بعد 3 سنوات…محكمة ألمانية تبرئ شاباً سوريا بتهمة القتل العمد

بعد 3 سنوات…محكمة ألمانية تبرئ شاباً سوريا بتهمة القتل العمد
أخبار | 13 مايو 2020

برّأت السلطات الألمانية شاباً سورياً في مدينة كوتبوس شرقي ألمانيا بعد محاكمة استمرت 102 يوماً على خلفية اتهامه بقتل سيدة متقاعدة بهدف السرقة عام 2016.

 
وكانت المحكمة الألمانية برّأت الشاب السوري، 21 عاماً، الإثنين الماضي، لعدم وجود أدلة دامغة على ارتكاب الجريمة، ولعدم وجود أي شهود حينما كان يبلغ من العمر 17 عاماً، وقد تم الإفراج عنه في تموز العام الفائت، بعد عامين و4 شهور على اعتقاله.
 
وألقت الشرطة الألمانية القبض على الشاب السوري في آذار عام 2017 ، بتهمة القتل العمد، بسبب وجود أثر لحمضه النووي في شقة السيدة الألمانية، 82 عاماً، والتي كانت تعيش في منزل مشترك مع 11 مستأجر آخرين في مدينة كوتبوس بولاية براندنبورغ.
 
وشهدت المدينة آنذاك احتجاجات ومظاهرات ضد اللاجئين، وما زاد الأمر سوءاً تلك الحادثة، فازدادت على إثرها المظاهرات الرافضة للاجئين التي نظمها النازيون وحزب "AFD" اليميني المتطرف، وجمعية "Zukunft Heimat" المناهضة للاجئين.
 
ووفق صحيفة "DER TAGESSPIEGEL" الألمانية، فإنّه لا تربط أي علاقة بين السيدة المسنة والشاب السوري سوى معرفة بسيطة بحكم إقامتهما بذات الحي.

ووقعت الحادثة عام 2016 حينما افتقد أصدقاء السيدة حضورها في حفلة عيد ميلاد كانت مدعوة إليها، ومن ثم وجدها شقيها مقتولة في شقتها، وهي مقيدة اليدين، وقد وضعت حقيبتها فوق رأسها، بعد أن سرق منزلها. وفق تقرير لصحيفة "تاغس شبيغل الألمانية".

 اقرأ أيضاً: سيدة سوريّة تحاول الانتحار لمنع ترحيل عائلتها من ألمانيا

وطلب النائب العام الحكم على الشاب بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة القتل والسطو، لكن الدفاع طالب بتبرئته لأنّ تحقيقات الطب الشرعي غير كافية لإدانته، إضافة إلى عدم وجود شهود على الجريمة، وبسبب وجود أخطاء جنائية للشرطة في جمع الأدلة وثغرات في ملف التحقيق.
 
وقال محامي الشاب كريستيان نوردهاوزن، إنه من غير المنطقي أن تتم سرقة منزل ولا يتم العثور إلى أثر حمض نووي خاص بالجاني، ولا يستبعد أن تكون آثار الحمض النووي التي تم العثور عليها في شقة المرأة قد تم نقلها من سلم المبنى عن طريق عمال الإنقاذ الذين غيّروا مكان الجثة قبل وصول الشرطة.
 
وكانت مدينة كوتبس قد تحولت إلى ساحة للصراع بين الألمان واللاجئين بعد وصول اللاجئين الى ألمانيا في العام 2015، حيث شهدت عدة اشتباكات واعتداءات بالسكاكين على اللاجئين، وساهمت تلك الحادثة في تصعيد حالة الغليان فيها، إضافة إلى اشتباك وقع بين مراهق سوري وشخص ألماني، أدى إلى إصابة الألماني بجروح، الأمر الذي دفع عمدة المدينة،هولغر كيلش،  ووزير داخلية ولاية براندنبورغ كارل هاينز شروتر،  إلى الاعلان وقتها أن المدينة لن تستقبل المزيد من اللاجئين درءاً للمشاكل، وأنه لا يجب "تعميم الاشتباه بحق كل اللاجئين"وفق صحيفة "دويتشه فيله".
 
وفي آذار عام 2018 شهدت بلدة كاندل الألمانية مظاهرات  ضد اللاجئين على خلفية مقتل مراهقة ألمانية على يد صديقها السابق أفغاني الجنسية بدعوى من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي طالب  بإغلاق الحدود الألمانية والترحيل الفوري لكل الاجانب المقيمين في البلاد بطريقة غير شرعية.
 
وفي أواخر العام الفائت دعا وزير داخلية  ساكسونيا، رولاند فولر، وهو من الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة  أنجيلا ميركل، إلى الإلغاء التدريجي لحظر ترحيل السوريين، خصوصاً المتورطين في أعمال إجرامية، بسبب عدم استقرار الوضع في سوريا واستمرار الحرب. وذلك بعدما اتفق مسؤولون في مدينة لوبيك على  ترحيل السوريين مرتكبي الجرائم إلى بلدهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق