يعتبر الفول الأخضر من الأطباق الصحية المتوفرة في سوريا بسبب إنتاجه المحلي في هذا الموسم من العام، وانخفاض سعره مقارنة مع باقي الخضروات والمحاصيل الزراعية، لكن تناوله أحياناً من الممكن أن يؤدي إلى تسمم، والإصابة بمرض ما يعرف "الفوال".
وسجّلت مدينة مصياف غربي حماة خلال الآونة الأخيرة عشرات حالات التسمم بسبب تناول الفول الأخضر، ونقلت صحيفة "الوطن" عن مدير مستشفى المدينة ماهر يونس، أنّ 15 حالة تسمم بسبب الفول وصلت إلى المستشفى خلال الأيام الماضية، فيما سجل المستشفى نهاية نيسان الماضي 20 حالة تسمم مماثلة بسبب الفول، احتاجوا إلى نقل دم بسبب تدني الخضاب.
وأشار يونس إلى أنّ عدد حالات التسمم التي وصلت المستشفى بسبب الفول منذ بداية العام بلغت 50 حالة، داعياً الأمهات إلى منع أطفالهن من تناول الفول الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
كما استقبل مستشفى جبلة الوطني في اللاذقية مطلع الشهر الحالي حالات تسمم لأطفال ومرضى من مختلف الأعمار لديهم أعراض مرض الفوال. وفق صحيفة "الوحدة".
ويرى الكثيرون الفول وجبة رئيسية في هذا الوقت من العام لكونه منتجاً محلياً، وبسبب انخفاض سعره مقارنة مع بقية الخضروات، حيث يبلغ ثمنه، 225 ليرة.
ما هو مرض الفوال؟
هو مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء، ينتج عن نقص إنزيم يسمى "نازعة هيدروجين الغلوكوز 6 فوسفات G6PD "في الجسم، حيث تقوم هذه الخميرة بحماية الكريات الحمراء من عمليات الاكسدة، وبالتالي تقيها من الانحلال، وذلك عند تناول مواد غذائية محددة، أو حين الإصابة بالالتهابات.
ويظهر هذا المرض لدى الذكور أكثر من الإناث بنسبة 6/1 ، وفق طبيب قسم الأطفال بمستشفى جبلة هيثم أسعد.
ويعتبر مرض الفوال مرض دائم لا يتحسّن بمرور الوقت، لذا ينبغي الوقاية منه بإبعاد الأطفال عن محرضات الانحلال مثل الغذاء الضار لهم، وتجنب التعرض للانتان الالتهابي أو تناول الأدوية الضارة لهؤلاء المرضى، وفق أسعد.
اقرأ أيضاً: أهم النصائح للعناية بالمرأة والرضيع بعد الإنجاب في زمن كورونا
أعراض الفوال
من أعراض مرض الفوال فقر الدم نتيجة انحلال كريات الدم بسبب نقص الإنزيم (G6PD)، واليرقان أي اصفرار الجلد والأغشية المخاطية، والتعب والوهن العام، وضيق التنفس، وتحول لون البول إلى اللون الغامق.
أطعمة وعلاجات يجب تجنبها
وفيما يتعلّق بالمأكولات التي يجب على المريض تجنبها لكي يتجنّب الإصابة بهذا المرض فهي: "الفول، والفاصولياء، وفول الصويا الطازجة منها أو المعلبة، أو أي منتج غذائي تدخل في مكوناته.
كما يجب تجنب الفول السوداني، وعرق السوس والخروب، وأنواع الشوكولاه التي يمكن أن يدخل في صناعتها بعض أنواع الفول ومشتقاته.
وينصح أيضاً بتجنب البقوليات الأخرى مثل العدس أو الحمص، بحسب استجابة الأشخاص المرضى للبقوليات، إضافة إلى تجنب الجرعات العالية من فيتامين "C" أو حمض "الأسكوربيك" الموجود في المكملات الغذائية، وتجنب حبوب الفيتامين.
ويوجد أنواع محددة من الأدوية يجب تجنبها، وفقاً لاستشارة الطبيب، لتجنب الإصابة بمرض الفوال، وهي "الأسبرين والسيتامول، وبعض أنواع المضادات الحيوية ومضادات الجراثيم المشتقة من السلفا، وعلاجات الملاريا مثل كوينين.
تشخيص مرض الفوال:
يتم تشخيص المرض في المختبر، عند إجراء عيار خميرة "G6PD "، ويكون مستواها متدن جداً عند الأشخاص الحاملين للمرض. ويمكن إجراء هذا الفحص عند الأطفال حديثي الولادة لتفادي أي مشاكل مستقبلية.
ويعتمد السوريون في معيشتهم على المنتجات المنخفضة السعر مثل الفول الأخضر والبازلاء كوجبات أساسية، مبتعدين قدر الإمكان عن المواد مرتفعة الثمن، فمع دخول شهر رمضان شهدت المواد الغذائية والخضروات ارتفاعاً وصل لأضعاف سعرها الطبيعي قبل جائحة كورونا، نتيجة إغلاق المعابر في سوريا.
يقول الدكتور ياسر الحسين، وهو أستاذ في كلية الاقتصاد في دمشق إن المستوى المعيشي للفرد تدهور نتيجة أمور عدة أبرزها تدهور الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وإغلاق المعابر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات والمواد الغذائية. وفق تقارير إعلامية.
الكلمات المفتاحية