالات رحيل الأسد بأن القول فيما يتعلق بنهاية النظام قد بدأت، هو أمر فيه مبالغة، على اعتبار أن وجود النظام لا يتعلق بأزمة داخلية.
وتابع "وجود النظام اليوم مرتبط بالوجود الروسي إلى جانبه، استمرار النظام أو اجراء اصلاحات فيه، أو حتى اجباره على المشاركة بحل سياسي، هو بيد روسيا".
على هامش اهتمامات الجميع، انهيار العملة السورية يرهق المواطن البسيط، ويهيئ احتقاناً قد يشكل بيئة خصبة لانفجار يشعل مواجهات جرائم بين من كانوا يوماً على قلب رجل واحد، فقد قالها السوريون قديماً "الجوع كافر".
الكلمات المفتاحية