وثّق فريق "منسقو استجابة سوريا" عودة آلاف النازحين السوريين إلى منازلهم في بلدات ومدن بمحافظة إدلب وحلب، بعدما فروا إلى العراء والمخيمات العشوائية نتيجة المعارك والقصف من قبل قوات النظام السوري وحلفائه خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح التقرير، أمس الأحد، أن 18 ألف و474 عائلة عادت إلى مناطقها في ريفي إدلب وحلب، أي نحو 9.94 في المئة من إجمالي النازحين الذين بلغ عددهم مليون و41 ألف و233 شخصاً.
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ سيارات فان وشاحنات محملة بحاجيات منزلية سلكت طريقاً باتجاه جنوب إدلب، أمس الأحد، سعياً لعودة العائلات إلى منازلهم، وذلك لتخوّف بعضهم من تفشي فيروس كورونا في المخيمات المكتظة بالنازحين على الحدود السورية التركية.
ويقيم النازحون السوريون في المخيمات الحدودية، بين خيارين، إما البقاء في مخيمات مكتظة مع خدمات قليلة، في ظل إمكانية انتشار الفيروس المستجد، أو العودة إلى منازلهم مع احتمال تجدد المعارك.
هذا وبلغ عدد العائدين إلى ريف حلب 8 آلاف و683 عائلة، أي نحو 47 في المئة من إجمالي العائدين، فيما بلغ عدد العائلات العائدة إلى ريف إدلب 9 آلاف و791 عائلة، أي نحو 53 في المئة من العائدين.
وبلغ عدد جميع العائدين 103 آلاف و459 شخصاً، ثلثاهم من الأطفال والإناث.
وقال فريق "منسقو الاستجابة" إنه منذ أيام بدأت مئات السيارات بالتحرك من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، باتجاه محافظة إدلب، في ظل غياب واضح لإجراءات السلامة الخاصة بانتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد، نتيجة القرارات العشوائية وغير المدروسة القاضية بفتح المعبر دون اكتراث لحياة المدنيين العائدين.
ووثق فريق "منسقو الاستجابة" في أواخر آذار الفائت عودة 11 ألفاً و347 نازحاً إلى منازلهم في شمال غربي سوريا.

وكان نحو مليون سوري نزحوا من إدلب وريفها خلال الأشهر الماضية بعد أن شنت قوات النظام السوري حملة عسكرية كثيفة مدعومة من روسيا لاستعادة السيطرة على مناطق المعارضة في شمالي سوريا.
وهدأت المعارك بعد اتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي بموسكو، في الخامس من الشهر الفائت، على وقف إطلاق النار في إدلب.
واتفق الجانبان التركي والروسي على نقاط عدة وهي: "وقف كل الأعمال القتالية على خط التماس القائم في إدلب، وإنشاء ممر آمن عرضه 6 كيلومترات شمالاً، و6 كيلومترات جنوباً، من الطريق الدولي (M4)، على أن يتم تنسيق المعايير الدقيقة لعمل الممر الآمن عبر قنوات الاتصال بين وزارتي الدفاع التركية والروسية في غضون 7 أيام.
ولم تسجل إلى الآن أي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في شمال غربي سوريا، وفق ما أفادت وزارة الصحة في "الحكومة السورية المؤقتة"، لكن هناك مخاوف من أنّ أي إصابات في المخيمات المكتظة بالنازحين من شأنها أن تتحول إلى كارثة إنسانية.
الكلمات المفتاحية