بوتين في سوريا: كش أسد !

بوتين في سوريا: كش أسد !
سياسي | 21 أبريل 2020
مالك الحافظ - روزنة|| لعل انضمام أهم منتديات الحوار الاستراتيجي في روسيا (منتدى فالداي للحوار) إلى "حملة النقد اللاذع"  التي طالت بشار الأسد وأقربائه ونظامه خلال الآونة الأخيرة، يُدللّ على أن الحديقة الخلفية لدائرة صنع القرار في روسيا تُبيّت أمراً ما للأسد، قد لا يكون بالضرورة عزل الأخير عن السلطة خلال الفترة الحالية، غير أن الوارد ضمن تلك المقالات والتقارير يخبئ وراءه الكثير. 

التقارير المختلفة التي بدأت عبر استبيان في الداخل الروسي أشارت نتيجته إلى أن الأسد الذي روضته روسيا خسر كل شعبيته، أشارت لاحقاً مقالات متعددة من بينها ما تم تناوله عبر مقالة نشرها موقع المجلس الروسي للشؤون الخارجية، من خلال التنويه إلى الفساد الذي نخر في النظام، وكذلك بأن عائلة الأسد ومخلوف هم المسؤولين عن دمار الاقتصاد على حساب الشعب السوري. 

لقد استخدمت بعض التقارير الروسية مصطلح "الربيع العربي" في سوريا بدلا من ذكر مصطلح "الإرهابيين" الذي طالما اعتاده الروس، فضلاً عن القول أن مرحلة السلم لن يستطيع قيادتها بشار الأسد بسبب ضعفه وعدم وجود أي سلطة له على الأرض، فضلا عن أنه محاط هو وعائلته وأقربائه بالفساد والنهب، في الوقت الذي يجوع فيه السوريين؛ وهم محرومون من الكهرباء و المواد الغذائية. 

الروس قلقون من مرحلة تغيير الأسد؟

الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية، د.محمود الحمزة، قال خلال حديثه لـ "روزنة" أن اللغة المستخدمة في التقارير الروسية جديدة من نوعها، معتبراً أن الموضوع لم يكن من قبيل المصادفة، بل أنه يهدف أولا للضغط  -خلال المرحلة الحالية- على بشار الأسد كي ينصاع للمطالب الروسية، فمن الناحية الاقتصادية يُسلّم المشاريع للروس مقابل إبعادها عن الإيرانيين.

ورأى الحمزة أن ورقة الأسد لدى الروس شبه محروقة، وهم بدأوا جدياً يفكرون في المرحلة القادمة، وذلك في ظل الضغوطات الهائلة من قبل الغرب والولايات المتحدة، وتابع "قانون قيصر لوحده يكفي لخنق النظام ومعاقبة حلفائه، ناهيك عن التقرير الأخير لمنظمة الأسلحة الكيماوية حول استخدام النظام للأسلحة الكيماوية في اللطامنة". 

وأردف في السياق ذاته "هناك الآن معطيات لا تضغط على النظام؛ و إنما على الروس أيضاً، و بالتالي أعتقد أنهم بدأوا يتراجعون، و أرى أن مصالح الروس في خطر إذا ما استمروا في التمسك بالأسد". 

ولم يستبعد الحمزة علاقة الملف الميداني في الشمال السوري بخيار تغيير الأسد، حيث نوه إلى أن روسيا ليس من مصلحتها على الإطلاق فتح معركة هناك مع تركيا بسبب علاقتها الوثيقة معها، وذلك عكس ما يسعى له النظام السوري الذي يريد توريط روسيا بمعركة جديدة، في الوقت الذي تتجه فيه أيضاً مصلحة روسيا للبناء الاقتصادي، "هذه مصلحة الشركات و النخب الحاكمة في روسيا".

وأكمل القول "البديل بالنسبة للروس هو أمر جوهري جداً؛ فهو قد يحافظ على المصالح الروسية أو قد يعرضها للخطر، هم قلقون جدا من المرحلة لكنهم مجبرين عليها… مرحلة البناء و السلام في سوريا لن تكون بقيادة الأسد وسيجدون له مخرجا من رئاسة السلطة، ولكن كيف سيكون هذا الإخراج؟ أعتقد أن ذلك مرتبط بالتفاهم الروسي الأميركي التركي". 

وكانت التقارير الروسية ذكرت خلال الأيام القليلة الماضية، أن بشار الأسد غير قادر على حكم سوريا، وأن اتباعه استغلوا المساعدات الروسية لمصالحهم، وقالت صحف روسية أن هناك انزعاج من موسكو من أداء الأسد بسبب عدم امتلاكه أي رؤية سياسية، في الوقت الذي انشغل فيه بصراع بين ابن خاله (رامي مخلوف) وزوجته (أسماء الأخرس) للسيطرة على الاقتصاد السوري.

الروس ذلّوا الأسد كثيراً!

من ناحيته رجّح الإعلامي والمحلل السياسي للشأن الروسي، د. نصر اليوسف، أن يتم إخراج بشار الأسد من السلطة خلال الفترة القريبة المقبلة، في الوقت الذي اقتربت فيه الانتخابات الرئاسية السورية والتي يفترض أن تقام في صيف العام المقبل. 

واعتبر اليوسف أن استبدال الأسد بأي شخصية، سيؤدي إلى إضعاف منظومة السلطة التي يرأسها، لافتاً إلى أن الإهانات المتكررة التي تلقاها الأسد تجعل الانتقادات اللاذعة أمراً ليس بالمستغرب، حيث ذكّر  بالإساءات التي طالت بشار الأسد سواء من قبل الرئاسة الروسية، أو من المؤسسة العسكرية الروسية. 

وأضاف "لقد وصفته وسائل إعلام روسية بالضعيف ووصفت نظامه بالفاسد، هذه التصرفات لا تأتي اعتباطاً، بل هي تصرفات مقصودة لإعطاء إشارات معينة".

وتابع "إن آخر فصل من فصول تعمّد إذلال الأسد، حدث في شهر كانون الثاني أثناء زيارة بوتين لسوريا، إذ لم يتم إعلام بشار الأسد بالزيارة إلا بعد أن هبطت طائرة بوتين في مطار دمشق، ثم توجيه الأوامر للأسد للإسراع لاستقبال بوتين ليس في القصر الجمهوري، ولا في وزارة الدفاع، ولا حتى في رئاسة الأركان، بل في مقر قيادة القوات الروسية في دمشق".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق