تختلف الأسباب التي تجعل الزوجان يتّجهان إلى الصمت بوجودهما مع بعضهما أو ما يسمى في علم النفس بـ"الخرس الزوجي" إلا أن هذه الحالة تحوّل الحياة الزوجية إلى حياة لا معنى لها مع الآخر كما لو أنه غير موجود، وتزيد الفرقة أكثر، كما لو أنها قاتل صامت للعلاقة ثم لمشاعر ونفسية الأبناء، فما سبب هذه الحالة؟
ما هو سر الخرس الزوجي؟
ليس لـ"الخرس الزوجي" سبب واحد، لكن ربما تكون عدّة أسباب أدت إلى هذه الحالة المضطربة من العلاقة بين الزوجين.
ومن أسبابه، في البداية الفارق في طريقة التفكير بين الزوجين، وهو ما يعني اختيار الزوج غير المناسب، والمختلف بالاهتمامات لدرجة تجعل التواصل شبه معدوم إلى أن تنتهي أسباب الحوار بين الطرفين.
كما أن الاحترام المتبادل بين الطرفين يذكي الحوار، لكن فيما لو غاب الاحترام، لن يعود بمقدور الطرفين التحاور والوصول إلى النتيجة المرجوّة، وهو ما يجعل أحد الطرفين أو كلاهمها يشعران أن النقاش مستحيل.
وتنتهي أسباب الحوار أيضاً، إذا اختفت المشاعر الإيجابية المتبادلة، كأن يكون الزوج تربى في بيئة قاسية لا مجال فيها للإطراءات وإبداء الحب، وتنتقل معه صفات القسوة إلى بيت الزوجية.
أيضاً يمكن أن تسبب الضغوط الاقتصادية، الصمت بين الزوجين، فينهمك الزوج أو الزوجة في التفكير بكيفية تأمين سبل الحياة المناسبة، وينسى تماماً ضرورة اهتمامه بالشريك والاستماع إليه أو الحديث معه.
اقرأ أيضاً: من الأقوى على نسيان الحب الرجل أم المرأة؟
ما الحل؟
في بعض الحالات يكون التغيير البسيط سبيل لكسر الصمت الزوجي، كمحاولة خلق اهتمامات مشتركة بين الزوجين، فلو كانت الزوجة تهتم بالقراءة، يمكن للزوج الاهتمام ولو جزئياً بالقراءة، ولاحقاً فتح نقاش حول الكتب التي تمت قراءتها وأحداثها.
أو لو كان للزوج اهتمامات بألعاب الكمبيوتر، يمكن للزوجة مشاركته الاهتمام، ولو لوقت قصير بحيث لا يشعر بأن اهتماماته غريبة عنها.
كما يمكن إعطاء كلا الطرفين فسحة للآخر أو مساحة خاصة به أو بها، يمكن أن يلتجئ إليها فيما لو شعر بالملل، ليستعيد بعدها نشاطه وطاقته، ويعود مجدداً بنفسية مرتاحة.
أما في بعض الحالات فيحتاج الموضوع إلى علاج أكثر براعة، كما لو كان الزوج لا يحب الحديث أصلاً كأن يكون "انطوائي" أو لا يرغب في البوح بمشاعره، ويتطلّب الأمر في هذه الحالة محاولة الطرف الآخر السماح للأول بالحديث عن مشاكله وهمومه مع قدرة كبيرة على الاستماع، وعدم الإلحاح عليه فيما لو أراد عدم التحدث.
كما يتطلّب الموضوع من الزوج إدراك المشكلة، ومحاولة الحديث مع الزوجة بدل التعايش مع المشكلة وتفاقمها لاحقاً وصولاً إلى الانفصال بين الزوجين.
الكلمات المفتاحية