تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على رفع كفاءة الجهاز المناعي وتقويته، الذي يعمل على مكافحة الفيروسات والبكتيريا والجراثيم، ولا سيما في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد - 19)
ووفق بعض الدراسات فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بصورة منتظمة هم أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض القلب والأمراض المزمنة. وينصح بالمداومة على أداء التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة يومياً بهدف تعزيز قوة الجهاز المناعي.
وبما أنّ فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) من الأمراض الفيروسية المعدية التي تهاجم الجهاز المناعي، فإن ممارسة التمارين الرياضية من شأنه أن يرفع من كفاءة المنظومة المناعية، لتصبح أكثر قدرة على مواجهة الفيروس، حيث أنّ الرياضة تحفز على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء، وتساهم في طرد السموم من الجسم، وتحسن من عملية تدفق الدم المحمّل بالأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة الأعضاء المكونة للمنظومة المناعية مثل الطحال والغدد والليمفاوية.
وفي ظل الحجر المنزلي الذي منع الآلاف عن الذهاب إلى الصالات الرياضية والتمتع بممارسة الرياضة، إليك بعض أنواع الرياضات التي تساهم في تقوية الجهاز المناعي، خلال فترة الحجر المنزلي.
-اليوغا
يمكن ممارسة اليوغا فترة الحجر المنزلي، وتُعرف بأنها إحدى الرياضات التي يمكن ممارستها في كل الأوقات، لكن البعض يواجهون صعوبة في الوصول إلى درجة الاسترخاء، لكن عند القيام بها مراراً تصبح عادة سهلة ومفيدة للجسم وللجهاز المناعي.
وتساعد اليوغا على شد الجسم، وتقلل من الإصابة بآلام العضلات والمفاصل، كما تقوي الذاكرة وتحسن المزاج وتمنع الاكتئاب، وتنظيم نبضات وعمل القلب، كما تقلل من ضغط الدم، وتساعد في تحسين عملية التنفس، إضافة إلى دورها في طرد السموم من الجسم، والمساعدة على النوم والتخلص من الأرق.
ولممارسة اليوغا، يجب أولاً ارتداء ملابس مريحة والجلوس على سطح صلب، ووضع اليدين أسفل الصدر مع إغلاق العينين، والتأمل بمشاهد مشرقة للذاكرة، والقيام بالتنفس بما يسمى الشهيق والزفير لجلب الأوكسجين إلى الرئتين، حتى تشعر أن يديك ترتفعان إلى الأعلى مع التنفس.
ولليوغا 5 تمارين أساسية وهي: وضعية الفراشة أو وضعية صانع الأحذية، ووضعية المحارب، ووضعية الجسر، ووضعية الكوبرا، ووضعية الطفل.
-المشي
تساعد ممارسة المشي السريع يوميًّا، بشكل كبير في الحفاظ على الصحّة العامّة للجسم، وذلك عن طريق تعزيز صحة جهاز المناعة، وزيادة قوته، وتقوية القلب، كما يساعد على إنقاص الوزن.
لذا يُنصح بممارسة المشي السريع لـ 30 دقيقة على الأقل في اليوم، ومن المهم ارتداء حذاء متين ومريح وذي مقاس مناسب لتجنب الآلام والبثور أثناء ممارسة رياضة المشي السريع.
وللمشي فوائد متعددة، تشمل، (تحسين وظائف القلب، وتنشيط الدورة الدموية، والسيطرة على ضغط الدم، والتقليل من كمية الكوليسترول الضار في الجسم، وتحسين التمثيل الغذائي، والوقاية من هشاشة العظام، والحفاظ على العضلات متناسقة، وتحسين وظائف الجهاز المناعي، إضافة إلى تحفيز نشاط خلايا الدماغ ومنع تلف أنسجة المخ، وتحسين مستويات الطاقة في الجسم، والتخلص من السموم، والتخفيف من التوتر، والتقليل من فرص الوفاة المبكرة).
- الوثب من خلال الحبل
للوثب خلال الحبل فوائد صحية عدة، سرعان ما يشعر بها المواظب على أداء الرياضة المذكورة، وعلى رأس هذه الفوائد تقوية جهاز المناعة وتحرير الجسم من الضغط، إضافة الى إحراق دهون الجسم.
-تمارين "تاي تشي"
هي تمارين تجمع ما بين الاسترخاء والتنفس العميق مع الحركات اللطيفة والبطيئة، وتدعى أيضاً "تاي تشي شوان"، نشأت هذه التمارين بالأصل كفن قتالي في القرن الـ 13 في الصين، واليوم تمارس حول العالم كتمارين معززة للصحة.
أظهرت بعض الدراسات أن تمارين تاي تشي قد تفيد المسنين بعمر 65 عام وأكبر في إنقاص التوتر وتحسين التوازن والحركة العامة وزيادة قوة العضلات في الساقين. كما أثبتت فاعليتها في تقوية الجهاز المناعي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن المدة المناسبة لممارسة التمارين الرياضية تختلف باختلاف المراحل العمرية، فالأطفال من عمر (5 - 17 عامًا) يحتاجون إلى 60 دقيقة على الأقل أسبوعيًا، أما البالغون (18 عامًا فأكثر) يحتاجون إلى 150 دقيقة أسبوعيًا للتمارين المعتدلة و75 دقيقة للنشاط الرياضي الحاد، بينما يحتاج كبار السن إلى 130 دقيقة أسبوعيًا، بمعدل 10 دقائق في كل مرة.
ويعتبر الجهاز المناعي أحد أجهزة الجسم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، لكي لا يصبح الجسم عرضة لمهاجمة الفيروسات والطفيليات والبكتيريا وغيرها من الممرضات.
وتكمن وظيفة الجهاز المناعي في المحافظة على صحة وسلامة الجسم وحمايته من الإصابة بأنواع العدوى المختلفة، ومحاربة الجراثيم التي يتعرض لها.
وفي الوقت الحالي يعتبر الحجر المنزلي فرصة يمكن استثمارها بتحويلها إلى نجاح للإنسان يعدل فيها سلوكه اليومي، ويجعل الرياضة أسلوب حياة، حيث أن الجلوس والخمول لفترات طويلة في المنزل يؤثر سلباً على الجهاز المناعي.
الكلمات المفتاحية