السيدة زينب: عاصمة النفوذ الإيراني... كيف ستكون بؤرة "كورونا" في سوريا؟

السيدة زينب: عاصمة النفوذ الإيراني... كيف ستكون بؤرة "كورونا" في سوريا؟
أخبار | 04 أبريل 2020
مالك الحافظ - روزنة|| أكثر من 800 ألف شخص، يقيمون في منطقة السيدة زينب (ريف دمشق الجنوبي) التي كانت إلى وقت قريب تكتظ بالحجاج الإيرانيين في رحلات دورية تصل إلى السيدة زينب في أوقات مختلفة حتى خارج موسم الحج. 

مئات الآلاف من سكان المنطقة لا يقتصرون فقط على السوريين، وإنما ينضم إليهم العناصر والقيادات العراقية واللبنانية والإيرانية (الأمنية والعسكرية) التي تدير شؤون النفوذ الإيراني في عاصمته السورية، بحسب مصادر "روزنة". 

باتت المنطقة المحاطة بدرع أمني إيراني ينظر إليها على أنها إحدى البؤر التي ستؤدي إلى تفشي وباء "كورونا" في سوريا، وهي التي تعتبر مركز انطلاق العناصر الإيرانية نحو الشمال السوري وكذلك الجنوب والشرق. 

تشير المصادر إلى أن رحلات الزوار الإيرانيين تحديداً لم تنقطع خلال الأسبوعين الماضيين، بل إنما قلت أعداد الزوار فقط بشكل ملحوظ، أما فيما يتعلق بعناصر النفوذ الإيراني المقيمين في السيدة زينب، فإنهم و بشكل دائم يغادرون إلى بلدانهم لفترة قصيرة ومن ثم يعاودون الدخول إلى سوريا دون أن تكون هناك قيود على خروجهم أو دخولهم إلى سوريا. 

منظمة الحج الإيرانية، كانت أعلنت مطلع كانون الأول عام 2019 استئناف تسيير الرحلات الدينية إلى دمشق "جواً"، وذلك بعد سنوات على توقفها.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية -آنذاك- عن منظمة الحج والزيارة الإيرانية قولها إنه "مع استعادة الأمن في سوريا تقرر استئناف تسيير مواكب الرحلات الدينية إلى العاصمة دمشق.
وتابعت المنظمة أن الراغبين بزيارة الأماكن الدينية في سوريا يمكنهم مراجعة المكاتب السياحية التي تحمل رخصة من منظمة الحج والزيارة الإيرانية. وكان من المقرر استئناف الرحلات الإيرانية الدينية إلى سوريا منذ عام 2018، إلا أن السلطات قررت تأجيل ذلك لدواع أمنية.

ومنذ نيسان من العام الفائت، بدأت قوافل خاصة بهيئة الحشد الشعبي العراقي، التوافد عبر معبر القائم الحدودي (بين سوريا و العراق) نحو منطقة السيدة زينب. 

و في عام 2012 أسس الحرس الثوري الإيراني، فصيل "أبو الفضل العباس" لحماية مرقد السيدة زينب، ويعتبر من أبرز فصائل النفوذ الإيراني في منطقة السيدة زينب، وهو على اتصال بفصائل الحشد الشعبي العراقي، وغالبيتها لها وجود بسوريا، مثل حركة "النجباء"، و"عصائب أهل الحق"، و"حزب الله العراقي". 

قد يهمك: أخبار كورونا لحظة بلحظة 

وقررت حكومة النظام السوري، يوم الخميس الفائت، عزل منطقة السيدة زينب، حيث أفادت مصادر -آنذاك- أن قرار العزل جاء على خلفية تفشي فيروس "كورونا" في أحد أحياء السيدة زينب "شارع الحرامات"، ما دفع النظام لعزلها ككل، ودخول فريق تقصي وبائي إلى المنطقة.

وتعتبر المنطقة إحدى أكثر المناطق المتوقع تفشي الفيروس بها في محيط العاصمة، وذلك بسبب استقرار عناصر النفوذ  الإيراني فيها فضلاً عن توافد الحجاج الشيعة إليها حتى فترة قريبة، حيث منعت دمشق منذ أيام فقط دخول القادمين من إيران والعراق رغم تفشي الفيروس في البلدين منذ أكثر من شهر، كما كانت تعتبر إيران إحدى بؤر فيروس "كورونا" في العالم. 

في نهاية آذار الفائت، كشف محافظ كربلاء العراقية، نصيف جاسم الخطابي، عن رصد إصابات بفيروس كورونا لزوار شيعة قدموا من سوريا مؤخراً، وقال في تصريحات صحفية، إنه جرى تسجيل 11 إصابة بفيروس كورونا، أغلبهم لزوار عراقيين عائدين من سوريا.

ودعا المحافظ كل الزوار الشيعة الذين كانوا في سوريا، لإجراء فحوص، وإعطاء عناوينهم لتسهيل عمل مكافحة كورونا، كما قال مسؤولو وزارة الصحة في العراق إن هناك أربع حالات إصابة أخرى بالفيروس التاجي في مدينة النجف بين الحجاج الذين زاروا دمشق الأسبوع الماضي.

منظمة الصحة العالمية اعتبرت مؤخراً أن الأوضاع المتعلقة بفيروس كورونا في سوريا "خطيرة"، لأنها تُمثّل قبلة لزيارة المراقد الدينية، وقال ممثل المنظمة في سوريا، نعمه سيد عبد، يوم أمس الخميس، لقناة "روسيا اليوم" إن المنظمة تقيّم الوضع في سوريا بأنه خطير نظرا لسببين، مبينا أن الأول يتمثل في طبيعة الإصابات حيث رصدت كلها تقريبا لدى مواطنين قادمين من الخارج ما يعني أن عددها قد يكون أكبر.

كورونا: عزل بلدة ثالثة حول دمشق… وتطور في أعداد الإصابات

فيما يكمن الثاني في أن سوريا تتميز بـ"خصوصية مهمة جدا كونها تحتضن مرقدين شريفين هما قبلة لعدد كبير من الزوار من دول المنطقة".

وأوضح ممثل المنظمة العالمية أن الحديث يدور عن مقام السيدة زينب ومرقد السيدة رقية في محيط دمشق، وهما قبلة لعديد من الزوار من دول المنطقة التي ظهرت فيها الوباء على نطاق واسع، خاصة إيران، وكذلك العراق ولبنان وباكستان.

وأضاف: "لذلك دخول الفيروس إلى سوريا وارد جدا وهذا الأمر حدث فعلا، وستكون تأثيرات الوباء عالية بالتأكيد نتيجة للظروف الاستثنائية التي يعاني منها البلد منذ أكثر من 9 سنوات".

ويوجد في سوريا عشرات المزارات الشيعية يأتي في مقدمتها مرقد السيدة زينب، إضافة إلى مقام رأس الإمام الحسين في الجامع الأموي، ومرقد السيدة رقية، ومقام النبي هابيل.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق