لاجئون سوريون: كورونا ألمانيا غير سوريا

لاجئون سوريون: كورونا ألمانيا غير سوريا
القصص | 17 أبريل 2020

إيمان حمراوي - روزنة || حالة الهلع والخوف التي أصابت الإنسانية بسبب فيروس أُصيب به أكثر من مليوني شخص حول العالم أمرٌ طبيعي، لكن ربما تختلف نسبة الخوف من بلد لآخر تبعاً للنظام الصحي المتّبع في البلد والإجراءات الوقائية التي تتخذّها الحكومات.

 
 ففي بلد يهمل الرعاية الصحية ويعاني أصلاً من فساد مثل سوريا قد يزيد من احتمالية الإصابة بكورونا، وهو ما يختلف كلياً عن البلدان الأوروبية التي تؤمّن الرعاية  الصحية للمواطنين والمقيمين فيها، وبالتالي نسبة الخوف تكون أقل.
 
يقول المهندس السوري أكرم بيازيد، 29 عاماً، مقيم في العاصمة الألمانية برلين: "إن الفيروس المستجد سبّب هلعاً وخوفاً لجميع الناس، لكن ربما يختلف الشعور قليلاً في حال كان مقيماً في سوريا لأسباب متعددة".
 
وعن الأسباب التي تدعو لعدم الخوف بشكل مبالغ يوضح: "أن المسؤولين الألمان كانوا صادقين مع المواطنين والمقيمين من اللحظة الأولى فيما يتعلّق بالفيروس، حيث صرّحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن نحو 70 في المئة من السكان سيصابون بالفيروس، كما صرحت أنهم يمتلكون مواداً تموينية وطبية كافية، فلا داعي للهلع"، هذه الشفافية هي التي طمأنتنا نوعاً ما بشأن الجائحة العالمية. كما يقول بيازيد.
 
وكانت ميركل قالت في الـ 10 من شهر آذار الفائت: "إنهم يواجهون تحدياً لم يواجهونه من قبل بسبب كورونا، وأنه سيصاب من 60 إلى 70 في المئة من الناس في ألمانيا بكورونا".
 
وذلك على عكس حكومة النظام السوري الذي تكتم مطوّلاً حتى أعلن عن أول إصابة في البلاد، في الـ 22 من شهر آذار الفائت، في ظل انتشار شائعات حينها أن الإصابات تعدّت الآلاف.

اقرأ أيضاً: 5 قصص لأشخاص نقلوا العدوى حول العالم دون قصد
 
وأضاف بيازيد، أن الإجراءات الوقائية في إطار مكافحة الفيروس، من أحد الأسباب التي تدعو لعدم الخوف، حيث تم تخصيص مجموعات عمل طارئة في كل مدينة، وخط ساخن، وأماكن حجر مخصصة للمصابين، فضلاً عن التوعية بمخاطر الفيروس وكيفية الوقاية منه من قبل الأطباء.
 
كما أنّ امتلاك ألمانيا لأعلى عدد من  أجهزة تنفس صناعية في أوروبا، شيء يدعو للطمأنينة، وفق بيازيد، إضافة إلى تحويل كمية كبيرة من الفنادق لحجر صحي، ونشر وسائل التوعية في كل مكان وبجميع اللغات.
 
ووفق وسائل إعلام متعددة، فإن سبب التفوق الألماني في التعامل مع كورونا هو عدد أجهزة التنفس الصناعي، والأماكن المخصصة للرعاية المركزة للحالات الحرجة.
 
ويتوفر في ألمانيا حوالي 28 ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة، وتنوي الحكومة الألمانية إضافة أماكن جديدة في الفترة المقبلة لتصل إلى 40 ألف سرير، وفق موقع "تاغس شاو" التابع للقناة العمومية الألمانية الأولى. أما في بريطانيا كمثال فإنه يوجد 4 آلاف مكان فقط في هذه الأقسام، بحسب محطة "أن تي في" الإخبارية الألمانية.
 
وكانت  صحيفة "غارديان" البريطانية نقلت عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الذي تعافى من فيروس كورونا تصريحه أن هذه فترة "غير مسبوقة لنظامنا الصحي" في بريطانيا، وأضاف أن هناك تحديات عديدة تواجه بريطانيا في الأزمة الحالية، في مقدمتها عدم وجود الأدوات والقدرات التشخيصية المناسبة، على عكس ألمانيا التي تتميز بصناعة المعدات الطبية.
 
 حيث قال:" لدينا أفضل المختبرات العلمية في العالم، لكن ليس لدينا السعة. ألمانيا على سبيل المثال كان لديها حوالي مائة مختبر مجهز عند بداية الأزمة، أما نحن تعين علينا البدء من مستوى أكثر انخفاضاً."
 
ويشير إلى أنه لو كان في سوريا فإن معدل الخوف من الإصابة بالفيروس مليون في المائة، لعدم توعية حكومة النظام للمواطنين فيما يتعلّق بالفيروس، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وتأمين الخدمات التي تمنع تجمع المواطنين، وبخاصة طوابير الخبز المزدحمة وأماكن صرف الرواتب وغير ذلك.

قد يهمك: تطورات "كورونا" لحظة بلحظة... تعرف إليها
 
من جهته يقول عماد، مقيم في ألمانيا منذ عام 2016، لـ"روزنة": إن الحكومة الألمانية دعمت المواطن بشكل كبير، من حيث القرارات الصادرة المساندة له، وبخاصة دعم الشركات والمشاريع الصغيرة مادياً لمنعها من الإفلاس، وهو أمر جيد يدعو للاطمئنان وعدم الخوف من أي أزمة إن كانت صحية أو غير ذلك، ما يخلق الثقة بين المواطن والدولة.
 
ويضيف: "ألمانيا أمه وأبوه للمواطن في هذه الأزمة"، بينما في سوريا المواطن لا أحد لديه سوى الله وأبنائه إن وجدوا، مردفاً: "والدتي تعيش في سوريا، أعمل أنا وإخوتي على تأمين طعامها وشرابها عبر أشخاص موثوقين.
 
كنا نأمل لو أنّ الدولة تكلفت بالمواطنين ولا سيما المسنين تماشياً مع الدول الأخرى التي منعت المسنين من الخروج وأمّنت لهم أرقام طوارئ خاصة لخدمتهم حتى باب المنزل. يقول عماد.
 
ميس، مقيمة في ألمانيا منذ 5 سنوات، تقول لـ"روزنة": إنها تثق بالحكومة الألمانية والإجراءات التي تتخذها في إطار مكافحة الفيروس، معتبرة أنها تدير الأزمة بشكل جيد جداً وهو ما يدعو للاطمئنان قليلاً بخصوص الوضع الراهن.
 
وتضيف، أنها لو كانت بسوريا في ظل هذه الأزمة، لن تتحمّل في ظل الفقر والقهر والمشاكل التي تعاني منها سوريا، فضلاً عن الخوف من المجهول لعدم توافر العناية الطبية لمكافحة الفيروس ومنع انتقال العدوى منه.
 
"بمكان إقامتي فترة الحجر  لما تضيق فيني الدنيا بحمد الله اني لست في سوريا، لو كنت بسوريا كان الوضع سيء جداً" هكذا تصف ميس مشاعرها لـ"روزنة".
 
ويبلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا في ألمانيا حتى اليوم الأربعاء، 3 آلاف و495 شخصاً، فيما بلغ عدد الإصابات 132 ألف و210، بينما بلغ عدد المتعافين من الفيروس في ألمانيا 68 ألفا و100، وفق معطيات نشرتها صحيفة "تاغس شبيغل".
 
أما في سوريا، أعلنت وزارة الصحة لدى حكومة النظام السوري، أمس الثلاثاء، عن تسجيل 4 إصابات جديدة، ليرتفع بذلك عدد الإصابات الكلي إلى 29، بينهم حالتا وفاة، و5 حالات شفاء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق