لبنان… طرد عائلتين سوريتين من مخيم للنازحين بسبب علبة "بنادول"

لبنان… طرد عائلتين سوريتين من مخيم للنازحين بسبب علبة "بنادول"
أخبار | 20 أبريل 2020

يعاني سوريون في لبنان في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) من العنصرية والتنمر، ولا سيما في المخيمات، إذ ساهم تفشي الفيروس من ارتفاع حدة خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين مؤخراً.

 
ففي إحدى المناطق الزراعية في محافظة جبل لبنان، طُردت عائلتان سوريتان من ضمن تجمع يضم 50 عائلة، بسبب شرائهم دواء "بنادول"، بعد أن اشتبه أهالي المنطقة بإصابتهم بفيروس كورونا، فقرروا على إثر ذلك طردهم حيث يقيمون.
 
ووفق موقع "المفكرة القانونية" فإنّ فتى خرج من خيمة عائلته لشراء علبة بنادول من إحدى المحال الصغيرة قرب التجمع، وبعد عودته إلى الخيمة، تبعه 10 شباب متطوعين لدى البلدية لمساعدتها في تنفيذ إعلان التعبئة العامة المطبق منذ منتصف شهر آذار الماضي، وهو ما فهمته بعض البلديات بأنه قرار منع تجوّل للسوريين المقيمين في مناطقها.
 
تحقق المتطوعون من العائلة عن سبب شراء الدواء بقولهم: "البنادول يعني في أعراض إنفلونزا، يعني ممكن حدا بينكم معه كورونا"، ما أثار غضب رب العائلة معترضاً "كل الناس بيوجعها راسها" ليتطور الوضع بعد ذلك من سجال كلامي إلى ضرب أفراد العائلة المؤلفة من 8 أشخاص، ومن ثم مطالبة البلدية ترحيلهم والامتناع عن تقديم المساعدات لهم.
 
بعد ذلك أمرت البلدية رب الأسرة السوري مع عائلته وعائلة ابنه المتزوج بالمغادرة، بعد إقامتهم فيها 7 سنوات، ليلجؤوا إلى عكار حاملين أمتعتهم وهمومهم.
 
العنصرية طالت سوريين كثر في لبنان، إذ لم تتوقف عند حادثة جبل لبنان، حيث فرضت إحدى البلديات في عكار حجراً صحياً على مبنى كامل يقيم فيه سوريون، بعد ذهاب أحد المقيمين فيه إلى الصيدلية لشراء دواء يخفف من أعراض انفلونزا عادية أصيب بها.
 
اقرأ أيضاً: اعتداء وحشي على مخيم للاجئين السوريين في البقاع اللبناني
 
ووفق إحدى المقيمين في بلدية بعكار، فإنه عند عودة اللاجئ إلى المبنى المقيم فيه، ضرب حراس البلدية طوقاً حول المبنى، وطالبوا جميع من فيه بضرورة الحجر الصحي بسبب الشك بوجود إصابة بفيروس كورونا بينهم.
 
هذا وذهب اللاجئ المصاب بالانفلونزا إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت لإجراء فحص كورونا، ليتبيّن لاحقاً أنه غير مصاب، لكن البلدة أشاعت رغم ذلك إصابته، وفق الموقع.
 
وفي حادثة ليست ببعيدة الأسبوع الفائت، اعتدى عدد من شباب بلدة غزة البقاعية على لاجئين سوريين مقيمين في مخيم "عبدو كلينتون"، بعد منع حاجز لفتاة سورية من أهالي المخيم من الدخول إليه بحجة مخالفتها لقرار حظر التجول وقيامها بالتسوق والتجهيز لليلة زفافها.
 
حيث تبع عدد من شباب البلدة العروس وعائلتها إلى داخل المخيم ليقع بينهم عراك شديد واعتداء وحشي على الأهالي، وبعدها تم إطلاق النار عليهم ما أسفر عن عدد من الجرحى. هذا ونشرت صفحات السوريين في لبنان على "فيسبوك" سيارات الإسعاف في المخيم لنقل الجرحى السوريين وإسعافهم جراء الاعتداء.
 
وبعد الاشتباكات و الاعتداءات المتكررة قررت بلدية غزة  إزالة مخيم "عبدو كلينتون" للنازحين السوريين كليًا، وعلّلت البلدية قرارها بأنه "اتخذ درءًا لردات الفعل التي قد تنشأ جراء أي احتكاك .
 
حيث سبق وأن  أصدرت عدة بلديات لبنانية ولا سيما بلدية "بعلول" في البقاع الغربي إعلانات تحذيرية خاصة بالسوريين دون سواهم تطالبهم بموجبها بالحجر على أنفسهم والبقاء ضمن الخيام، و عدم الاختلاط مع أهالي البلدة، وضرورة التبليغ الفوري عن كل وافد جديد من الأراضي السورية، وذلك تحت طائلة المساءلة والمحاسبة .
 
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان بشكل دائم إلى العنصرية وخطاب الكراهية، وبخاصة من الأحزاب السياسية، والمسؤولين البارزين كالرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، واللذان طالبا مراراً وتكراراً برحيل السوريين، بحجة  أن لبنان لم يعد قادراًَ على تحمل  اللاجئين، الذين يهددون اقتصاده.
 
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية متردية.
 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق