يشكل تطبيق "تيك توك" ملاذ السوريين الأول على مواقع التواصل الاجتماعي لكسر الملل في ظل الحجر المنزلي، فالتطبيق الذي انتشر بصورة واسعة منذ أكثر من عامين، أصبح وسيلة للتسلية سهلة التصفّح وبديل أكثر راحة من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
إبراهيم، وهو شاب سوري بعمر الـ17 عاماً، مقيم في تركيا يقول لـ"روزنة": "تصفحنا الأكبر أصبح للتيك توك، ولم يعد الفيسبوك هو الأول بالنسبة لنا أنا وأصدقائي، وعند الحاجة للاسترخاء أضع التيك توك وأقّلب في فيديوهاته هكذا ببساطة".
يجذب التطبيق المراهقين بصورة أكبر من غيرهم، نظراً لسهولة تحميل الفيديوهات إليه ونشرها أو لسهولة التنقّل بين الفيديوهات مع مدّة أقصر للفيديو الواحد (لا تتجاوز الـ15 ثانية).
يقول وائل، 16 وهو صديق إبراهيم لـ"روزنة": "يمكن إضافة أغنيات قصيرة في تيك توك أو موسيقى وتسريع الفيديو أو وضع مؤثرات عليه، وكل ذلك ببساطة، ومن دون الحاجة لبرامج مونتاج وتعقيداتها، هنا الموضوع بسيط جداً".
يضيف عليه إبراهيم "وهنالك ملايين الفيديوهات البسيطة، وبالتالي ليس شيء محرج أن أنشر أي فيديو أريده، ولن ألقى تعليقات سلبية أو محرجة كما في فيسبوك، لأنو التيك توك موجود لأن تكون فيديوهاته بسيطة وبأفكار أحياناً بسيطة أو مجنونة".
لكن مع بداية الحجر الصحي، توسّع انتشار التطبيق ليشمل فئات عمرية أكبر كالراشدين والكبار في السن أو حتى الأطفال الصغار.
تقول أم يوسف، 32 عاماً، من حلب مقيمة في لبنان لـ"روزنة": "حجم الفيديوهات في تيك توك كبير جداً، لذلك هو مغري للاسترخاء والتقليب بالفيديوهات دون عناء الانتقال بين الصفحات كما في فيسبوك، والظريف هو عدم وجود إعلانات كثيرة كما في يوتيوب وفيسبوك".
وحتى يوسف وهو بعمر الـ5 سنوات، يتصفّح التيك توك، كما تقول والدته، يومياً وبمعدّل ساعة، فيما هي تتصفّحه بمعدل ساعتين.
يوفّر التيك توك خوارزمية خاصة فيما يتعلّق بعرض الفيديوهات، إذ تظهر الفيديوهات التي تهم المستخدم بصورة أكبر من باقي الفيديوهات، فلو كنت تتصفّح فيديوهات متعلّقة بالأكل سيظهر لك فيديوهات أكثر متعلقة بالأكل مع بعض الفيديوهات من باقي التصنيفات، لكي يحافظ عليك التيك توك قدر الإمكان كمستخدم، بحيث لا تتركه فوراً.
"شقيقتي عمرها 18 عاماً، مع بداية الحجر الصحي والملل القاتل، بدأت بتصوير فيديوهات بسيطة بعضها عن الحيوانات وبعضها عن الطبيعة وفيديوهات مختلفة لكنها لم تنل مشاهدات كبيرة كما نرى على التطبيق" تقول أم يوسف.
ليست فقط شقيقة أم يوسف، وإنما سوريات وسوريون كثر اتّجهوا لصناعة محتوى على "تيك توك"، وخصوصاً مع ازدياد وقت الفراغ في الحجر الصحي.
رواد، وهو أحد ناشري الفيديوهات على تيك توك يقول لـ"روزنة": "معظم أصدقائي ينشرون فيديوهات على تيك توك. البعض يراها سخيفة ومضيعة للوقت، والبعض الآخر يراها مسلّية، هي في الحقيقة مسلّية ولولا ذلك لما كانت حازت على آلاف المشاهدات والإعجابات".
ورغم أن البعض يرى أن تطبيق تيك توك يعرض فيديوهات كثيرة بلا معنى إضافة إلى فيديوهات أخرى أقرب للجنسية إلا أن مدراء ومؤسسي شركات قالوا لمجلة "فوربس الأمريكية" أن تيك توك ومنح المستخدمين فرصة لإبداع محتواهم الخاص عبر مقاطع فيديو قصيرة وجذابة، وأعطى المراهقين مساحة خاصة بهم لا يتمكن آباؤهم من رؤيتهم داخلها.
وانطلق تطبيق "تيك توك" عام 2016 على يد الصيني تشانغ يي مينغ، الذي هو عبارة عن شبكة اجتماعية لتداول مقاطع الفيديو، ويتيح لمستخدميه نشر مقاطع مصورة، كما يمكّنهم من تمثيل مشاهد درامية يفضلونها باستخدام أصوات ممثلين أصليين، إضافة إلى إتاحة تصوير المقاطع المصورة القصيرة وإخراجها.
ووفق مختصين في مجال الإعلام الرقمي، فإن سهولة استخدام التطبيق من أهم أسباب الإقبال عليه، حيث أنّ سياسته الخاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية أقل بكثير من التطبيقات الأخرى المشابهة مثل "فيسبوك" و"انستغرام"، ولا سيما منذ تفشي فيروس "كورونا المستجد" وفرض الحكومات قرارات العزل في إطار مكافحته.
وكان تطبيق "تيك توك" اقترب من تجاوز حاجز الملياري تحميل على الهواتف الذكية، ليصبح أحد أكثر التطبيقات تحميلاً على مستوى العالم خلال شهر شباط الماضي.
الكلمات المفتاحية