سلافة لبابيدي - مالك الحافظ|| منذ إعلان بروتوكول/اتفاق موسكو حول إدلب الموقع في 5 آذار الفائت، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بدت مؤشرات التوافق بين الجانبين تدللّ على أن تفاهماً واسعاً شمل مجمل المسائل العالقة في منطقة إدلب لخفض التصعيد، قد يكون من أبرزها التخلص من معضلة الجماعات الجهادية، سواء بقتال محدود أو واسع يستهدف "الحزب التركستاني" وجماعة "حراس الدين"، أو التركيز على تفكيك "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة)، والذي طالما ركزت روسيا على إنهاء وجوده في المنطقة.
وتشي التطورات المتعلقة مؤخراً بالأجسام الإدارية والشرعية الموازية/التابعة "لتحرير الشام" بأن تركيا بدأت في عملية "تفكيك هادىء" للتنظيم الأكبر في إدلب، انطلقت من استقالة رئيس "مجلس الشورى العام" في إدلب وريفها، بسام صهيوني، يوم أمس الثلاثاء، وتزامنت أيضاً مع استقالة عضو مجلس الشورى أبو مالك التلي، و الذي عزا تلك الخطوة إلى جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها.
مصادر خاصة اعتبرت خلال تصريحات لـ "روزنة" أن عملية التفكيك المرتقبة للنصرة أو حتى تغيير الجلد، قد تسبق أي عمليات أخرى وتحركات عسكرية قد تستهدف تنظيمات "حراس الدين" و "الحزب التركستاني"، مشيرة إلى أن انسحابات مقبلة قد تحدث داخل الذراع الإداري للنصرة (حكومة الإنقاذ)، يكون من شأنها توسيع نطاق الانكفاءات عن الفصيل الجهادي.
اقرأ أيضاً: كيف سيتم التخلص من الجماعات المُهاجِرة في الشمال السوري؟
الباحث الإسلامي، حسن الدغيم، أشار خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن طبيعة هنذ التنظيمات المتولدة أو المحدثة عن تيار السلفية الجهادية لايستغرب فيها عمليات الانشقاق والتشظي لأنها بالأساس تتركب على جملة صلبة من الأفكار المعلبة التي تضيق فيها مساحة الحرية والتسامح، ومبنية على السمع والطاعة المطلق وهو مايختصر التنظيم في شخص واحد بيده كل الصلاحيات.
وأضاف حول ذلك بأن "تنظيم النصرة بعد انتقاله لهيئة تحرير الشام وسيطرته على بعض المفاصل والموارد (معابر - مطاحن - مؤسسات) وشكّل ثروة اقتصادية، فقد زاد مجال التنافس بين الأجنحة وهذا سبب رئيسي ولكنه لا يظهر، وإنما يظهر الخلاف المنهجي والسياسي".
وتابع بالقول" إن الانشقاقات الأخيرة بالنسبة لصهيوني هو معرفته وشعوره أنه كان يشغل منصب صوري لاقيمة له وأن الحاكم الحقيقي هو الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام وطال الوقت عليه وهو ينتظر صلاحيات أو امتيازات ولم يحصل عليها… وأما بالنسبة للتلي أعتقد أن الخلاف حول النفوذ الاقتصادي والإداري داخل التنظيم وقد سبق أن اختلفوا على أموال صفقة الراهبات في معلولا".
كما نوه إلى الخلاف الحاصل بالمواقف إزاء القوات التركية وتواجدها في الشمال السوري، حيث أن الفرغلي والتلي يخالفون الجولاني في تماهيه البراغماتي مع الدور التركي ومحاولته للاحتفاظ بدور له في إدارة المنطقة المتبقية، معتبراً أن "غالب من ينشقون من (تحرير الشام) لأسباب اقتصادية وإدارية تتعلق بالنفوذ، وما يظهر على السطح خلافات سياسية ومنهجية".
التفكك مصير تحرير الشام؟
من جانبه رأى الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية، أن "هيئة تحرير الشام" مقبلة على حالة من التفكك، معتقداً أن التنظيم لن يبقى فيه إلا الكتلة الضيقة المحيطة بـ "أبو محمد الجولاني"، و التي لديها مفاصل القوة بالتنظيم والتمويل، وهي حريصة على بقائها، وفق تعبيره.
واعتبر أن التطورات التي حصلت على مدى السنوات الاخيرة خصوصا منذ اتفاق سوتشي وماحصل مؤخرا (اتفاق إذار الفائت) يشير إلى أن هناك دائما محاولة لتفكيك الهيئة، بخاصة وأن تركيا تعهدت بأن تدفعها باتجاه الاعتدال أو دمجها بـ "الجيش الوطني" المعارض. غير أن تحرير الشام كانت دائما تحتال على ذلك، وتحاول اللعب على التناقضات التركية الروسية، بحسب قوله.
وتابع "لقد شهدنا في هذه الفترة خروج حركات مثل حراس الدين أو المجموعات الأخرى من داخل الهيئة ومن القيادات الشرعية والعسكرية، والآن بدأ الضغط على الهيئة بشكل أكبر… استقالة أبو مالك التلي هي نتاج هذه العملية التي تستهدف الحركة وتعمل على تفكيكها، وتجنيب ادلب من عملية عسكرية مرتقبة".
قد يهمك: عودة أمريكية إلى إدلب… ما علاقة "تحرير الشام"؟
وأوضح أبو هنية بأن كثيرمن القيادات الآن بدأت تحزم أمرها بالخروج من "تحرير الشام"، إضافة إلى وجود مؤشر التدخل التركي من خلال استقالة بسام صهيوني من رئاسة مجلس الشورى، ما يعني أن هذه العملية سوف تتبعها استقالات أخرى، بحيث تتفكك هذه الكتل التي كانت متحالفة مع "هيئة تحرير الشام".
ونوه إلى أن استقالة التلي تعني أن الأمور وصلت إلى للمرحلة النهائية ، وأن هناك استحقاقات قادمة ربما تأجلت بسبب جائحة "كورونا"، وأردف بالقول "لابد من الوصول الى نوع من الحل في إدلب بين اللاعبين الأساسيين روسيا وتركيا… في الأيام القادمة سنشهد المزيد من التفكك للهيئة لكن ستبقى كتلة مركزية قوية محيطة بابو محمد الجولاني… أن الحركة ستتفكك لا محالة، وسيتضمن ذلك مع بعض الضغوط في المنطقة".
وتشي التطورات المتعلقة مؤخراً بالأجسام الإدارية والشرعية الموازية/التابعة "لتحرير الشام" بأن تركيا بدأت في عملية "تفكيك هادىء" للتنظيم الأكبر في إدلب، انطلقت من استقالة رئيس "مجلس الشورى العام" في إدلب وريفها، بسام صهيوني، يوم أمس الثلاثاء، وتزامنت أيضاً مع استقالة عضو مجلس الشورى أبو مالك التلي، و الذي عزا تلك الخطوة إلى جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها.
مصادر خاصة اعتبرت خلال تصريحات لـ "روزنة" أن عملية التفكيك المرتقبة للنصرة أو حتى تغيير الجلد، قد تسبق أي عمليات أخرى وتحركات عسكرية قد تستهدف تنظيمات "حراس الدين" و "الحزب التركستاني"، مشيرة إلى أن انسحابات مقبلة قد تحدث داخل الذراع الإداري للنصرة (حكومة الإنقاذ)، يكون من شأنها توسيع نطاق الانكفاءات عن الفصيل الجهادي.
اقرأ أيضاً: كيف سيتم التخلص من الجماعات المُهاجِرة في الشمال السوري؟
الباحث الإسلامي، حسن الدغيم، أشار خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن طبيعة هنذ التنظيمات المتولدة أو المحدثة عن تيار السلفية الجهادية لايستغرب فيها عمليات الانشقاق والتشظي لأنها بالأساس تتركب على جملة صلبة من الأفكار المعلبة التي تضيق فيها مساحة الحرية والتسامح، ومبنية على السمع والطاعة المطلق وهو مايختصر التنظيم في شخص واحد بيده كل الصلاحيات.
وأضاف حول ذلك بأن "تنظيم النصرة بعد انتقاله لهيئة تحرير الشام وسيطرته على بعض المفاصل والموارد (معابر - مطاحن - مؤسسات) وشكّل ثروة اقتصادية، فقد زاد مجال التنافس بين الأجنحة وهذا سبب رئيسي ولكنه لا يظهر، وإنما يظهر الخلاف المنهجي والسياسي".
وتابع بالقول" إن الانشقاقات الأخيرة بالنسبة لصهيوني هو معرفته وشعوره أنه كان يشغل منصب صوري لاقيمة له وأن الحاكم الحقيقي هو الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام وطال الوقت عليه وهو ينتظر صلاحيات أو امتيازات ولم يحصل عليها… وأما بالنسبة للتلي أعتقد أن الخلاف حول النفوذ الاقتصادي والإداري داخل التنظيم وقد سبق أن اختلفوا على أموال صفقة الراهبات في معلولا".
كما نوه إلى الخلاف الحاصل بالمواقف إزاء القوات التركية وتواجدها في الشمال السوري، حيث أن الفرغلي والتلي يخالفون الجولاني في تماهيه البراغماتي مع الدور التركي ومحاولته للاحتفاظ بدور له في إدارة المنطقة المتبقية، معتبراً أن "غالب من ينشقون من (تحرير الشام) لأسباب اقتصادية وإدارية تتعلق بالنفوذ، وما يظهر على السطح خلافات سياسية ومنهجية".
التفكك مصير تحرير الشام؟
من جانبه رأى الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية، أن "هيئة تحرير الشام" مقبلة على حالة من التفكك، معتقداً أن التنظيم لن يبقى فيه إلا الكتلة الضيقة المحيطة بـ "أبو محمد الجولاني"، و التي لديها مفاصل القوة بالتنظيم والتمويل، وهي حريصة على بقائها، وفق تعبيره.
واعتبر أن التطورات التي حصلت على مدى السنوات الاخيرة خصوصا منذ اتفاق سوتشي وماحصل مؤخرا (اتفاق إذار الفائت) يشير إلى أن هناك دائما محاولة لتفكيك الهيئة، بخاصة وأن تركيا تعهدت بأن تدفعها باتجاه الاعتدال أو دمجها بـ "الجيش الوطني" المعارض. غير أن تحرير الشام كانت دائما تحتال على ذلك، وتحاول اللعب على التناقضات التركية الروسية، بحسب قوله.
وتابع "لقد شهدنا في هذه الفترة خروج حركات مثل حراس الدين أو المجموعات الأخرى من داخل الهيئة ومن القيادات الشرعية والعسكرية، والآن بدأ الضغط على الهيئة بشكل أكبر… استقالة أبو مالك التلي هي نتاج هذه العملية التي تستهدف الحركة وتعمل على تفكيكها، وتجنيب ادلب من عملية عسكرية مرتقبة".
قد يهمك: عودة أمريكية إلى إدلب… ما علاقة "تحرير الشام"؟
وأوضح أبو هنية بأن كثيرمن القيادات الآن بدأت تحزم أمرها بالخروج من "تحرير الشام"، إضافة إلى وجود مؤشر التدخل التركي من خلال استقالة بسام صهيوني من رئاسة مجلس الشورى، ما يعني أن هذه العملية سوف تتبعها استقالات أخرى، بحيث تتفكك هذه الكتل التي كانت متحالفة مع "هيئة تحرير الشام".
ونوه إلى أن استقالة التلي تعني أن الأمور وصلت إلى للمرحلة النهائية ، وأن هناك استحقاقات قادمة ربما تأجلت بسبب جائحة "كورونا"، وأردف بالقول "لابد من الوصول الى نوع من الحل في إدلب بين اللاعبين الأساسيين روسيا وتركيا… في الأيام القادمة سنشهد المزيد من التفكك للهيئة لكن ستبقى كتلة مركزية قوية محيطة بابو محمد الجولاني… أن الحركة ستتفكك لا محالة، وسيتضمن ذلك مع بعض الضغوط في المنطقة".
الكلمات المفتاحية