مالك الحافظ - روزنة|| تحمل زيارة وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، إلى دمشق، من الدلالات الكثير، قد يكون أبرزها بروز محور إيراني مستقل عن الرؤية الروسية في سوريا، يدعم وجود الأسد في السلطة ولو على حساب جذبه من أحضان الرعاية الروسية -غير المستقرة حالياً-، وهو ما يشكل مرحلة حساسة في التوافقات الروسية-الإيرانية حول الملف السوري.
وفي ظل إبعاد روسيا لوجود طهران في المفاوضات السياسية مع تركيا حول الشمال السوري، باتت الحسابات مختلفة لدى كل من طهران وموسكو، حيث يبدو أن الأخيرة وجدت بأن حفظ مصالحها في الشمال مع تركيا وتعميق التفاهمات معها لتمتد نحو الشمال الشرقي قد يتوائم مع الرغبة الأميركية في إبعاد النفوذ الإيراني عن سوريا، وبذلك تكون إيران الخاسر الوحيد في ملف تقاسم حصص النفوذ الدولي والإقليمي في سوريا، بخاصة وأن إيران باتت أيضاً العنصر غير المرغوب فيه من أكثر من جهة منها روسيا أيضاً التي أثقلت طهران كاهلها طيلة الفترة الماضية.
وكان ظريف وصل إلى دمشق يوم أمس الاثنين، في زيارة استمرت ليوم واحد، التقى خلالها كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته وليد المعلم، لمناقشة "العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة والتقدم الميداني" في سوريا، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية. فيما نقلت وكالة "سانا" بأن لقاء الأسد وظريف، تناول "آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري".
اقرأ أيضاً: واشنطن تتحضر "لتأديب" إيران شرقي سوريا… ما دور روسيا؟
ويُعتبر اللقاء الذي جمع الأسد بوزير الخارجية الإيرانية هو الأول منذ عام، حيث سبق أن التقيا في شهر نيسان من العام الفائت، وتأتي الآن زيارة ظريف كثاني زيارة لمسؤول إيراني إلى دمشق بعد مقتل قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني)، حيث التقى الأسد في شباط الماضي برئيس مجلس الشورى الإيراني -آنذاك- علي لاريجاني.
اللقاء الذي حصل بالأمس يستبق الاجتماع الالكتروني المتعلق بمسار أستانا الثلاثي (روسيا، تركيا، إيران) الذي سيقام يوم غد الأربعاء (22 نيسان).
هذا وقد يندرج أيضاً من خلال مضمون الرسالة الإيرانية بشأن زيارة ظريف -الغريبة في وقتها وظروفها- أن يقول النظام الإيراني أن طهران لن تتخلى عن الأسد، في وقت يتحدث عنه حول تسريبات بتململ روسي من استمرار الأسد في السلطة، حيث يعتبر أحد الأهداف من وجود ظريف في دمشق الإشارة إلى استمرار الحضور الإيراني في سوريا في مقابل النفوذ الروسي.
تحديات كبرى تواجه النظام من أجل إيران؟
المتخصص في الشؤون الإيرانية، وجدان عبد الرحمن، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن قرب انعقاد مسار أستانا يأتي كأحد المسببات التي دفعت النظام الإيراني لإرسال ظريف إلى دمشق، وأضاف "هي رسالة إيرانية للإعلان عن دعم كامل للأسد قبل هذا الاجتماع، وكذلك للتباحث فيما يمكن التطرق إليه خلال اجتماع أستانا المقبل".
وتابع بأن "إيران تعرف تماماً بأن فقدان شخص بشار الأسد يصعب تعويضه من أجل دعم النفوذ الإيراني، بخاصة وأن إيران قدمت المليارات في سوريا للحفاظ على النظام… إيران تعرف أيضاً أن روسيا وتركيا لديهم البدائل لنظام الأسد، وبإمكان روسيا أن يكون لها نفوذاً في سوريا إذا ما غادر الأسد للسلطة، أما إيران فليس لها أي شخصية مناسبة أكثر من بشار الأسد".
وأشار عبدالرحمن إلى أن إيران هي الخاسر الوحيد في تغيير النظام السياسي الحالي في سوريا، لذلك فهي ستدعمه حتى الرمق الأخير، وفق تعبيره.
وأردف بالقول "فقدان نظام الٍأسد سوف يحجم النفوذ الإيراني في المنطقة وليس في سوريا فقط، بخاصة وأن سوريا تعتبر منطلق أساسي للعمليات الإيرانية؛ بخاصة من جانب حزب الله اللبناني الذي يعتمد على سوريا في تحركاته ونفوذه والدعم العسكري من الصواريخ والأسلحة القادمة من إيران عبر سوريا".
قد يهمك: إيران تسعى لتغيير استراتيجيتها في سوريا… ما جديّة ذلك؟
من جهته قال المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، حسن راضي، خلال حديث سابق لـ "روزنة" أن التحدي الأكبر للنفوذ الإيراني يتمثل بروسيا في الدرجة الأولى التي تريد السيطرة على سوريا بالكامل دون منافسة أي طرف لها.
وأضاف أن "هناك عوامل اخرى تعرقل وصول إيران لأهدافها في سوريا، وهي محاولات النظام السوري في تحسين علاقته بالدول العربية من جهة؛ والدول الأوروبية من جهة أخرى من أجل الخروج من عزلته الإقليمية والدولية، وأحد شروط تحسين تلك العلاقة هو قطع العلاقة بإيران أو تقزيم دورها في سوريا".
واعتبر أن دمشق لن تعود إلى جامعة الدول العربية؛ ولن تحصل على دعم الدول العربية الاقتصادي والسياسي إلا حينما يتم تحجيم دور إيران بشكل كبير، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل تحد كبير للنظام السوري وعلاقته المستقبلية بايران.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن قرب إجراء مباحثات ثلاثية بصيغة أستانا حول سوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، حول ذلك: "نؤكد إجراء المباحثات الثلاثية حول سوريا على المستوى الوزاري يوم 22 نيسان، وذلك عن بعد". حيث من المقرر أن يشارك في المباحثات وزراء خارجية الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا.
يذكر أن آخر جولة من المباحثات بصيغة أستانا جرت في كانون الأول الماضي، وكان من المقرر إجراء جولة جديدة في آذار الفائت بإيران، لكن ذلك لم يحدث بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد".
وفي ظل إبعاد روسيا لوجود طهران في المفاوضات السياسية مع تركيا حول الشمال السوري، باتت الحسابات مختلفة لدى كل من طهران وموسكو، حيث يبدو أن الأخيرة وجدت بأن حفظ مصالحها في الشمال مع تركيا وتعميق التفاهمات معها لتمتد نحو الشمال الشرقي قد يتوائم مع الرغبة الأميركية في إبعاد النفوذ الإيراني عن سوريا، وبذلك تكون إيران الخاسر الوحيد في ملف تقاسم حصص النفوذ الدولي والإقليمي في سوريا، بخاصة وأن إيران باتت أيضاً العنصر غير المرغوب فيه من أكثر من جهة منها روسيا أيضاً التي أثقلت طهران كاهلها طيلة الفترة الماضية.
وكان ظريف وصل إلى دمشق يوم أمس الاثنين، في زيارة استمرت ليوم واحد، التقى خلالها كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته وليد المعلم، لمناقشة "العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة والتقدم الميداني" في سوريا، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية. فيما نقلت وكالة "سانا" بأن لقاء الأسد وظريف، تناول "آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري".
اقرأ أيضاً: واشنطن تتحضر "لتأديب" إيران شرقي سوريا… ما دور روسيا؟
ويُعتبر اللقاء الذي جمع الأسد بوزير الخارجية الإيرانية هو الأول منذ عام، حيث سبق أن التقيا في شهر نيسان من العام الفائت، وتأتي الآن زيارة ظريف كثاني زيارة لمسؤول إيراني إلى دمشق بعد مقتل قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني)، حيث التقى الأسد في شباط الماضي برئيس مجلس الشورى الإيراني -آنذاك- علي لاريجاني.
اللقاء الذي حصل بالأمس يستبق الاجتماع الالكتروني المتعلق بمسار أستانا الثلاثي (روسيا، تركيا، إيران) الذي سيقام يوم غد الأربعاء (22 نيسان).
هذا وقد يندرج أيضاً من خلال مضمون الرسالة الإيرانية بشأن زيارة ظريف -الغريبة في وقتها وظروفها- أن يقول النظام الإيراني أن طهران لن تتخلى عن الأسد، في وقت يتحدث عنه حول تسريبات بتململ روسي من استمرار الأسد في السلطة، حيث يعتبر أحد الأهداف من وجود ظريف في دمشق الإشارة إلى استمرار الحضور الإيراني في سوريا في مقابل النفوذ الروسي.
تحديات كبرى تواجه النظام من أجل إيران؟
المتخصص في الشؤون الإيرانية، وجدان عبد الرحمن، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن قرب انعقاد مسار أستانا يأتي كأحد المسببات التي دفعت النظام الإيراني لإرسال ظريف إلى دمشق، وأضاف "هي رسالة إيرانية للإعلان عن دعم كامل للأسد قبل هذا الاجتماع، وكذلك للتباحث فيما يمكن التطرق إليه خلال اجتماع أستانا المقبل".
وتابع بأن "إيران تعرف تماماً بأن فقدان شخص بشار الأسد يصعب تعويضه من أجل دعم النفوذ الإيراني، بخاصة وأن إيران قدمت المليارات في سوريا للحفاظ على النظام… إيران تعرف أيضاً أن روسيا وتركيا لديهم البدائل لنظام الأسد، وبإمكان روسيا أن يكون لها نفوذاً في سوريا إذا ما غادر الأسد للسلطة، أما إيران فليس لها أي شخصية مناسبة أكثر من بشار الأسد".
وأشار عبدالرحمن إلى أن إيران هي الخاسر الوحيد في تغيير النظام السياسي الحالي في سوريا، لذلك فهي ستدعمه حتى الرمق الأخير، وفق تعبيره.
وأردف بالقول "فقدان نظام الٍأسد سوف يحجم النفوذ الإيراني في المنطقة وليس في سوريا فقط، بخاصة وأن سوريا تعتبر منطلق أساسي للعمليات الإيرانية؛ بخاصة من جانب حزب الله اللبناني الذي يعتمد على سوريا في تحركاته ونفوذه والدعم العسكري من الصواريخ والأسلحة القادمة من إيران عبر سوريا".
قد يهمك: إيران تسعى لتغيير استراتيجيتها في سوريا… ما جديّة ذلك؟
من جهته قال المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، حسن راضي، خلال حديث سابق لـ "روزنة" أن التحدي الأكبر للنفوذ الإيراني يتمثل بروسيا في الدرجة الأولى التي تريد السيطرة على سوريا بالكامل دون منافسة أي طرف لها.
وأضاف أن "هناك عوامل اخرى تعرقل وصول إيران لأهدافها في سوريا، وهي محاولات النظام السوري في تحسين علاقته بالدول العربية من جهة؛ والدول الأوروبية من جهة أخرى من أجل الخروج من عزلته الإقليمية والدولية، وأحد شروط تحسين تلك العلاقة هو قطع العلاقة بإيران أو تقزيم دورها في سوريا".
واعتبر أن دمشق لن تعود إلى جامعة الدول العربية؛ ولن تحصل على دعم الدول العربية الاقتصادي والسياسي إلا حينما يتم تحجيم دور إيران بشكل كبير، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل تحد كبير للنظام السوري وعلاقته المستقبلية بايران.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن قرب إجراء مباحثات ثلاثية بصيغة أستانا حول سوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، حول ذلك: "نؤكد إجراء المباحثات الثلاثية حول سوريا على المستوى الوزاري يوم 22 نيسان، وذلك عن بعد". حيث من المقرر أن يشارك في المباحثات وزراء خارجية الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا.
يذكر أن آخر جولة من المباحثات بصيغة أستانا جرت في كانون الأول الماضي، وكان من المقرر إجراء جولة جديدة في آذار الفائت بإيران، لكن ذلك لم يحدث بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد".
الكلمات المفتاحية