لكن ماذا لو توفي أحد أفراد العائلة بسبب الفيروس، كيف يمكن أن نخبر الطفل بذلك؟ لا سيما أن الموت حقيقة يصعب قبولها لدى البالغين، وقد تصبح أكثر تعقيداً عند محاولة شرحها للأطفال.
الأخصائية النفسية لمى حلبية تقول لـ"روزنة" إن هناك خطوات يجب القيام بها عند وفاة قريب للطفل بكورونا وهي:
- الشخص الذي يجب أن يخبر الطفل بالوفاة لا بد أن تكون علاقته به جيدة، أو أن يكون مقرباً منه جداً، يخبره ذلك بأسلوب هادئ، بعيداً عن حالات الانهيار والبكاء والنحيب.
-يجب عدم التهرّب من تساؤلات الطفل، لكي لا يضطر لتخيّل أشياء غير حقيقية تؤثر على نفسيته، بل يجب إخباره بالمعلومات الصحيحة وبكل وضوح، لئلا يسأل أحداً آخر.
اقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحة أطفالك النفسية فترة الحجر الصحي
-يجب أن تخبر الطفل عن فيروس كورونا، إن كان يعي ذلك، وأضراره، وكيف يصيب الرئتين، كما يجب إخباره عن طرق الوقاية منه، وأنّ الشخص الذي توفى مات لأنه لم يتّبع الإجراءات الوقائية من الفيروس، كمثال، فإن لم يتم إخباره بذلك، وبأسلوب مناسب، فإن الطفل من الممكن أن يسمع من أشخاص آخرين.
-يمكن إخبار الطفل بأن الميت سبقنا فقط، ومن الممكن أن نتواصل معه بأرواحنا أو من خلال الذكريات، حتى لا يشعر أن العلاقة قد انتهت.
-على الطفل أن يعلم بأنّ هذه سنة الحياة، ولكل إنسان دورة حياة، وأن الجميع لا بد أن يمر بهذه التجربة، وحتى النباتات ينتهي عمرها وتموت.
-يجب عدم المكابرة أمام الطفل وكأن شيئاً لم يحصل، فالبكاء الطبيعي شي عادي، والقدرة على إظهار المشاعر شيء جيد، يمكن أن يبرر بأنه شوق للميت.
ربما يحتاج الطفل إلى جلسة مع أخصائي نفسي، ليوضّح له أن الحياة فيها سعادة وحزن وفرح وألم، ما يسهل عليه تقبل حالة الوفاة، وبخاصة في حالة وفاة أحد الوالدين، حيث يحتاج الطفل وقتاً أكبر في تقبل حقيقة الموت.
كما تنصح الأخصائية النفسية بعدم إعطاء الطفل أي معلومة خاطئة لئلا يضطر الشخص لتصحيحها أو نفيها فيما بعد، وعدم الكذب على الطفل، فقول كلمة "لا أعرف" أفضل من الكذب. كما تنصح بتجنب عبارات مثل "إنه نائم أو ذهب في رحلة".
وفي حال حدوث الوفاة، وكان الطفل دون سن الـ 5 ، فلن يتمكن من فهم أن الموت أمر نهائي ولا رجعة فيه، وأن الموت يشمل الجميع.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، كانت قدمت مجموعة نصائح لأولياء الأمور لطمأنة الأطفال وحمايتهم بخصوص الفيروس المستجد؛ كالاستماع لمشاكلهم، وتوضيح الحقيقة لهم، وتوعيتهم بكيفية حماية أنفسهم.
وبلغ عدد الإصابات بالفيروس المستجد حول العالم -حتى ساعة إعداد التقرير- مليوناً و 617 ألف و574 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات نحو 97 ألف، أما المتعافين بلغ عددهم 365 ألف و 743 شخصاً.