فيما تقوم منظمات ومؤسسات حكومية وفرق تطوعية بإجراءات وحملات لضمان عدم تفشي الفيروس في المحافظة، بالتزامن مع بدء تصنيع الكمامات محلياً عبر مشاغل داخل مدينة إدلب.
هل ارتفاع الأسعار مبرر؟
دفعت حالة القلق، المدنيين في إدلب لشراء المستلزمات الطبية بشكل غير مسبوق، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير عما كانت عليه سابقاً.
مصطفى البدران وهو مواطن من مدينة إدلب يقول لـ"روزنة": "غلاء أسعار المواد الوقائية الأولية من فيروس كورونا بدأت في محافظة إدلب قبل الإقبال الكبير على تلك المواد، فما أن بدأ الحديث في الشارع الإدلبي عن ضرورة لبس الكمامة والقفازات وتعقيم اليدين حتى ارتفعت أسعارهم 3 أضعاف".
لكن بعض أسعار المواد ارتفعت أكثر من ذلك بحسب ما يشير إليه البدران، إذ يوضح "الكمامة ارتفع سعرها من 50 إلى 500 ليرة، والقفاز الطبي من 35 إلى 200 ليرة، وعبوة الكحول سعة 150 مل من 100 إلى 500 ليرة".
وانتقد البدران الدور الرقابي لـ"حكومة الإنقاذ"، مرجحاً أن رفع الأسعار سببه محتكرين من التجار هدفها الربح من الطلب الزائد.
وحتى على مستوى الغش في صناعة المواد، ينوّه البدران إلى أنه "بدا واضحاً من قبل التجار وبالأخص في المواد المعقمة (السبيرتو) حيث من المفترض أن تكون نسبة الكحول الموجودة فيه أكثر من 15%، لكن الآن يتم إضافة الماء إليه لتصبح نسبة الكحول فيه أقل من 7% مما يجعله غير نافع".
ورش لصناعة الكمامات
لكن مع ازدياد الطلب على الكمامات وارتفاع أسعارها وخصوصاً عندما تم إغلاق المعابر الحدودية مؤخراً، اتجه أصحاب ورش الخياطة إلى إنتاج الكمامات في إدلب، أملاً في تخفيض سعرها على المواطن.
وقال "أبو محمد" صاحب ورشة تصنيع الكمامات في إدلب لـ "روزنة": "تعمل ورشة الخياطة بشكل مستمر ومكثف على خياطة الكمامات الطبية، من أجل توزيعها على محافظتي إدلب وحلب، وما يزيد عن حاجتنا يتم تصديره الى تركيا، ويعمل في الورشة أكثر من 40 عاملاً، وخلال تلك الساعات يتم تصنيع أكثر من خمسة آلاف كمامة طبية في اليوم".
ويرى أبو محمد أن ورش تصنيع الكمامات تلك لا توفّر كمامات أقل ثمناً فقط، وإنما توفّر فرص عمل جديد للعمال.
إجراءات وحملات
مؤسسات حكومية ومنظمات وفرق تطوعية بدأت نشاطاً أكبر في مواجهة انتشار كورونا، حيث أعلنت "مديرية الصحة الحرة" عن إجراءات أهمها، تطهير المراكز الطبية يومياً، ووضع خيمتان أمام المنشأة الطبية ، واحدة للفرز والثانية لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا، إضافة إلى وضع خيام عند المعابر الحدودية لرصد الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا.
وكانت "الحكومة المؤقتة" أعلنت عن نيتها افتتاح 3 مراكز حجر صحي في (مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي ومدينة دارة عزة غرب محافظة حلب، إضافة إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي).
فيما أطلقت منظمة الدفاع المدني السوري في الـ 22 من آذار الفائت، حملة توعية تحت عنوان "خليك بالبيت" في محافظة إدلب، بعد أن كان نفذ مع عدد من المنظمات الإنسانية والإغاثية، حملة تعقيم استهدفت المدارس والمخيمات والمرافق العامة ودور العبادة في محافظة ادلب، كإجراء وقائي من فيروس كورونا، في الوقت يعيش فيه النازحون حالة من الترقب الحذر لوقوع إصابات بفيروس كورونا.
وشارك نشطاء بحملات توعية لتنبيه الناس من خطر فيروس كورونا والعمل للحد من انتشاره في المدن والبلدات والمخيمات.
في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، وتحت عنوان "احمي نفسك"، أطلق نشطاء في المدينة مبادرة للتعريف عن فيروس كورونا عبر شاشة إسقاط بثت وسط المدينة وفي مكان تجمهر النازحين، وتوزيع كمامات وقفازات وتوعية المدنيين بالتخلي عن الأماكن المزدحمة وأخذ طرق الوقاية بشكل جدي.
وصرح المتحدث باسم الحملة فارس وتي لـ "روزنة":" أن المبادرة لاقت اهتمام المدنيين في الأسواق وخاصة أن هناك العديد منهم يجهل طرق الوقاية من فيروس كورونا".
مخبر وحيد
لكن رغم انتشار الوباء بصورة واسعة في العالم، مازال هنالك مخبر وبائي وحيد في إدلب، يعاني حالياً من ضغط كبير مع قلة الإمكانيات المقدمة من قبل المانحين ومنظمة الصحة العالمية.
ويعتبر المخبر الوبائي في إدلب الوحيد الذي يحوي على أجهزة اختبار (pcr) في منطقة شمال غرب سوريا، ومع وصول كيتات التحليل الخاصة بـ"كورونا المستجدّ" بدأ المخبر عمله في فحص العينات المأخوذة من حالات مشتبه بإصابتها.
اقرأ أيضاً: في سابقة غير معهودة... زفاف صباحي بالرقة والسبب كورونا!
وأكد مدير مختبر الترصد الوبائي في إدلب الدكتور "شهم مكي" في تصريحات صحفية، أن "المختبر حصل على المواد الأولية للفحوص وأن 900 عينة وصلت من وحدة تنسيق الدعم، و300 عبر منظمة الصحة العالمية".
وأشار مكي إلى أنه تم إرسال نتائج الفحوص إلى شبكة الإنذار المبكر والأوبئة التي تجري المقارنات بدورها وتقوم بالإعلان النهائي.
وكانت قد تسلمت وحدة تنسيق الدعم، 600 عينة فحص للكشف عن فيروس كورونا من منظمة الصحة العالمية.
وسبق لحكومة الإنقاذ أن أصدرت قرارات لمواجهة فيروس كورونا في 30 آذار الفائت، أهمها منع التجمعات البشرية في البازارات وإيقاف أسواق بيع الطيور، إضافة إلى أسواق الدراجات النارية.
وأوقفت وزارة التعليم العالي العملية الامتحانية في كافة الجامعات والمعاهد العامة والخاصة، وعلقت وزارة التربية والتعليم في الحكومة دوام الطلاب وأغلقت المدارس العامة والمعاهد الخاصة ورياض الأطفال واتخاذ الطرق والتدابير التدريسية اللازمة لاستمرار الخطة الدراسية التعليمية عن بعد، محذرة جميع المخالفين من المساءلة القانونية.
وأعلنت الإدارة العامة للمعابر التابعة للإنقاذ، إغلاق جميع المعابر التي تصل محافظة إدلب بريف حلب الخاضع لسيطرة الجيش الوطني السوري، مبررةً القرار الذي يشمل معبري الغزاوية ودير بلوط، بحرصها على سلامة المدنيين.