في كنيسة الزيتون وسط دمشق، لا مصلين في أحد الشعانين، الذي يسبق عيد الفصح، هو استجابة لدعوة الفاتيكان منتصف الشهر الفائت، بأن كل الصلوات وصولاً إلى عيد الفصح ستكون من دون حضور المصلين.
غاب الحضور، ونقلت الكنيسة قدّاسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالكثير من المناسبات الدينية الأخرى، وقال حينها البطريرك يوسف العبسي الكلّي الطوبى الذي يترأس الحفل: "احتفالنا تشوبه في هذا العام غصّة في القلب، فالكنائس فارغة من المؤمنين.. لن يرفع أطفالنا وأهاليهم سعف النخل وأغصان الزيتون في الكنيسة".
لكن ليس فقط في كنيسة الزيتون، فقد احتفلت الكنائس المسيحية في منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا، بعيد الشعانين، بحضور الكهنة وعدد من خادمي الكنائس، بدون مصلين، تفادياً لمنع انتقال العدوى بفيروس كورونا.
وقال مراسل "روزنة" في الحسكة، إن الكهنة والشمامسة "خادمو الكنائس" هم فقط من أقاموا الاحتفال، فيما بدت الكنائس خالية من المصلين، وأوضح أن 3 سيارات تابعة لطائفة الأرمن الأرثوذكسي جابت شوارع مدينة القامشلي، ووزّعت على الأهالي غصون الزيتون والشموع، لإشراكهم في الاحتفال.
كما شهدت كنائس العالم خلّواً من المصلين وصولاً إلى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان حيث أحيا البابا فرنسيس قدّاس عيد الشعانين، بحضور عدد محدود من رجال الدين، في وقت كانت فيه الاحتفالات تقام في الساحة المفتوحة للكتدرائية بحضور آلاف الحجّاج والسيّاح، بحسب موقع "يورو نيوز".
ما هو عيد الشعنينة؟
هو أحد الشعانين الذي يسبق بأسبوع واحد عيد الفصح، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير (الصوم الأربعيني عند المسيحيين)، فيما يسمى الأسبوع الذي يبدأ به أحد الشعانين بـ(أسبوع الآلام).
وفي هذا اليوم، دخل المسيح إلى القدس، وحينها استقبله أهالي المدينة بأغصان الزيتون وسعف النخل تعبيراً عن فرحهم بقدومه، وهو السبب الذي تستخدم فيه أغصان الزيتون وسعف النخل في الكنيسة بهذا اليوم كنوع من طقوس الاحتفال.
وفي بلاد الشام والعراق، يعتبر أحد الشعانين مناسبة خاصة وعائلية، حيث يرفع الأطفال أغصان الزيتون والنخيل إلى الكنيسة، وبعد قيام القدّاس بحضور الناس، تقام مواكب وتطوافات ترافقها فرق الكشافة. ويتخلل هذا اليوم احتفالات اجتماعية واجتماعات عائلية.
يقول شربل بنا، خادم كاتدرائية "القديس لويس" في مدينة حيفا الفلسطينية لقناة "مساواة الفلسطينية": "هذا العيد هو عيد الأطفال، عيد البهجة، لأن يسوع دخل كملك( إلى القدس)، لكن ليس كملك كما نعرف يدخل على جياد، وإنما دخل بتواضع على حمار" ويتابع " بالنسبة للرموز فسعف النخيل ترمز للنصر والجهاد الروحي للصيام، وأغصان الزيتون ترمز للسلام".
وكلمة شعنينة، بحسب الإنجيل، تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعني "يارب خلص"، ومنها تشتق الكلمة اليونانية "اوصنا" وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين، وهي أيضاً الكلمة التي استخدمها أهالي القدس عند استقبال المسيح في ذلك اليوم.
الكلمات المفتاحية