ألو ترجمة... مبادرة سورية تطوعية لمساعدة الأجانب في تركيا

ألو ترجمة... مبادرة سورية تطوعية لمساعدة الأجانب في تركيا
القصص | 14 مايو 2020

أطلق شباب سوريون في تركيا مبادرة تطوعية حملت اسم "ألو ترجمة"، من أجل مساعدة السوريين والعرب والأتراك عبر ترجمة ما يحتاجونه من اللغة التركية إلى العربية أو العكس، بهدف ضمان حقوقهم ومتابعة شؤونهم الإنسانية والقانونية في ظل أزمة كورونا.

 
عن فكرة المبادرة وعدد المتطوعين والمستفيدين، قالت مؤسِّسة المبادرة سارة صالح حاووط لـ"روزنة": "ولدت الفكرة عندما اتصلت بي إحدى صديقاتي قبل شهر طالبةً المساعدة في الترجمة بعد إصابة والدها بفيروس كورونا، ومن هنا استمر المشروع بمساعدة الناس في ظل انتشار الفيروس في تركيا، وانضم للمشروع 7 متطوعين سوريين بين ذكور وإناث موجودين في مدينتي إسطنبول وغازي عنتاب، منهم من يعمل معنا في قسم الطوارئ والقسم الآخر في الاستشارات القانونية والاجتماعية، ونتلقى الاتصالات يومياً من كافة الولايات التركية على مدار 24 ساعة، والتي وصل عددها إلى 7000 مكالمة حتى الآن".
 

 
وتابعت حاووط: "السوريون والعراقيون والمغاربة والمصريون والجزائريون والفلسطينيون والأتراك كانوا من بين الجنسيات المستفيدة من خدماتنا التي تتمثل بالترجمة والنصائح والدعم النفسي، وفي بداية الأمر لم يكن هناك تعاون من الجهات الحكومية التركية، لكن فيما بعد آمنوا بنا وعملوا على نشر المبادرة من خلال حديثهم عن حملتنا في الصحف التركية، فضلاً على أننا تلقينا الكثير من الاتصالات من مؤسسات حكومية كالمشافي والشرطة والبريد PTT، وإلى اليوم نحن نعمل بدون أي دعم مادي على الرغم من أنه يسبب لنا الكثير من التعب والإرهاق، لكن ما يعطينا الدافع والتحفيز الدائم لاستمرار الحملة هو الردود الإيجابية تجاه حملتنا من قبل المستفيدين".
 
خلود، شابة سورية مقيمة في إسطنبول، هي إحدى المتطوعات في المبادرة، أوضحت لـ"روزنة" أنها انضمت للفريق بكامل إرادتها ورغبتها في مساعدة الناس. وأضافت: "حتى لو لم نتلق أي أجر مادي يجب علينا الوقوف إلى جانب بعضنا في ظل أزمة كورونا، خاصة أنه لدينا الوقت الكافي بحكم أننا بعيدون عن أعمالنا، ونتمنى استمرار هذه المبادرة".
 
كذلك تحدّث المتطوع محمود عبد الرزاق لـ"روزنة" عن كيفية معرفته بالمبادرة التي أتت عن طريق إخبار أحد المتطوعين له عن الفكرة والهدف من تشكيل الفريق، "وبالفعل انضممت رغبة مني بمساعدة السوريين والعرب في تركيا، وتوسعنا في ألو ترجمة إذ نقدم خدمات في الأمور الصحية والقانونية وأصبح لدينا بيانات ممتازة عن مستفيدين يمكن أن نستمر في تقديم المساعدة لهم مستقبلاً، كما ساهمنا في حل كثير من المشاكل".

اقرأ أيضاً: في 9 ولايات تركية.. إذن عمل مجاناً وسيكورتا مدفوعة لـ 6 أشهر
 
فادي، أحد المستفيدين من مشروع ألو ترجمة، قال لـ"روزنة": "كان لدي طفل مريض ليس لديه كملك، وعندما أردت إدخاله المستشفى إلى قسم الطوارئ لم يسمحوا لي بحكم وضعه القانوني، لاتصل مباشرة بفريق ألو ترجمة الذين تواصلوا مع مدير المشفى وقاموا بتهديده برفع دعوى قضائية ضده في حال حدوث أي طارئ للطفل، وبالفعل استجاب مدير المشفى عبر قبوله خضوع الطفل لعناية مشددة لمدة ثلاثة أيام".
 
وأكد محمد لـ"روزنة، وهو رجل سوري مسن، على نجاح هذه المبادرة التي استفاد منها بشكل شخصي، وسرد قصة تواصله مع الفريق قائلاً: "عمري 75 سنة شعرت ذات ليلة باختناق حاد ولم أستطع الذهاب إلى المستشفى بسبب تطبيق حظر تجوال على المسنين، مادعاني للاتصال بهم من أجل طلب الإسعاف، وفعلاً ساعدوني بالأمر ووصلت المستشفى، وحينها أكد لي الأطباء إصابتي بفيروس كورونا، لكن تعافيت بفضل الله بعد تلقي العلاج".
 
مصطفى حماد 62 سنة، أشار إلى أنه تواصل مع المترجمة سارة، عند بدء أعراض الفيروس عليه والتي تمثلت بسعال وخفقان في القلب وعدم شهية وارتفاع حرارة وإسهال ووهن عام، وبالفعل أكد على أنها ساعدته بكل صبر ومثابرة من خلال ترجمتها ما يتعلق بالأمور الصحية كافة ومتابعتها لوضعه الصحي بشكل دائم، "على الرغم من عدم معرفتها المسبقة بي وبدون أي مقابل".
 
الجدير بالذكر أن الكثير من المبادرات أطلقت في ظل أزمة فيروس "كورونا" على أيدي شباب سوريين في تركيا، بهدف تخفيف وطأة هذا الظرف الطارئ ومساعدة ذويهم والعرب المقيمين على الأراضي التركية إنسانياً واجتماعياً.
 
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واسطنبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد،  حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق