مالك الحافظ -روزنة|| في وقت يزداد فيه التنافس بين واشنطن وموسكو على زيادة نفوذها في مناطق شمال شرقي سوريا (شرق الفرات)، ترتفع وتيرة تجنيد المقاتلين بين الجانبين، في إشارات تدل على تسخين الأوضاع الميدانية في مناطق شمال شرق سوريا خلال الفترة المقبلة.
وتسعى مؤخراً كل من القوات الأميركية والروسية المنتشرة في شرق الفرات إلى اعتماد مواقع جديدة لهما مقابل العمل على تجنيد مقاتلين عرب وأكراد تابعين لنفوذهم، ما يوحي أن معارك صراع أو حتى مناوشات قريبة ستفرض بثقلها وتأثيرها على متغيرات الأوضاع هناك في قادم الأيام، ما بعد انتهاء أزمة فيروس "كورونا المستجد".
مصادر كردية نفت لـ "روزنة" أن تكون هناك عناصر كردية عسكرية التحقت بأي من المعسكرين (الروسي والأميركي)، موضحة بأن هناك موظفين مدنيين أكراد التحقوا بالقوات الروسية بغرض العمل في مجالات الترجمة والطب ونقل مؤن الطعام فقط، مستبعدة أن يدخل المكون الكردي في المنطقة في التجاذبات المتزايدة بين القوتين الدولتين على أراضي المنطقة، وأضافت بأن هناك محاولات من قبل روسيا والولايات المتحدة مؤخراً لتجنيد المكون العربي سعياً لاستخدام هذه العناصر في أي مواجهة قد تندلع بين الطرفين.
الكاتب والمحلل السياسي، حسين عمر، أبدى خلال حديثه لـ "روزنة"، شكوكه حول نية الطرفين (الأميركي والروسي) في محاولاتهم الأخيرة لزيادة انتشار قواتهما في المنطقة، معتبراً بأن الهدف الروسي معلوم ويتعلق بشكل مباشر بالسيطرة على المنطقة وإخراج النفوذ الأميركي منه، بالإضافة إلى السعي لإنهاء وجود "قسد" والإدارة الذاتية بهيكليتها الحالية.
فيما رأى عمر من جانب آخر بأن التحركات الأميركية ليست واضحة، بخاصة التحرش المتعمد لدورياتها بالدوريات الروسية في المناطق التي تمركزت فيها القوات الروسية بعد الانسحاب الأميركي منها.
وتابع "يبدو لي بأن القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة مترددة في تحركاتها؛ لأن قرار الانسحاب ما زال ساري المفعول والبقاء مؤقت، وبخاصة إذا ما تم انتخاب ترامب لدورة رئاسية أخرى، فإنه ستزداد احتمالات الانسحاب الكلي؛ وستبقى المنطقة رهينة الصراع التركي-الروسي أو التقسيم التركي-الروسي".
قد يهمك: خلافات روسية أميركية تؤجج الصراع في شرق الفرات؟
وأردف بقوله أن السيناريو الذي أشار إليه آنفاً هو الأكثر واقعية في حال انتخاب ترامب، لأن "ترامب سيخلي المنطقة لتركيا وروسيا عبر الاتفاق معهم، ولذلك اعتبر أن التجاذبات الحالية بين واشنطن وموسكو هي تجاذبات مؤقتة ومرتبطة بـ "حالة اللاأدري" التي تعيشها القوات الأميركية في المنطقة، وفق تعبيره.
المحلل السياسي السوري أشار إلى أن واقع التجاذبات بين الأمريكان والروس يؤثر كثيراً على "قسد" ويفرض عليها "الحيطة والحذر الزائد والتعامل مع كل أطراف الصراع دون وعود مسبقة؛ أو اتفاقيات تحد من حرية التحرك والاختيار والبحث عن الحل الأنسب للمنطقة التي تنتشر فيها، لهذا أعتقد أن الخيارات ما زالت مفتوحة أمام "قسد" على الأقل في هذه المرحلة".
وأكمل قائلاً "هناك غرفة مشتركة لقسد مع القوات الروسية والأميركية بنفس الوقت وحتى اللحظة نجحت قسد في إدارة هذه المعضلة؛ وأقصد معضلة التعامل والتفاهم مع قوتين متنافستين وخطوات أية قوة منهم نحو الاعتراف بواقع المنطقة والإدارة، وبحسب اعتقادي فإن قسد تتطلع إلى روسيا وبالتالي حكومة دمشق للإقرار بذلك، حينها لن يكون لأمريكا مبرر الوجود ولن تكون قسد بحاجة إلى التعاون معها".
وختم بالقول "موقف قسد صعب وهي كلاعب الجمباز الذي يسير على الحبل يحاول الوصول إلى الطرف الآخر دون الوقوع، تحاول قسد ولكن هل ستنجح؟ حتى الآن بالرغم من الرياح العاتية والمحاولات المستمرة لإسقاطها وانهائها، ما تزال القوات تسير ببطء وتأني. ولكن إلى متى؟ هذا ما لا يمكن التنبؤ به".
محاربة داعش… حجة مشتركة بين واشنطن وموسكو!
تحت عنوان "مكافحة أنشطة داعش المتزايدة"، كانت أفادت تقارير صحفية بأن الولايات المتحدة عازمة على تجديد عقود المئات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تم فسخها بعد قرار الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب الجزئي من سوريا العام الفائت.
وأشارت إلى أن العناصر الذين دربتهم القوات الأمريكية في الرقة ومنبج وعين العرب، سيتم استدعاؤهم مرة أخرى، وسيشكلون "القوة المساعدة" لقوات التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة مازالت تواصل إرسال الأسلحة والذخائر إلى قواعد التحالف الدولي في ريفي الحسكة ودير الزور، و نقلت في الوقت ذاته بأن واشنطن تبحث عن مواقع جديدة لها في الريف ذاته، وبالقرب من الحدود مع العراق، لحماية حقول النفط في الشمال السوري.
اقرأ أيضاً: هل تُوقف الولايات المتحدة مواجهة خلايا داعش؟
وفي المقابل أيضاً، فإن روسيا من ناحيتها ما تزال ترسل المزيد من قواتها لدعم قاعدتها العسكرية بالقرب من مطار القامشلي، إضافة إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة تل تمر الحدودية، كما أشارت إلى أن الروس يجرون الاستعدادات لإنشاء 4 نقاط مراقبة جديدة في المناطق الحدودية مع تركيا شمال شرق سوريا.
وفي حين يعاود فيه تنظيم "داعش" الإرهابي في شرقي سوريا، نرى أن هناك صراعا بدأ يحتدم أكثر بين القوات الروسية والأميركية في المنطقة، وقد تكون خلايا تنظيم "داعش" وأنشطتها الإرهابية في المنطقة هناك؛ باتت تمثل ورقة رابحة لكلا الطرفين في مساعيهم للبقاء في المنطقة إلى أجل غير مسمى، واستخدام التنظيم الإرهابي كفزاعة ضد أي مطالب تدعوهم للخروج وبناء مستقبل مستقر للمنطقة بعيدا عن التجاذبات والصراعات.
مدير تحرير مجلة "الشرق الأوسط الديمقراطي"، صلاح الدين مسلم، اعتبر في حديث لـ "روزنة" أن ورقة داعش هي الورقة الشرعية الوحيدة التي بقيت كذريعة لدى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بقائها في سوريا.
وأضاف "لقد حاول الرئيس ترامب أن يخرج القوات الأميركية بحجة أنّ داعش قد انتهى، لكن الصراع بين البنتاغون والبيت الأبيض لم ينته في حل هذه المشكلة، ومن هنا قرر البنتاغون وأكد الرئيس ترامب البقاء في المناطق النفطية في سوريا… وهنا تكمن ذريعة البقاء في مناطق دير الزور الغنية بالنفط والغاز، وهذا ما حفّز روسيا على التركيز على نفس الذريعة الأميركية وهي ورقة داعش".
وختم بالقول "بالطبع لم ينته داعش في هذه المنطقة، وإن هزم عسكريا ولم يعد يمتلك زمام الأمور في المنطقة، لكن هناك أمر مهم، وهو قوات سوريا الديمقراطية التي تريد أن تصل إلى حل تمهيدي سياسي ناجع، في هذه المعمعة الداعشية، والحرب عليها، وتسابق النفوذين الأميركي والروسي على السيطرة".
وتسعى مؤخراً كل من القوات الأميركية والروسية المنتشرة في شرق الفرات إلى اعتماد مواقع جديدة لهما مقابل العمل على تجنيد مقاتلين عرب وأكراد تابعين لنفوذهم، ما يوحي أن معارك صراع أو حتى مناوشات قريبة ستفرض بثقلها وتأثيرها على متغيرات الأوضاع هناك في قادم الأيام، ما بعد انتهاء أزمة فيروس "كورونا المستجد".
مصادر كردية نفت لـ "روزنة" أن تكون هناك عناصر كردية عسكرية التحقت بأي من المعسكرين (الروسي والأميركي)، موضحة بأن هناك موظفين مدنيين أكراد التحقوا بالقوات الروسية بغرض العمل في مجالات الترجمة والطب ونقل مؤن الطعام فقط، مستبعدة أن يدخل المكون الكردي في المنطقة في التجاذبات المتزايدة بين القوتين الدولتين على أراضي المنطقة، وأضافت بأن هناك محاولات من قبل روسيا والولايات المتحدة مؤخراً لتجنيد المكون العربي سعياً لاستخدام هذه العناصر في أي مواجهة قد تندلع بين الطرفين.
الكاتب والمحلل السياسي، حسين عمر، أبدى خلال حديثه لـ "روزنة"، شكوكه حول نية الطرفين (الأميركي والروسي) في محاولاتهم الأخيرة لزيادة انتشار قواتهما في المنطقة، معتبراً بأن الهدف الروسي معلوم ويتعلق بشكل مباشر بالسيطرة على المنطقة وإخراج النفوذ الأميركي منه، بالإضافة إلى السعي لإنهاء وجود "قسد" والإدارة الذاتية بهيكليتها الحالية.
فيما رأى عمر من جانب آخر بأن التحركات الأميركية ليست واضحة، بخاصة التحرش المتعمد لدورياتها بالدوريات الروسية في المناطق التي تمركزت فيها القوات الروسية بعد الانسحاب الأميركي منها.
وتابع "يبدو لي بأن القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة مترددة في تحركاتها؛ لأن قرار الانسحاب ما زال ساري المفعول والبقاء مؤقت، وبخاصة إذا ما تم انتخاب ترامب لدورة رئاسية أخرى، فإنه ستزداد احتمالات الانسحاب الكلي؛ وستبقى المنطقة رهينة الصراع التركي-الروسي أو التقسيم التركي-الروسي".
قد يهمك: خلافات روسية أميركية تؤجج الصراع في شرق الفرات؟
وأردف بقوله أن السيناريو الذي أشار إليه آنفاً هو الأكثر واقعية في حال انتخاب ترامب، لأن "ترامب سيخلي المنطقة لتركيا وروسيا عبر الاتفاق معهم، ولذلك اعتبر أن التجاذبات الحالية بين واشنطن وموسكو هي تجاذبات مؤقتة ومرتبطة بـ "حالة اللاأدري" التي تعيشها القوات الأميركية في المنطقة، وفق تعبيره.
المحلل السياسي السوري أشار إلى أن واقع التجاذبات بين الأمريكان والروس يؤثر كثيراً على "قسد" ويفرض عليها "الحيطة والحذر الزائد والتعامل مع كل أطراف الصراع دون وعود مسبقة؛ أو اتفاقيات تحد من حرية التحرك والاختيار والبحث عن الحل الأنسب للمنطقة التي تنتشر فيها، لهذا أعتقد أن الخيارات ما زالت مفتوحة أمام "قسد" على الأقل في هذه المرحلة".
وأكمل قائلاً "هناك غرفة مشتركة لقسد مع القوات الروسية والأميركية بنفس الوقت وحتى اللحظة نجحت قسد في إدارة هذه المعضلة؛ وأقصد معضلة التعامل والتفاهم مع قوتين متنافستين وخطوات أية قوة منهم نحو الاعتراف بواقع المنطقة والإدارة، وبحسب اعتقادي فإن قسد تتطلع إلى روسيا وبالتالي حكومة دمشق للإقرار بذلك، حينها لن يكون لأمريكا مبرر الوجود ولن تكون قسد بحاجة إلى التعاون معها".
وختم بالقول "موقف قسد صعب وهي كلاعب الجمباز الذي يسير على الحبل يحاول الوصول إلى الطرف الآخر دون الوقوع، تحاول قسد ولكن هل ستنجح؟ حتى الآن بالرغم من الرياح العاتية والمحاولات المستمرة لإسقاطها وانهائها، ما تزال القوات تسير ببطء وتأني. ولكن إلى متى؟ هذا ما لا يمكن التنبؤ به".
محاربة داعش… حجة مشتركة بين واشنطن وموسكو!
تحت عنوان "مكافحة أنشطة داعش المتزايدة"، كانت أفادت تقارير صحفية بأن الولايات المتحدة عازمة على تجديد عقود المئات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تم فسخها بعد قرار الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب الجزئي من سوريا العام الفائت.
وأشارت إلى أن العناصر الذين دربتهم القوات الأمريكية في الرقة ومنبج وعين العرب، سيتم استدعاؤهم مرة أخرى، وسيشكلون "القوة المساعدة" لقوات التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة مازالت تواصل إرسال الأسلحة والذخائر إلى قواعد التحالف الدولي في ريفي الحسكة ودير الزور، و نقلت في الوقت ذاته بأن واشنطن تبحث عن مواقع جديدة لها في الريف ذاته، وبالقرب من الحدود مع العراق، لحماية حقول النفط في الشمال السوري.
اقرأ أيضاً: هل تُوقف الولايات المتحدة مواجهة خلايا داعش؟
وفي المقابل أيضاً، فإن روسيا من ناحيتها ما تزال ترسل المزيد من قواتها لدعم قاعدتها العسكرية بالقرب من مطار القامشلي، إضافة إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة تل تمر الحدودية، كما أشارت إلى أن الروس يجرون الاستعدادات لإنشاء 4 نقاط مراقبة جديدة في المناطق الحدودية مع تركيا شمال شرق سوريا.
وفي حين يعاود فيه تنظيم "داعش" الإرهابي في شرقي سوريا، نرى أن هناك صراعا بدأ يحتدم أكثر بين القوات الروسية والأميركية في المنطقة، وقد تكون خلايا تنظيم "داعش" وأنشطتها الإرهابية في المنطقة هناك؛ باتت تمثل ورقة رابحة لكلا الطرفين في مساعيهم للبقاء في المنطقة إلى أجل غير مسمى، واستخدام التنظيم الإرهابي كفزاعة ضد أي مطالب تدعوهم للخروج وبناء مستقبل مستقر للمنطقة بعيدا عن التجاذبات والصراعات.
مدير تحرير مجلة "الشرق الأوسط الديمقراطي"، صلاح الدين مسلم، اعتبر في حديث لـ "روزنة" أن ورقة داعش هي الورقة الشرعية الوحيدة التي بقيت كذريعة لدى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بقائها في سوريا.
وأضاف "لقد حاول الرئيس ترامب أن يخرج القوات الأميركية بحجة أنّ داعش قد انتهى، لكن الصراع بين البنتاغون والبيت الأبيض لم ينته في حل هذه المشكلة، ومن هنا قرر البنتاغون وأكد الرئيس ترامب البقاء في المناطق النفطية في سوريا… وهنا تكمن ذريعة البقاء في مناطق دير الزور الغنية بالنفط والغاز، وهذا ما حفّز روسيا على التركيز على نفس الذريعة الأميركية وهي ورقة داعش".
وختم بالقول "بالطبع لم ينته داعش في هذه المنطقة، وإن هزم عسكريا ولم يعد يمتلك زمام الأمور في المنطقة، لكن هناك أمر مهم، وهو قوات سوريا الديمقراطية التي تريد أن تصل إلى حل تمهيدي سياسي ناجع، في هذه المعمعة الداعشية، والحرب عليها، وتسابق النفوذين الأميركي والروسي على السيطرة".
الكلمات المفتاحية