اعتداء وحشي على مخيم للاجئين السوريين في البقاع اللبناني

اعتداء وحشي على مخيم للاجئين السوريين في البقاع اللبناني
القصص | 17 أبريل 2020

فاخر عروف - روزنة || تعيش عشرات العائلات من اللاجئين السوريين وسط العراء وفي حقول القمح بعد هروبهم من مخيم "عبدو كلينتون" الواقع في منطقة البقاع الغربي، وذلك  بعد الاعتداء عليهم من قبل شبان بلدة غزة المجاورة .

 
وكان إشكال قد وقع بين شبان المخيم من اللاجئين السوريين وعناصر من بلدية غزة البقاعية و شبانها منذ يومين، بعد أن قام حاجز البلدية في المنطقة بمنع فتاة سورية من أهالي المخيم من الدخول إليه بحجة مخالفتها لقرار حظر التجول وقيامها بالتسوق والتجهيز لليلة زفافها .
 
وقال أبو محمد، المقيم في ذات المخيم لـ"روزنة": إن شبان بلدة غزة البقاعية وعلى إثر الإشكال الحاصل تبعوا العروس وعائلتها إلى داخل المخيم ليقع بينهم عراك شديد واعتداء وحشي على الأهالي، وبعدها تم إطلاق النار عليهم ما أسفر عن عدد من الجرحى.
 
وتدخلت قوى الأمن اللبناني، مساء الـأربعاء، وأوقفت شباباً شاركوا في الاشتباكات من الطرفين، لمنع تدهور الأمور إلى أخطر من ذلك.
 
ونشرت صفحات السوريين في لبنان على "فيسبوك" سيارات الإسعاف في المخيم لنقل الجرحى السوريين وإسعافهم جراء الاعتداء.
 
وبعد الاشتباكات و الاعتداءات المتكررة قررت بلدية غزة  إزالة مخيم "عبدو كلينتون" للنازحين السوريين كليًا، وعلّلت البلدية قرارها بأنه "اتخذ درءًا لردات الفعل التي قد تنشأ جراء أي احتكاك .
 
وناشد قاطنو المخيم، البالغ عدد العائلات فيه 60 عائلة، المنظمات الحقوقية والإنسانية ومفوضية شؤون اللاجئين في لبنان بضرورة التحرك لوقف هذه الاعتداءات على أهالي المخيم.
 
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد لـ" روزنة" إن المفوضية على اتصال مع "السلطات المحلية والمركزية المعنية بشأن إشكال غزة والتوترات المستمرة".
 
اقرأ أيضاً: "كورونا" ذريعة جديدة لارتفاع مستوى العنصرية ضد السوريين في لبنان
 
 هذا و طالبت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية بالتراجع عن قرار إزالة مخيم "عبدو كلينتون" للاجئين السوريين في بلدة غزة البقاعية، وبشكل خاص في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد، ما قد  يعرض حياة اللاجئين  لخطر الإصابة ونقل العدوى.
 
وظهر أحد وجهاء ومشايخ البلدة في تسجيل مصور انتشر على "فيسبوك" أمس الخميس، أكد فيه أنّ أهالي المخيم السوريين وأهالي البلدة تعهدوا بعدم تكرار ما حصل، وعلى الصلح فيما بينهم.
 
 
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت، أمس الخميس، تسجيل 5 حالات جديدة بفيروس كورونا ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 663.
 
وتحول الفيروس المستجد الذي يوصف حالياً بـ "الجائحة العالمية"،حسب تصنيف "منظمة الصحة العالمية"، إلى حجة ومبرر لرفع مستوى العنصرية والتنمر تجاه اللاجئين السوريين، ولاسيما في المخيمات.
 
حيث سبق وأن  أصدرت عدة بلديات لبنانية ولا سيما بلدية "بعلول" في البقاع الغربي إعلانات تحذيرية خاصة بالسوريين دون سواهم تطالبهم بموجبها بالحجر على أنفسهم والبقاء ضمن الخيام، و عدم الاختلاط مع أهالي البلدة، وضرورة التبليغ الفوري عن كل وافد جديد من الأراضي السورية، وذلك تحت طائلة المساءلة والمحاسبة .
 
وليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وهدمها فوق رؤوس قاطنيها ، بل تكرر ذلك أكثر من مرة،كان  آخرها عندما قامت السلطات اللبنانية بهدم مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال بحجة أن أسقفها من الإسمنت .
 
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان بشكل دائم إلى العنصرية وخطاب الكراهية، وبخاصة من الأحزاب السياسية، والمسؤولين البارزين كالرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، واللذان طالبا مراراً وتكراراً برحيل السوريين، بحجة  أن لبنان لم يعد قادراًَ على تحمل  اللاجئين، الذين يهددون اقتصاده.
 
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية متردية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق