سباق عالمي لإنتاج علاج فعّال… هل يُحاصر كورونا؟

سباق عالمي لإنتاج علاج فعّال… هل يُحاصر كورونا؟
صحة | 23 أبريل 2020

تتواصل الأبحاث بسرعة حول فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، وتعمل أكثر من 80 دولة حول العالم للتوصل إلى لقاح لمكافحة الفيروس، عدد من الدول تحدثت مؤخراً عن نيتها بدء اختبارات سريرية على الإنسان لاختبار لقاحات تواجه فيروس كورونا، مثل ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، فهل تحاصر تلك العلاجات؛ الجائحة العالمية، التي أودت حتى اليوم بحياة 185 ألف و 441 شخص، وإصابة مليونين و658 ألف و794 شخصاً.

 
يعتقد الخبراء أن اللقاح قد يصبح متوفراً منتصف العام المقبل، أي بعد نحو 18 شهراً من أول انتشار للفيروس المستجد في الصين، لكن لا توجد أي ضمانات بأن اللقاحات قد تحقق النتائج المطلوبة.
 
لقاح بريطاني
 
بدأت جامعة أكسفورد البريطانية، اليوم الخميس، اختبار لقاح على الإنسان، كانت طورته مؤخراً ضد فيروس كورونا، حيث تعتمد التجربة على متطوعين تدفع لهم الحكومة مبلغاً مادياً يقدر بنحو 800 دولار أميركي.
 
وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أعلن عن تخصيص نحو 52 مليون دولار لصالح تجارب للقاحَيْن طورتهما جامعتا "أكسفورد" و"إمبريال كوليدج لندن".
 
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بأنه سيتم إعطاء المئات من مرضى كورونا، المصابين بأمراض خطيرة في بريطانيا دواء التهاب المفاصل كجزء من أكبر تجربة في العالم للعلاجات الواعدة، وتتضمن التجربة منح المرضى عقار يسمى "توكليزوماب" للمرضى الذين أصبحت رئتهم ملتهبة بشدة بسبب تفاعل مناعي خطير يسببه الفيروس.
 
لقاح ألماني
 
منح معهد "بول إيرلخ" الألماني، الهيئة التنظيمية المختصة في البلاد، الضوء الأخضر، أمس الأربعاء، لإجراء تجارب أولى على متطوعين باستخدام لقاح شركة "بيونتيك"، التي تتخذ من منطقة ماينز مقرا لها، والمرتبطة بمختبر "فايزر" الأميركي.
 
وقال معهد بول إيرلخ إن موافقته على تجربة بيونتيك تمثل "خطوة مهمة" في جعل اللقاح "متاحاً في أقرب وقت".
 
ويسعى المعهد إلى تطوير مليون جرعة من اللقاح بحلول أيلول، لتوزيعه في أسرع وقت بعد الموافقة عليهوقدرت مديرة الأبحاث، سارة غيلبرت، أن لديها فرصة نجاح بنسبة 80 بالمئة.
 
وفي المرحلة الأولى التي تبدأ نهاية نيسان، يتم تلقيح 200 متطوع سليم تتراوح أعمارهم بين 18 و55 سنة، بينما يمكن أن تشهد المرحلة الثانية مشاركة متطوعين ينتمون إلى مجموعات عالية المخاطر.
 
وأضاف معهد "بول" أن هذه التجارب الأولى في ألمانيا تهدف إلى تحديد مدى القابلية العامة للقاح الذي يتم اختباره وقدرته على توفير رد مناعي على الفيروس.
 
علاج روسي
 
بدأ معهد "سكليفوسوفسكي" في العاصمة الروسية موسكو، في تجربة استخدام غاز الهيليوم لعلاج فيروس كورونا.
 
وذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية، نقلاً عن المعهد أنّ " فعالية الهيليوم في علاج أمراض الرئة الحادة تحددها طبيعة هذا الغاز، حيث يعمل الهيليوم على تنظيم المعدلات الطبيعية لتكوين الغازات في الدم ويعيد التوازن الحمضي ــ القاعدي".
 
وأضاف المعهد " أن هذا الغاز يمكن أن يحمي من جوع الدم للأكسجين، وبذلك يساهم في الوقاية المبكرة من المضاعفات الناجمة عن كورونا". لافتاً إلى  أن هذه الطريقة لا زالت في إطار التجريب.
 
أول اختبار أميركي
 
وكانت الولايات المتحدة أجرت منتصف شهر آذار الفائت، أول اختبار سريري للقاح مضاد لفيروس كورونا، وفق "وكالة أسوشيتد بريس".
 
ووفقا لمسؤولي الصحة، فإن التحقق من نجاح أي لقاح محتمل يستغرق ما بين سنة و18 شهراً.
 
وتمول المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الاختبار الذي يجرى في معهد "كايزر" الدائم لبحوث الصحة في مدينة سياتل، عاصمة ولاية واشنطن.
 
ويشمل اختبار اللقاح الذي طورته بشكل مشترك كل من المعاهد الوطنية للصحة وشركة مودرنا، 45 متطوعا شاباً من الأصحاء، بجرعات مختلفة.
 
النيكوتين هل يحمي من الإصابة
 
أطلق باحثون في مستشفى "لابتيي سال بتريير" في العاصمة الفرنسية باريس برفقة مختص في علم البيولوجيا العصبية جان بيير شانجو، دراسة علمية لمعرفة الآثار الإيجابية المحتملة لمادة النيكوتين في التصدي للفيروس.
 
ويعتبر النيكوتين هي من المكونات الرئيسية التي تدخل في صناعة السجائر، وتم إطلاق هذه التجربة العلمية بعدما كشفت دراسة أجراها المستشفى الباريسي أن المدخنين هم أقل عرضة لفيروس كورونا مقارنة بغير المدخنين، وأكدت أن التبغ ليس هو الذي يقي من كورونا بل مادة النيكوتين.
 
وتوصلت الدراسة التي نشرتها مستشفيات باريس إلى نتائج وصفت بالمذهلة،  إذ أظهرت أن الذين يدخنون كثيراً، مثل المعتقلين والمرضى العقليين، لم يصابوا بشكل كبير بـ" كوفيد-19"  ما قد يعني بأن التدخين يحمي من الإصابة بفيروس كورونا.
 
الدراسة أجريت على 500 شخص أصيبوا بعدوى كوفيد-19، منهم 350 شخصاً نقلوا إلى المستشفى وظلوا عدة أيام، في الوقت الذي تمت معالجة 150 آخرين عبر استشارات طبية، حسب الطبيب زهير عمورة الذي قام بهذه الدراسة.
 
ووفق الدراسة فإن 80 بالمئة من المدخنين تعافوا وأن نسبة الإصابات لم تتعد 5 في المئة فقط في أوساط هذه الفئة من المرضى. لكن رغم هذه النتائج إلا أن الأخصائيين دعوا إلى توخي الحذر وإلى عدم التدخين.
 
وفي الوقت الذي تتسابق فيه الدول لتطوير لقاح فعال ضد فيروس كورونا، حذّر خبراء من منظمة الصحة العالمية من أن اللقاح قد لا يظهر أبداً.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق